ترك برس

ترحب سماء الريفيرا التركية الرائعة وبحرها الأزرق الخلاب بزائريها طيلة العام بجمال طبيعي رائع وطقس بديع وتاريخ غني، وتقدم هذه المنطقة الساحلية ذات الرائحة الحمضية أطلالاً قديمة وشواطئ نقية، ومدنًا ساحرة ومنتجعات فخمة، حيث يرتقي نمط الحياة على البحر الأبيض المتوسط ​​إلى مستويات جديدة.

وبساحل طوله 1000 كيلومتر، محمي بالجبال الشاهقة على أحد الجانبين، مع مناخ متوسطي معتدل على مدار العام، و300 يوم مشمس تقدم الريفيرا التركية ملاذًا رائعًا لقضاء العطلات لكل الزائرين، من العائلات إلى المتزوجين حديثًا إلى المغامرين الفرادى، وذلك للاستمتاع بالشواطئ المشمسة التي تضم بلدات وقرى رائعة.

تدعوك المنطقة إلى لقاءات مفاجئة مع المدن القديمة والمتشابكة مع الخلجان الفيروزية والجبال، حيث ازدهر ذات يوم الفن الكلاسيكي في حضارات قديمة.
ستسحرك الريفيرا التركية على الفور بمتعة الحياة الساحلية كذلك بما في ذلك المطبخ المتوسطي (نسبة إلى البحر المتوسط) اللذيذ.

وكذلك البرامج الثقافية المليئة بالمهرجانات الموسيقية، وسباقات اليخوت، وملاعب الغولف، والسباحة وبطولات سباق الدراجات، فضلاً عن مجموعة متنوعة من الرياضات المائية والجبلية التي ستبقيك مشغولاً طيلة مدة إقامتك.

ومن خيارات الإقامة المذهلة والأطعمة الشهية إلى التراث التاريخي والثقافي الواسع، تعدك الريفيرا التركية بحياة ملؤها الرفاهية.

استراحة مرفهة على طول البحر

شُيدت منتجعات فاخرة وأنيقة على الشاطئ لتندمج بشكل مثالي مع الطبيعة المحيطة بها، وذلك للاستمتاع بالصيف بمستوى رفيع على امتداد الريفييرا التركية، وتوفر المنتجعات ذات الجودة الممتازة مجموعة فاخرة من الغرف والفيلات ذات الإطلالات الخلابة على البحر، والتي تلبي جميع الأذواق.

وتشكل المسابح الكبرى ومرافق الألعاب المائية والمطاعم التي تقدم وجبات تحت الطلب أو بوفيهات وكذا المرافق الرياضية والترفيهية والمنتجعات الصحية الفاخرة وملاعب الغولف، كل ذلك يشكل مجموعة أنشطة لعطلة متكاملة للزوار.

وبالإضافة إلى مجموعة واسعة من المنتجعات الراقية، تقدم المنطقة الساحلية الممتدة من مدينة فتحية إلى مدينة مرسين أيضًا العديد من الفنادق ذات الخدمات المميزة، والمنازل المخصصة للإيجار، والفيلات المخفية في الشوارع التاريخية لمراكز المدينة القديمة، وفي شرفات خاصة محفورة في سفوح الجبال، وهي تطل على البحر الأزرق من مسابح هادئة غير متناهية.

وبالنسبة لأولئك الراغبين في قضاء عطلة رائعة في الطبيعة، فثمة مجموعة واسعة من الملاذات الريفية، وأماكن التخييم المميزة، بدءًا من الكبائن الريفية في الغابات والبحيرات، إلى الأكواخ الشاطئية التي تحصل على أعلى درجات التقييم بسبب موقعها.

وتجعل العوامل الملطفة للجو التي يتسم بها مناخ منطقة البحر المتوسط من الريفيرا التركية المكان المثالي لقضاء فترات راحة صحية كذلك؛ فالنظام الغذائي الصحي المتوسطي القائم على زيت الزيتون المحلي والأعشاب الطازجة والأسماك والمنتجات، يمكنها أن تحول زيارتك إلى تجربة حقيقية لتجديد الذات.

وتقدم العديد من الفنادق في المنطقة مرافق "سبا" (Spa) منعشة، تجمع بين أحدث العلاجات الشاملة مثل العلاج بمياه البحر واليوغا والتأمل، مع طقوس الحمام التركي التقليدي.

وسيكون من الجيد دائمًا التوجه للحمام التركي للاسترخاء بعد يوم طويل من مشاهدة المعالم السياحية، وذلك بحثا عن راحة العقل والجسد، ويستوحي الحمام التركي التقليدي طقوس تطهير قديمة تعود إلى حقبة روما القديمة، وهذا الأمر جزء أساسي من الثقافة التركية، ما يجعل الحمام التركي يقدم تجربة استحمام ذات مسحة صوفية، ليس فقط لتنظيف الحسم، وإنما أيضًا للتغلب ولو مؤقتا على ضغوط الحياة المعاصرة.

التاريخ تغمره الطبيعة الخلابة

وبمجرد اختيار مكان إقامتك، يمكنك تحويل اهتمامك إلى أنشطة عديدة؛ فبوجود الشواطئ والغابات والجبال التي تتخللها آثار عمرها آلاف السنين، تعد الريفيرا التركية الوجهة المثالية لعشاق التاريخ.

وتوجد 3 مناطق أثرية رائعة هي ليقيا وبامفيليا وبسيديا، ضمن حدود منطقة أنطاليا، ويمكن الوصول إليها بسهولة ومتعة عبر الرحلات اليومية والرحلات البحرية.

تسحر مدينة باتارا زوارها بمسرحها الذي يبلغ عمره ألفي عام وبمبنى البرلمان، حيث تحظى كل مدينة بتمثيلية الرابطة الليكية تناسب حجمها، وذلك على غرار النظام البرلماني الحديث.

في مكان قريب، تذكرنا منطقة أوليمبوس المجاورة لقرية تشيرالي بالحكاية البطولية لبيلروفون، الذي ركب حصانه المجنح بيغاسوس لهزيمة الوحش النافث للنار كيميرا.

من ناحية أخرى، تربط سيدا وأسبندوس بين العصور القديمة والحديثة بفضل مسارحهما الرومانية المهيبة التي أعيد ترميمها لتكتسب مجدها السابق وتستضيف المنطقتان الأثريتان اليوم مهرجانات موسيقية صيفية وعروض رقص.

وفي ميرا، يجري الترحيب بالزوار بإطلالة رائعة على المقابر الليكية المنحوتة على الصخر، والتي تقع داخل بساتين الحوامض وبجوار المسرح العظيم من العصر الروماني، ويمكنك معرفة المزيد عن حياة القديس نيكولاس من خلال زيارة كنيسة تحمل اسمه، والتي تم تحويلها إلى متحف.

لا تنحصر تجربة الريفيرا التركية في هذا الإرث التاريخي بل إنها توفر مغامرات مذهلة في الطبيعة أيضًا. فهي وجهة رائعة للإبحار، ويمكنك تأجير يخت أو قارب جوليت وهو قارب شراعي خشبي تقليدي ذو صاريتين أو 3 صوارٍ، ثم تنطلق لاستكشاف ساحل أنطاليا البكر، المحفوف بالغابات الخضراء المورقة.

وتعد بيلديبي وكيمير وتكيروفا وأدراسان وكيكوفا وكاش أبرز ما يميز أي مسار رحلة بحرية، وذلك بما تحويه من خلجان ومراسٍ، ويعد طريق ليسيان، المتعرج بين الجبال والبحر الفيروزي لمسافة 500 كيلومتر من فتحية إلى أنطاليا، أول طريق للمشي لمسافات طويلة في البلاد مع وقفات في مناطق أثرية مذهلة على طول الطريق.

تُعرف طريق الليكين باسم "أرض النور"، وهي تقدم للمسافر المعاصر مناظر طبيعية مليئة بالمعابد الخلابة، والمقابر الضخمة التي تتراءى من قمم الجبال، أو الظاهرة في الموانئ القديمة.

وتُعد المنطقة أيضًا جنة للمغامرين الذين يتطلعون للاستمتاع بالكهوف والتخييم وركوب الدراجات في مناطق تضم شلالات مذهلة وغابات الصنوبر والأرز الساحرة في مناطق كيمير وأوليمبوس وجبل تاهتالي.

من ناحية أخرى، تقدم ساكليكنت لعشاق التزلج تجربة مزدوجة فريدة من نوعها لمغامرة تزلج منعشة، مقترنة بالغطس في المياه اللازوردية للبحر المتوسط ​​في فصل الربيع.

وعلى طول الطريق بين كالكان وكاش، يمكن للمرء اكتشاف الشواطئ الخلابة ذات المياه الصافية، بما في ذلك شاطئ كابوتاش وشاطئ أكجاجيرم وخليج هيدايت. وغير بعيد، ينتظرك أحد أجمل الأسرار المحفوظة في الريفيرا التركية في قرية كاليكوي الساحلية التي تحرسها قلعة من العصور الوسطى.

قرية كاليكوي لا يمكن الوصول إليها إلا بالقارب، وقد بُنيت على أنقاض مدينة سيمينا القديمة، والتي يمكن استكشاف أجزائها الغارقة من خلال جولات التجديف بالكاياك حول جزيرة كيكوفا، قبالة الشاطئ مباشرة.

ولكن أقصى درجات المتعة تكمن في أعماق البحر، لذا، توّج زيارتك بالغوص في منطقة كاش لاكتشاف التضاريس القديمة المثيرة تحت الماء، والتي تحيط بها مجموعة متنوعة من الحيوانات والنباتات الغنية والجميلة والملونة في البحر الأبيض المتوسط.

وإلى الشرق من أنطاليا تقع ألانيا، وهي جوهرة أخرى مخفية على طول الريفيرا التركية. واكتسبت هذه المدينة الساحلية الجذابة والقلعة المهيبة سماتها الرائعة خلال فترة حكم السلاجقة، ولا تزال القلعة سليمة ومفتوحة للزوار، وتبرز من قمم التلال الصخرية لتطل على المتوسط.

تعطيك الشوارع المتعرجة من القلعة إلى البحر إحساسا بأن الزمن لم يؤثر فيها، حيث توجد المنازل التقليدية التي تحيط بها حدائقها المتدرجة المورقة. وتم بناء البرج الأحمر أو برج كيزيل وهو سداسي الأضلاع لحماية حوض بناء السفن التاريخي على الواجهة البحرية، ويضم الآن متحفًا إثنوغرافيا.

وعلى الجانب الآخر من التل العملاق، يرحب شاطئ كليوباترا على طول كيلومترين بعشاق الشمس والرمال الذهبية.

الثقافة والطعام

تتسم أنطاليا ومرسين بالحيوية الدائمة، إذ تستضيف أنطاليا مهرجان أسبندوس الدولي للأوبرا والباليه، وهو أول مهرجان للأوبرا والباليه في تركيا، بالإضافة إلى مهرجان سيدا الدولي للموسيقى والثقافة والفنون العالمية.

وباعتباره عضوًا في جمعية المهرجانات الأوروبية، يستضيف المهرجان العديد من العازفين المنفردين المتميزين، وأوركسترا السيمفونية والفرق الموسيقية والفنانين من جميع أنحاء العالم.

ويعد مهرجان مرسين الدولي للموسيقى حدثًا آخر ينتظره الجميع ضمن البرنامج الثقافي للمنطقة. ومن مراكز التسوق الضخمة إلى متاجر الحرف اليدوية الصغيرة في الشوارع الجانبية، تعد أنطاليا ومرسين مكانا مثاليا لعشاق التسوق.

وترحب أنطاليا بعشاق الفن المرتبط بالعصور القديمة، كما توفر محطات ممتعة في كل زاوية للاستمتاع بفترات راحة رائعة، وتعد شوارع المدينة المرصوفة بالحصى والمناسبة للمشاة، والمليئة بالمقاهي والحانات أماكن مثالية لتناول القهوة التركية أو الكوكتيل قبل التوجه إلى المطاعم التقليدية الريفية الأنيقة أو مطاعم الأسماك والمقبلات المصطفة على طول البحر.

ولوجبة طازجة اختر من القائمة (البوري الأحمر أو الهامور أو سمك أبو سيف أو أي شيء بينهما)، وباقة مميزة من المقبلات مثل الهيبس (دهن الطحينة والكمون ورقائق الفلفل الأحمر وعصير الليمون).

فضلا عن المأكولات المتوسطية الشهية مثل سمك السلمون المرقط وفاصوليا البحر، تليها المقبلات الساخنة مثل الأخطبوط المشوي أو الروبيان المخبوز في الزبدة وصلصة الثوم، ثم تنتهي بحلوى اليقطين المقدمة مع الطحينة والجوز.

وللتعمق أكثر في عالم الطهي في المنطقة، يمكنك تناول الأطباق المحلية الشهيرة مثل "شيش كفتة" (كرات اللحم على الأسياخ)، المطبوخة بإتقان في أنطاليا والمقدمة مع نسخة محلية من "بياز" (سلطة الفاصوليا البيضاء مع صلصة الطحينة).

من ناحية أخرى، تشتهر مرسين بطعام الشارع وهو ساندويتش التنتوني (يحتوي على لحم بقري مقطع إلى شرائح رفيعة ومقلي ملفوف في خبز).

وتنتج بيئة الريفييرا التركية بعضًا من أفضل الفواكه الطازجة في تركيا – وخاصة أشجار الحوامض (برتقال فينيك المسجل كعلامة تجارية)، والأفوكادو الأنطالي، والرمان، والكيوي، وموز أنامور.

وتشتهر منطقة ألمالي بعنب أسيكارا، وهو صنف متوطن تم إحياؤه منذ زمن حضارة الليكين. ويمكنك أثناء وجودك في أنطاليا أيضًا أن تفكر في تذوق مجموعة كبيرة من المربى المحلي المصنوع من قشور البطيخ أو البرتقال أو البرغموت (ليمون عطري).

وبوصفها ملاذا لقضاء إجازة حقيقية بفضل مناخها الفريد وطبيعتها الخلابة ومدنها الحديثة وشواطئها الرملية، فضلاً عن بقايا الحضارات القديمة، فإن الريفيرا التركية هي وجهة ينبغي زيارتها لأي مسافر قادم إلى تركيا.


**الجزيرة نت نقلا عن "وكالة ترويج وتطوير السياحة التركية"

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!