فخر الدين التون - صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس
كثيرا ما نتحدث عما يمكن ان يحدث، فمحاولة التنبؤ بالمستقبل السياسي شيء شائع في كل مكان، واليوم نعيش ازمة محادثات السلام التي كان الكثير يتوقع مثل هذه الازمة، والحديث عن الازمة لن يحلها إن لم تكن هناك نوايا سياسية صادقة من اجل المضي قدما فيها.
الذي حدث في مشروع محادثات السلام هو أن التنظيم الإرهابي أعلن انتهاء المشروع من طرفه وأعلن وقف فترة الهدنة وانطلاق عملية التحرير والنضال كما يسميها، فالمسلحين هم من بدئوا الامر وأعلنوا انتهاء وقف إطلاق النار حسب ما ارتأوا، لكن مشروع محادثات السلام لن يكون في طي النسيان الا في حال كان للحكومة كلمة أخيرة فيه وأعلنت من طرفها انهاء جهود السلام، الى ان يحدث هذا فان مشروع محادثات السلام سيكون على الطاولة وجاهز لإعادة تداوله من جديد.
لو لعب حزب الشعوب الديمقراطية الدور المرجو منه لكانت النتائج المرجوة اعلى بكثير، لكن ومنذ الانتخابات ظهر بان حزب الشعوب الديمقراطية غير معني بمحادثات السلام وان النزعة الديمقراطية التي يدعيها انما هي وسيلة لتحقيق اهداف واجندات أخرى.
من بدايات الازمة السورية والتطرف الكردي او التطرف لنزعة "انا كردي" اخذة بالازدياد، وظهر ذلك في حزب الشعوب الديمقراطية الذي زاد من وتيرة اللهجة والنبرة في معادته لاردوغان والحكومة التركية باعتبارها الواجهة الرئيسية للدولة التركية والمحتل التركي حسب وصفهم، فحزب الشعوب الديمقراطية لم يقم باي نشاط يفيد من قريب او من بعيد في عملية السلام مع الاكراد، فهو لم يقدم أي شيء يذكر لدفع حزب العمل الكردستاني الى ترك السلاح والتوجه الى الديمقراطية كبديل أنجع.
يعتبر مشروع عملية السلام مع الاكراد من اهم الخطوات التي تتخذها تركيا في التحول نحو دولة اكثر ديمقراطية، لكن التعنت الكردي وممثله حزب الشعوب الديمقراطية والذراع العسكري حزب العمل الكردستاني لم يقبلوا بمثل هذه المقترحات، بل اتخذوا متبني هذه المبادرات السلمية والحلول المفضية الى سلام يعم البلاد حزب العدالة والتنمية واجهة لمحاربة الحكومة التركية، فاخذوا يقذفونها بكل نقيصة ويروجون الأكاذيب لحشد الراي العام للتكتلات الكردية وتأليبها على الحكومة التركية ولسان حالهم يقول "ما اخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس