شرف أوغوز - صحيفة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس
صرح رئيس الجمهورية أردوغان في خطابه ببروكسل قائلًا: "إذا فقدت روسيا صديقتها تركيا ستخسر الكثير"، وتعتبر تركيا الضربات الروسية هجومًا وتعديًا على الناتو؛ الأمر الذي يُظهر مدى توتر الجبهة السياسية والاقتصادية التي بدورها سترتد على روسيا بخسائر كثيرة. ويأتي ذكر ذلك بالنقاط التالية:
1- لن تنفع المحاولات الحثيثة الخبيثة التي تسعى لدس النفاق بين تركيا وروسيا، فالتقارب التركي الروسي كان سببًا مباشرًا لانزعاج الولايات المتحدة الأمريكية وإنجلترا، كما ويقدر التبادل التجاري بين البلدين بما يقارب الـ50 مليار دولار، وسيسعى الطرفان إلى زيادة حجم هذا التبادل إلى 100 مليار حتى عام 2020.
2- إن طبيعة العلاقة الاقتصادية بين روسيا وتركيا تظهر لنا بان روسيا المستفيدة؛ لأنها البائعة وتركيا المُشترية، ولهذا فان على روسيا دراسة خطواتها جيدا قبل الاقدام على مثل هكذا خطوات تحمل الكثير من الخطورة والمغامرة.
3- من أجل أن تحافظ روسيا على اقتصادها العالمي يجب أن تجد طريقها إلى المحيط الهادي؛ ولهذا فإن روسيا تجد نفسها مجبرة للبحث عن اتفاقيات توصلها إلى العالمية، وفي حال خاطرت روسيا بصداقتها مع تركيا؛ فان تركيا ستجد نفسها مجبرة على إيقاف التأشيرات عبر أراضيها؛ وقد تطلب مقابلًا ماليًا من أجل موافقتها على المرور عبر أراضيها.
4- يبدو أن روسيا نسيت كل تلك الاتفاقيات التي جمعتها مع تركيا في مجال الصناعة النووية والعسكرية والمصالح السياسية وجعلت كل ذلك قربانا لحساباتها الأخرى.
5- في الوقت الذي رأينا بوتين وهو يجني 104 دولار لبرميل النفط الواحد في العام الماضي نراه اليوم وهو يجني 40 دولارا للبرميل الواحد بعد أن كان 80 دولارًا؛ وذلك بسبب جهود الحصار الذي يُطبّق على روسيا بسبب القرم وأوكرانيا.
النتيجة: لا نستطيع أن نفهم تلك العقلية التي تسمح بإغضاب تركيا الصديقة. ولا يتوقف الأمر عند تركيا وحسب بل يمتد ليصل إلى الناتو؛ فاذا أضاع بوتين صداقته مع تركيا فإنه سيلقى جراء ذلك أضرارًا غير قابلة للإصلاح.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس