شرف أوغوز - جريدة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس
تعتبر تركيا قارب النجاة للدول المدمَّرة من حولها، حيث إنها لم تكتفِ باستقبال 2.5 مليون لاجئ، وإنما قامت بتجميع أكثر من 50 ألف آخرين من وسط البحار قبل غرقهم، ووصل حجم الإنفاق على اللاجئين مبلغ 8 مليار دولار، وهذا يعني أننا صرفنا 1% من دخلنا القومي، وسنصرف مثلها إذا تطلب الأمر ذلك.
لم تتحرك أوروبا إلى عندما وصل بضعة آلاف من هؤلاء اللاجئين إليها، وحينها فقط سمعوا صوت تركيا وتحذيراتها حول سوريا والتي كانوا يتجاهلونها طيلة الفترة الماضية. أما الآن فلا يستطيعون انتقاد تركيا كما كانوا يفعلون في السابق، بل وأصبحت تركيا على رأس جدول أعمال قمم الاتحاد الأوروبي.
تغيرت أوروبا بعدما رأت مشاهد موت بضعة آلاف من اللاجئين، لكنهم اكتفوا بمشاهدة "بروفة" وصول اللاجئين إلى أراضيهم، وبعدما أدركوا حجم التغيير الديمغرافي المتوقع وحجم التكلفة لاستضافتهم، هرع زعماء أوروبا إلى تركيا وقالوا "نحن على استعداد للقيام بكل ما تريدونه".
اعتقد أنه بإمكاننا إرسال 2 مليون لاجئ إلى أوروبا من أصل 2.5 مليون تستضيفهم تركيا، وإرسال تسونامي البشر هذا إلى أوروبا لن يبقي وحدة في أوروبا ولن يبقي اليورو، فأوروبا الآن بذهنيتها العجوز جاهزة أكثر لسماع ما نعنيه، لأنّ العقل البشري في الحقيقة يسمع ما يحضر نفسه لسماعه، وعينه ترى ما يهيء نفسه لرؤيته.
أصبحت ورقة اللاجئين التي نملكها اليوم أكبر أداة لسياستنا الخارجية، ونستطيع من خلالها، ومن خلال اتباع استراتيجيات واعية، أن نسقط كل ما تطبقه أوروبا علينا من سياسات، ونمسحها من جذورها، وسنعمل أولا على مسح أمور التأشيرات المخجلة، ولن ندخل بعدها في الاتحاد الجمركي دون أن نكون عضوا في الاتحاد الأوروبي، وسنزيل الموانع غير الجمركية أيضا.
ولهذا إذا استخدمنا ورقة اللاجئين بصورة مثالية، ستراجع حينها أوروبا حساباتها تجاه سياستها العدائية وتهميش تركيا، لأنّ تسونامي البشر الذي تملكه تركيا قد يمحو أوروبا من التاريخ.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس