جلال سلمي - خاص ترك برس
بعد انتصار سليمان القانوني على الجيش الصفوي، قبل الطرفان توقيع اتفاقية أماسيا بتاريخ 29 مايو 1555 وعلى إثر هذه الاتفاقية تم تحديد الحدود بين الدولة العثمانية والدولة الصفوية وتم أخذ قسم كبير من العراق وجورجيا وأذربيجان وضمهم إلى حدود الدولة العثمانية، بعد توقيع هذه الاتفاقية مكث سليمان القانوني في أماسيا شهرين وبتاريخ 31 يوليو 1555 عاد إلى إسطنبول.[1]
بعد عودة سليمان القانوني إلى إسطنبول حدثت بعض الاعتداءات الأوروبية على إديرنا فذهب إلى هناك للتصدي لهذه الهجمات وبعد اشتداد حدم المعارك بين الإسطول العثماني والإسطول الإيطالي على شواطئ ليبيا والجزائر اتجه إلى هناك بتاريخ 10 شباط/ فبراير 1560 وطرد الإسطول الإيطالي وفي يونيو 1961 عاد إلى إسطنبول.[2]
بعد إيقاف إمبراطورية روما العُظمى والمجر دفع الجزية السنوية قرر السلطان سليمان القانوني بتاريخ 1 مايو 1566 الخروج إلى فتح هاتين الإمبراطوريتين وكان عمره في ذلك الوقت يبلغ 72 عام، وصل إلى بلغراد بتاريخ 27 يونيو من نفس العام ووصل إلى مدينة زيغات فار المُحاصر من قبل الجيش العثماني وبعد تمركزه في موقع يمكنه من إدارة الحرب بقي بعض الأيام يُدير المعركة وبتاريخ 7 سبتمبر 1566 توفي في مكان المعركة.[3]
رُجل خرج في أول حرب فتوحات له وهو ابن السابعة والعشرين وتوفى على أعتاب أحد معارك الفتح وعمره 72 عام، فكيف يكون رجل بمثل هذه العزيمة والإرادة والإخلاص للإسلام "سلطان حريم"؟
حسب المواثيق التاريخية؛ تزوج السلطان العثماني سليمان القانوني من 4 نساء فقط ولم يطلق ويتزوج غيرهن على النقيض من السلاطين العثمانيين الذين كان بعضهم يتزوج أكثر من 30 مرأة زوجته الأولى هي فلانة التي أنجبت له محمود، وزجته الثانية هي ماهديفران التي أنجبت له مصطفى وتم قتله من قبل والده سليمان القانوني بتاريخ 6 أكتوبر 1553 بدعوى محاولته الانقلاب على حكمه.
أما زوجته الثالثة فهي غولفام التي أنجبت مراد وتوفي بعد فترة قصيرة وأما زوجته الأخيرة فهي السلطانة هُرام التي أنجبت له محمد، ميهراماه، عبدالله، سليم، بايازيد، جيهانجير.
هؤلاء هن زوجات السلطان سليمان الذي لم يقضي معهن سوى أيام وشهور معدودة لانشغاله الشديد بالفتوحات التي كان يقوضها لإعلاء راية الإسلام حول العالم، ويُعتبر السلطان سليمان القانوني أقل السلاطين العثمانيين من حيث عدد الزوجات، وبعيدًا عن عدد الزوجات السرد التاريخي لفترة حكمه يبين مدى كونه قائد فذ وليس سلطان متفرغ فقط للحريم.
ويُشير أكبر بروفسورات التاريخ في تركيا إيلبار أورتا ييل، في لقاء صحفي له مع قناة 24 التركية بتاريخ 29 نوفمبر 2012، بأن "من كتب مسلسل "القرن العظيم"، أو مايعرف عربيًا "سلطان الحريم"، لا يعي أي شيء في التاريخ، وإنما قام بتغيير الوقائع التاريخية الخاصة بعهد سليمان القانوني الذي يُعد من أقوى السلاطين العثمانيين وأقلهم جلوسًا في قصره، ويبدو بأن الهدف هو قلب الحقائق لتقليل من حجم وقيمة سلطان وقائد عثماني فذ أقلق منام الغرب وأعداء الدولة الإسلامية في ذلك العهد".[4]
المراجع:
[1] من إعداد شريف عبد العزيز، نُشرت على موقع قصة الإسلام إشراف د.راغب السرجاني دراسة بعنوان لماذا سليمان القانوني؟ ولماذا الحريم؟
[2] دراسة بعنوان سليمان العظيم، من إعداد جاويد قاسملي وعبدالله دامير، نُشرت في مجلة سيزينتي في عددها الأربعمئة والعشرين الصادر في يناير 2014
[3] المصدر نفسه
[4]قناة 24 التركية لقاء صحفي مع المؤرخ إيلبار أورتا ييل، 29 نوفمبر 2012،
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!