عبد الرحمن ناصر - ساسة بوست
كان الأمرُ غريبًا وسريعًا؛ في اليوم الذي أعلنت فيه واشنطن وموسكو عن إمضاء بروتوكول لتفادي حوادث الطيران في الأجواء السورية، كان بشَّار الأسد يُسافر في رحلة سريَّة إلى موسكو. الحدث الذي يُكمِلُ القصَّة بعض الشيء أنّ رئيس هيئة الأركان السعودي الجنرال عبدالرحمن بن صالح البنيان كان في تركيا يوم الخميس الماضي، في زيارة رسميَّة لم يُعلَن عن أسبابها من أيٍّ من الطَّرفين. هل كان الأمرُ مصادفةً أن تأتي هذه الزيارة الأخيرة بعد يوم واحد من الاتصالات التي أجراها بوتين مع قادة المنطقة؟ الملك السعوديّ والرئيس التركيّ والرئيس المصريّ والملك الأردنيّ أيضًا؟ الزيارتان المتتاليتان تفتح الحديث حول تعاون عسكري تركي/ سعودي في سوريا، فهل سيحدث هذا؟
(1) مقدمات هامة
زيارة الأسد السريَّة إلى روسيا
الزيارة التي قام بها بشار الأسد إلى روسيا تحمل العديد من الدلالات. في البداية كانت الرحلة الجويَّة القلقة التي قام بها بترتيبٍ روسيٍّ كامل. بدايةً من الإقلاع من مطار حميميم بمحافظة اللاذقية والذي تحول منذ فترة إلى قاعدة عسكرية روسيَّة تدير العمليات الجويَّة التي بدأتها روسيا منذ أسابيع في سوريا. كان من الطبيعي أن يقلع بطائرته من مطار دمشق أو مطار المزَّة العسكري كما جرت العادة وفقًا لمحللين. يمكن معرفة مدى أهميَّة هذه الزيارة التي هي الأولى للأسد منذ 2011 لخارج سوريا بمتابعة ما نشرته صحيفة لوتون السويسرية وفقًا لأحد خبراء الطيران الروس وهو إيفانون، حول مسار الرحلة من دمشق إلى موسكو.
فقد تسلَّمت المخابرات الروسية بشار الأسد في عهدتها صباح الثلاثاء الماضي 20 أكتوبر في القاعدة العسكرية الروسية باللاذقية، وركب طائرة «إليوشين 62» وهي طائرة حكومية روسية وصلت في سرية تامة يوم الاثنين 19 أكتوبر. عبرت الطائرة الأجواء العراقية، ثم الأجواء الإيرانية، ثم حلَّقت فوق بحر قزوين داخلةً الأراضي الروسية عبر منطقة «أشتراخان» في الجنوب. ثم حطت في مطار تشاكالوفسكي في الثانية بعد الظهر تقريبًا. قابل الأسد بوتين، وفور الانتهاء استقلّ طائرة أخرى من نفس النوع وعاد إلى اللاذقية، وحينما كان يُعلن بوتين عن تلك الزيارة كان الأسد قد عاد إلى سوريا سالمًا.
الزيارة كما قرأها المحللون بالطبع، تهدف إلى إظهار الأسد باعتباره رئيسًا لسوريا، وباعتبار تمسُّك روسيا بوجوده في أيَّة عمليَّة انتقالية في البلاد. البُعد الآخر لهذه الزيارة أنّ الأسد ربما أصبح يثق في الرُّوس أكثر مما يثق في حلفائِه الإيرانيين، بسبب أنهم 1- حين ضلعوا في اغتيال قائد عسكري سوري مهمّ لم يعجبه تعزيز إيران المبالغ فيه لميليشياتها في سوريا. 2- لأنّ نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان صرَّح في لندن أن إيران تدعم الأسد نظرًا لأهمية دوره في مكافحة الإرهاب، ولكنها لن تدعمه إلى الأبد، كما أشار إلى أنَّ الأسد مهم في أي عملية سياسية قادمة، لكن إيران ستحترم خيارات الشعب السوري. 3- بسبب المفاوضات الإيرانية الأمريكية ووصولهم لاتفاق حول النووي الإيراني، ما يعني أنَّ قواعد اللعبة تغيَّرت بشكلٍ واضح.
في نفس السياق اتصل الرئيس التركي بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، بعد زيارة بشار الأسد لموسكو ليطَّلع على ما توصَّلا إليه، رئيس الوزراء التركي داوود أوغلو تمنَّى –في تصريحٍ له– لو بقي الأسد في موسكو إلى الأبد. تبع الاتصال بالرئيس التركي اتصالاتٍ من بوتين لنظرائه في السعودية والأردن ومصر كذلك، ليتحدَّث إليهم حول الوضع في سوريا.
التدخُّل الروسي العسكري في سوريا
لا يخفى أن روسيا أحد أكبر داعمي نظام الأسد منذ اندلاع الثورة السورية ضدَّه، ومع تطورها لحربٍ أهلية في سوريا كلها. لكنّ التطور الكبير جاء في سبتمبر الماضي حين قامت روسيا بتدخل عسكريٍّ مباشر في سوريا عبر القيام بضربات جوية لمواقع المعارضة السورية. أعلنت روسيا أنّ تدخلها جاء فقط للحفاظ على سوريا ولمحاربة داعش، لكنّ الانتقادات تنهال على روسيا لأنّ الغارات الجوية إنما جاءت فقط على القوى المعادية للنظام السوري، بالتحديد جبهة النصرة وأحرار الشام. التدخل الروسي المفاجئ يُنذر بتغير خريطة الصراع في الداخل السوري، وقد يعد بتدخل سعودي تركي وفقًا لبعض المتغيرات التي سنذكرها في التقرير.
وزير الخارجية الروسي في مناورة ديبلوماسية أعلن أمس الأحد عن استعددا روسيا للتعاون مع الولايات المتحدة بدعم الجيش السوري الحرّ بضربات جويَّة ضد داعش والجماعات المتشددة في سوريا. لكنّ الأمر يتطلَّبُ إجراء انتخاباتٍ برلمانيَّة ورئاسية في سوريا في إطار أية تسوية سياسية للأزمة السورية. بالطبع تصريحات لافروف واضحة: لن نترك الأسد.
المحادثات في فيينا
في تحركات ماراثونية كانت محادثات فيينا أول أمس الجمعة، بين رؤساء وزراء الدول الأربع (أمريكا وتركيا والسعودية وروسيا). استمرت المحادثات ساعتين، خرج الجميع بعدها بتصريحاتٍ صحفية، فحواها أن روسيا متمسِّكة جدًا ببقاء الأسد في سوريا، كما تصرّ على دخول إيران ومصر في المحادثات لتكون المشاورات أكثر تمثيلًا (يلاحظ وجود أمريكا وتركيا والسعودية في معسكر واحد بينما روسيا وحيدة). عادل الجبير وزير خارجية السعودية صرَّح أنَّ السُّعودية وروسيا مختلفتين حول الأسد وأنها تتمسك بإبعاد الأسد عن السلطة في سوريا، كذلك كانت فحوى تصريحات تركيا، بينما قال جون كيري وزير خارجية أمريكا أنَّهم ربما يجتمعون في وقتٍ قريب، ربما في 30 أكتوبر الجاري للحديث أكثر حول الحل في سوريا.
في 10 أكتوبر الحالي وقع تفجير انتحاري في أنقرة أمام محطة القطاراة المركزية. أسفر التفجير عن سقوط 102 قتيل و200 مصاب. الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اتهم نظام الأسد بالترتيب مع تنظيمات إرهابيَّة للقيام بهذا التفجير.
الآن ربما أعطتك كل هذه المعلومات نبذة مختصرة عن الحادث الآن في سوريا، من زاوية السعودية وتركيا وروسيا. فماذا بعد؟
(2) السعودية وتركيا وتلاقي المصالح من جديد
رغم أنّ الأمور كانت تسير برتابةٍ وتوتُّر بين البلدين خلال فترة قريبة بسبب دعم السعودية الكامل للسلطات المصرية الجديدة التي جاءت بانقلاب على الرئيس المنتمي لجماعة الإخوان محمد مرسي، ووقوف تركيا ضد ما يحدث في مصر وإيوائها لقيادات الإخوان، إلَّا أن العلاقات بين البلدين بدأت في شهود انفراجات عديدة خلال الشهور الماضية، بالتوازي مع خفوت العلاقات بين الجانب السعودي والمصري من جهةٍ أخرى، مع تولي الملك الجديد سلمان -بتياره الذي يخالف التيار السابق في عهد الملك الراحل عبدالله-.
شهدت العلاقات بين البلدين تقاربًا على المستويات الدبلوماسية والعسكرية أيضًا. يمكننا أن نذكر هذه التقاربات ذات الدلالات القويَّة في نقاط مختصرة:
في مارس الماضي أعلن الرئيس التركي عن دعم تركيا لعاصفة الحزم في اليمن. والتي تقودها السعودية ودول عربية أخرى. كما أكد أنَّ تركيا على استعداد لتقديم الدعم اللوجستي للسعودية. الخارجية التركية قالت في بيانٍ لها أنّ السعودية أطلعت أنقرة على العملية مسبقًا. ما يعني أنّ التنسيق بين البلدين وصل مرحلة كبيرة من التقارب.
كانت أمريكا وتركيا قد أعلنتا عن اتفاق لتدريب المعارضة السورية المعتدلة في فبراير الماضي. ولكن في يونيو الماضي أعلن وزير الخارجية التركي مولود شاوش أوغلو أن برنامج التدريب والتسليح للمعارضة السورية المعتدلة سيستكمل قريبًا بضمّ كلٍ من السعودية وقطر والأردن، في تنسيق عسكري استخباراتي واسع أيضًا.
في سبتمبر الماضي وتماشيًا مع الخط التعاوني بين البلدين، بينما كانت أغلب الدول المناهضة للسعودية ترمي عليها باللوم في حوادث مقتل العديد من الحجيج هذا العام، خرج الرئيس التركي ليقول أنه ليس من الصواب الإصرار على إظهار المملكة السعودية بمظهر المذنب في حادث التدافع في مشعر منى.
بعدها بشهر، وفي يوليو الماضي أعلنت السعودية وتركيا عن اتفاقية تعاون عسكري بينهما، تركيا كانت قد دخلت سوق السلاح السعودية من خلال شركة «أسلسان» التركية للصناعات الدفاعية، عبر توقيع اتفاقية مُمثَّلةً في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وشركة تقنية الدفاع.
بعد كلّ هذه المقدِّمات، يمكننا قراءة الزيارة التي قام بها رئيس الأركان السعودي لنظيره التركي في إطارها الصحيح. فالتعاون العسكريّ بين البلدين قد بدأ منذ أكثر من ستَّة أشهر مع عملية عاصفة الحزم التي أبدت تركيا ترحيبًا بالتعاون اللوجيستي فيها. الزيارة الرسميَّة تُمثِّل بالطبع ارتفاعًا ملحوظًا في مدى الشَّراكة والتعاون العسكري بين البلدين. فمن ناحية باتت السعودية تتعامل عسكريًا مع تركيا عبر شراكات مع الشركة التركية سابقة الذكر، ومن ناحية تدعم تركيا والسعودية نظرية إسقاط الأسد من أية تفاهمات مستقبلية، كما يتفقان على تدريب المعارضة العسكرية “المعتدلة”، فهل ستشهد السعودية وتركيا شراكات أعمق؟ هذا ما تخبرنا به الزيارة الاخيرة لرئيس الأركان، وإن كان الجانبان لم يعلنا أيّ شيء عن الزيارة حتى الآن. جدير بالذكر أن الرئيس التركي هاتف الملك سلمان وأمير قطر تحدثوا -خلال المكالمة التي تمت الجمعة- عن رؤيتهم جميعًا لحلّ قضايا المنطقة.
في سياقٍ آخر –لكنه متصل– كانت قطر وتركيا عقدتا اتفاقية تعاون في مجال التدريب العسكري والصناعة الدفاعية وتمركُز قوَّات تركية على الأراضي القطرية. عُقدت الاتفاقية في ديسمبر الماضي، وتمّ سريانها والبدأ بالعمل بها في يونيو الماضي. في حواره مع شبكة سي إن إن أكَّد وزير الخارجية القطري أن قطر ستتدخل عسكريًّا في سوريا إذا اضطرَّت لذلك، هذا الحوار منشور الأربعاء الماضي 21 أكتوبر.
الآن مع حديث تركيا أن قطر ستكون من ضمن الدول التي ستتبنى تدريب المعارضة السورية هي والسعودية والأردن، يبدو أنّ تركيا تحاول بناء محور لها في المنطقة، ومع تزايد التعاون بين قطر والسعودية من جهة، وتركيا من جهة أخرى، يبقى هناك تساؤلٌ آخر:
(3) مصر والسعودية، و«الخلاف» من جديد؟!
لم يبدُ غريبًا ولا غير متوقعًّا أن تكون مصر على الطَّرف الآخر من السعودية في عدَّة ملفَّات، وهو ما يتحدث عنه المحللون والخبراء منذ عدَّة شهور. فبدايةً من 1- ملفّ اليمن الذي دعمت فيه مصر السعودية في عاصفة الحزم، لكنَّها وأثناء المشكلة العالقة بين السعودية والحوثيين ترسل سفيرًا جديدًا يؤكِّد أنّه آن الأوان لإقامة شراكة إستراتيجية بين مصر واليمن، كما استقبل وفدًا للحوثيين كذلك، 2- في سوريا يبدو النظام المصري حليفًا لروسيا وإيران (يمكن الإشارة هنا إلى أن سيرجي لافروف طلب أن تكون المحادثان بينه وبين الطرف الآخر متوازنة بوجود مصر وإيران)، فالنظام المصري أعلن سابقًا أنه على استعداد لرعاية حوار غير مشروط بين النظام والمعارضة، بعض التقارير تحدثت أكثر عن اتصلات بين قصري الرئاسة في القاهرة ودمشق، وهو ما لا يعجب السعودية كذلك. 3- موقف مصر المتصالح مع حزب الله وإيران، وقد أعلنت إيران سابقًا إشادتها للدور المصري في محاربة الإرهاب، وأبدت رغبتها في أن تؤدي مصر دورًا أكبر في القضايا الإقليميَّة. 4- العلاقات المصرية الروسية والتي زادت مع صعود عبدالفتاح السيسي إلى سدة السلطة، حين زار الرئيس الروسي مصر، روسيا تعتبر السعودية ضالعة في المشكلة العالقة في سوريا كما تعتقد أنّها ضالعة في مشاكل قريبة من الأراضي الروسية.
بكلّ هذه المقدِّمات مع ما سبق من حديث عن تحالف تركي سعودي قطري لتدريب وتسليح المعارضة السورية في مواجهة نظام الأسد الذي تدعمه روسيا وإيران ومصر، ومع إصرار روسيا على إدخال مصر وإيران في المحادثات الجارية حاليًا بينها وبين تركيا والسعودية وأمريكا، لتكون المحادثات “أكثر تمثيلًا” كما قال وزير الخارجية الروسي، فإنّ الأوضاع في المنطقة وخريطة التيارات المتنازعة فيها يبدو أنَّها ستتغير قريبًا. ويبدو أنّ مصر تميل سريعًا وبخطى واسعة نحو روسيا في مواجهة تيَّار تركيا/أمريكا وبدرجة أقلّ السعوديَّة.
الموقف المتغيِّر لمصر جعل وزارة الخارجية الأمريكية متحيِّرة، فقد أصدرت بيانًا أعربت فيه عن حيرتها من موقف مصر الداعم للضربات الجويَّة الروسيَّة ضد الفصائل المسلحة في سوريا. إذن يمكننا الآن أن نعرف الأطراف بشكل أوضح كالتالي:
طرف ضدّ النظام ويتبنَّى التدريب والدعم العسكري للمعارضة المسلحة “المعتدلة”. يقف في هذا المعسكر: تركيا والسعودية وقطر والولايات المتحدة (الأردن بدرجة أقلّ).
طرف مؤيِّد للنظام، للضربات الروسية ضد معارضيه، روسيا بالطبع ومصر وإيران (بدرجة أقلّ حاليًا).
إذن ماذا بعد؟ سيقودنا هذا للسؤال التالي:
(4) هل بدأ العدّ التنازلي لتحرُّك تركي سعودي عسكري في سوريا؟!
بدأ الحديث عن المنطقة العازلة على الحدود السورية التركية منذ بداية الثَّورة في 2011، وقبل تطوُّرها لحربٍ أهليَّة حاليًا. ولكنَّها لم تكتمل حتَّى الآن. ومع التقارب التركي الأمريكي حول الحادث في سوريا، واتفاق أمريكا مع الجانب التركي على هذه المنطقة العازلة التي تمتد لما يقرب من 110 كلم مع سوريا، بعمق 32 كلم في الداخل السوري، يأمل الجانب التركي والأمريكي –على الأقلّ إعلاميًّا– في وضع حدّ للإمدادات ولتدفق المجندين إلى داعش عبر الأراضي التركية.
لكنّ السبب غير المُعلن هو أنّ بشَّار الأسد ومع اندلاع الثورة واتخاذ تركيا جانبًا مناهضًا له، دَعَمَ الأكراد السوريين ما ظهر بأنَّهم على وشك تكوين دولة كردية على الحدود التركية وهو آخر ما تريده الدولة التركية، هذا من جانب، ومن جانب آخر سيجعل لتركيا نصيب فيما بعد بشار الأسد، على الأقلّ في الشمال، لا تعبأ تركيا كثيرًا بالتواجد الإيراني في الجنوب، ويبدو أن الجانب الإيراني متفهِّم لهذه النقطة.
على الجانب السعودي من المعروف أنَّ السُّعودية تدعم رحيل الأسد منذ البداية ومما قبل الثورة حتَّى، وكانت السعودية وتركيا أول دولتين أعلنتا دعمهما للتدخل العسكري الأمريكي في بداية النزاع في سوريا، ولكن الولايات المتحدة كانت قد خذلتهما بسبب مفاوضاتها مع الجانب الإيراني حول الملف النووي الخاص بإيران.
الموقف الأمريكي متردد حاليًا من النظام السوري (يظهر هذا في تصريحات كيري بعيد المفاوضات التي جرت يوم الجمعة)، بينما اتخذت تركيا والسعودية (خصوصًا بعد التقارب الكبير بينهما مع رحيل الملك عبدالله ووصول الملك سلمان لسدة الحكم) موقفًا موحدًا من النظام السوري. بعض التقارير تقول أنّ التدريب للمعارضة المسلحة السورية يتمّ في قواعد شبه سريَّة في السعودية وقطر والأردن منذ سنة، لكنّ التصريحات الرسمية التركية خلال الثلاث أشهر الأخيرة تلهم أنّ التدريبات العسكرية ستتمّ بدخول السعودية وقطر والأردن في المعادلة (ربما دخولها العلني على الأقلّ). هل سيكون هناك عملية عسكرية قريبة تجمع بين تركيا والسعودية بشكل أساسي (وقطر والأردن) في سوريا؟ ربما تخبرنا المعطيات بهذا بالفعل، خصوصًا مع الحديث عن المنطقة العازلة على الحدود السورية التركية والتي لن تكون بالطبع لمحاربة داعش فقط ولا لمنع تدفُّق المجندين لها، وإنما سيكون هدفها إسقاط النظام، ما أعلنته السلطات التركية أنها ستتدخل (إن تمّ الأمر) بـ 18 ألف مُجنَّد تُركي.
على الجانب الآخر يؤكد بعض المواطنين السوريين في اللاذقية (للجزيرة نتّ)، أن الجنود الروس يجلسون على المقاهي بالزيّ العسكري دون احتكاكٍ كبير بالمدنيين، كما سجلت تقارير أيضًا طلعات جوية روسية من القاعدة الروسية في اللاذقية (مطار حميميم الذي أشرنا إليه في بداية التقرير) وضربات بصواريخ كروز من سفن حربية في بحر قزوين، فهل سيشاهد المواطنون السوريون الجنود الأتراك في الشمال؟ والسعوديون كذلك؟ ربَّما في القريب العاجل، بينما تتفاض روسيا على الأرض تقصف المعارضة، فهل سيفعل الجانب الآخر نفس الأمر؟
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مواضيع أخرى للكاتب
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس