كورتولوش تاييز – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس
هل انتهت عملية المصالحة الوطنية الجارية بين الأتراك والأكراد بالفشل؟. ألن تبدأ المحادثات مرة ثانية من جديد؟.
إلى متى ستستمر حالة الصراع هذه وإلى متى سيبقى الطرفان يقتلان بعضهما البعض؟.
إنّ هذه الأسئلة تتبادر إلى أذهان الجميع منذ أوّل يوم قام به تنظيم حزب العمال الكردستاني بنقض وعوده حيال عملية وقف إطلاق النار ضدّ الجنود والمدنيين الأتراك.
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وخلال عودته من الزيارة الخارجية التي قام بها إلى عدّة دول عالمية، تطرّق إلى مسألة المصالحة الوطنية وتحدّث عن مصير هذه المسيرة. وردّاً على سؤال الصحفيين حول مصير ومستقبل عملية المصالحة الوطنية، قال أردوغان: "كنت قد ذكرت فيما سبق بأنّ عملية المصالحة الوطنية أصبحت في الثلاجة. لكن في حال عادت الأمور إلى مجاريها وتحققت مطالب الدّولة التركية، فإنه من المحتمل أن تبدأ المفاوضات من جديد".
تصريحات أردوغان تدل بما لا يدع مجالا للشك بأنّ الدّولة التركية تركت أبواب المفاوضات والعودة إلى استئناف عملية المصالحة الوطنية مفتوحة، لكن بشرط أن تتحقق مطالب القيادة التركية في هذا الخصوص. وشروط الدّولة التركية تكمن في تخلّي تنظيم حزب العمال الكردستاني (PKK) ومسانديه من الأحزاب السياسية وعلى رأسهم حزب الشعوب الديمقراطي، عن حمل السلاح بشكل تام ونهائي. وهنا لا أقول "التخلي عن الصراع المسلح" إنما أقول "التخلي عن حمل السلاح" لأن الدّولة التركية باتت غير مقتنعة بالمناورات والمماطلات التي تقوم بها عناصر التنظيم وداعميهم من الساسة في حزب الشعوب الديمقراطي.
والكل يذكر جيداً كيف صرحت قيادات التنظيم بأنّهم سيلتزمون بالوعود التي قطعوها بخصوص التخلي عن الصراع المسلح عندما بدأت عملية المصالحة الوطنية. لكننا اكتشفنا فيما بعد أنّ هذه العهود كانت وسيلة لتخزين أعداد كبيرة من الأسلحة المتوسطة والثقيلة من قِبل التنظيم. فلقد قاموا بتجهيز العتاد والسلاح خلال هذه الفترة كي يكونوا جاهزين لكافة احتمالات في المستقبل.
إنني على اعتقاد تام بأن الدّولة التركية لن تعود إلى طاولة المفاوضات واستئناف عملية المصالحة الوطنية، قبل أن يقوم تنظيم حزب العمال الكردستاني من سحب أسلحته من العناصر المنتشرين داخل المدن وإبعاد هؤلاء العناصر إلى خارج الحدود التركية لأن الدّولة التركية لن تقع في فخ هؤلاء مرة ثانية.
كما أنني أعتقد بأنّ تخلي عناصر تنظيم حزب العمال الكردستاني عن أسلحتهم لفترة زمنية معينة، لا يكفي لإعادة الدّولة التركية إلى طاولة الحوار من جديد. لأنّ قيادة الدولة التركية اتخذت قراراً مشتركاً في هذا الصدد وهو أن يتخلّى التنظيم بشكل نهائي عن حمل السلاح، كي يتم استئناف المفاوضات من جديد.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس