عاكف إمره - صحيفة يني شفق - ترجمة وتحرير ترك برس
تعيش المسألة الكردية صعوبات منذ زمن بعيد، فالأطراف المختلفة في الساحة لا تملك الإرادة الحقيقية لدفع هذه الأزمة إلى الانفراج، وبدون بصيرة ولا روح حقيقية نحو التغيير الإيجابي نجد أن الأطراف تتنازع الكعكة الكردية متناسية الآلام والجراح العميقة التي يعيشها أهل هذه الأزمة، ولا يقتصر حديثنا هنا على أطراف مثل حزب العمل الكردستاني وحزب الشعوب الديمقراطي بل يشمل كل الأطراف التي تلعب بشكل مباشر أو غير مباشر في الساحة الكردية في سبيل تحقيق أجندات وبرامج سياسية تمررها عبر آلام الكتل الكردية.
ولنفهم المسألة أو الأزمة الكردية نستطيع تقسيم محاور القوى المؤثرة إلى إطارين، الأول يكون في فهم هذه القوى ضمن الإطار الإقليمي والدولي ويندرج تحت بند "الشرق الأوسط"، أما الإطار الثاني فهو فهم تحركات هذه القوى في إطار السياسية التركية الداخلية ويندرج في بند "السياسية التركي".
أما في البند الأول وهو الإطار الإقليمي فان القوى العالمية من إيران إلى إسرائيل ومن الولايات المتحدة الأمريكية إلى روسيا ومن تركيا إلى ألمانيا تتنازع وتتصارع فيما بينها لتحقيق أجنداتها وتمرير برامجها السياسية عبر التأثير على المكون الكردي في تركيا وسوريا والعراق وإيران، وينتج عن هذا الصراع فوضى عامة تتجاذب بين أطراف الصراع المختلفة لا نرى فيه ما قد يبشّر بحل قريب أو بعيد.
أما في الإطار الثاني للأزمة الكردية فإننا نرى العناصر المحلية تتجاذب فيما بينها وقد تأثرت أو انطلقت من أيدولوجيا غربية لا تركية، فبعض العناصر وبالذات في وسائل الإعلام يعد جاسوسًا لقوى غربية يعمل على تمرير ما تطلبه تلك القوى الغربية دون الإنصات لاحتياجات ومتطلبات الشارع الكردي أو الشارع التركي، وبسبب تأثير مثل هذه العناصر فإن حل الأزمة الكردية يتراوح بين الكثير من الحلول الممكنة التي لا يستطيع أطراف النزاع اختيار واحد منها بسبب الخطوط الحمراء التي تحكمهم، فالأزمة الكردية وحسب ما طرح على الطاولة يمكن لها أن تُحل في إطار تفاهمات التاريخ أو الثقافة أو حتى الدين الإسلامي أو يمكن أن يكون الحل عرقيًا بين العرق التركي والعرق الكردي...
وكما لاحظنا فإننا إن أردنا حل الأزمة الكردية يجب علينا قراءتها في بعديها ومحاولة التعامل معها بناء على ذلك، فمسألة الوجود الكردي في منطقة الشرق الأوسط ضاربة في التاريخ ولأن حل الأزمة الكردية يأتي في إطار إعادة ظروف الوجود الكردي في الشرق الأوسط الأمر الذي يوجب علينا وضع الاستراتيجيات والخطط الحضارية الملائمة لمثل هذه الأزمة الحضارية التاريخية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مواضيع أخرى للكاتب
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس