سربيل تشويكجان - صحيفة ملييت - ترجمة وتحرير ترك برس
تشهد الساحة السورية تطورات ساخنة، وسيكون هذا الموضوع على رأس نقاشات اللقاءات الثنائية التي ستجري على هامش انعقاد قمة العشرين نهاية الأسبوع، وعلى ما يبدو فإنّ تركيا والولايات المتحدة الأمريكية تخططان لبدء بمرحلة جديدة في مواجهة داعش، ويدور الحديث الآن عن إمكانية شن حملة عسكرية برية.
تكلفة الحراك البري
تشير المعلومات المتسربة من الكواليس، بأنّ تركيا تُصرّ على موقفها الذي يستند على أنّ الهجمات الجوية لا تكفي للقضاء على داعش، وضرورة شن حملة عسكرية برية، لكن أنقرة لا تريد أنْ تتحمل مسؤولية هذه العمليات لوحدها، وهذا الأمر أكدت عليه تركيا منذ بدء العمليات العسكرية.
الهجمات الجوية على أهداف في سوريا شيء، والدخول العسكري البري في المستنقع السوري شيء آخر، وسيكون لمثل هذا الحراك البري كُلفة سياسية تساوي ألف ضعف الكلفة العسكرية، ولهذا أكد داود أوغلو خلال تصريحاته في اليومين الماضيين على ضرورة تكامل الهجمات الجوية مع هجمات برية، لكن تركيا لن تتحرك لوحدها على الأرض.
تركيا تدخلت في الموضوع السوري من خلال فتح قاعدة إنجيرليك، وبالمشاركة في عمليات محدودة جدا ضمن التحالف الدولي، وبتقديمها الدعم اللوجستي لقوى المعارضة، لكن اقتراب داعش وغيره من غرب الفرات، قد يجعل تركيا تشن هجمات أكثر كثافة وأكثر تأثيرا ضد داعش في جرابلس بالمشاركة مع الولايات المتحدة الأمريكية.
الهدف الأساسي لتركيا، والتي تعتبره خطا أحمر، ليس القضاء على داعش في المنطقة المذكورة فحسب، وإنما الهدف الأساسي منع سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي عليها، وهناك خطط وُضعت منذ عدة أشهر ليشن الجيش السوري الحر وعناصر التركمان وقوى المعارضة الأخرى الحرب البرية، وفي النتيجة سيكون هناك حراك جوي واسع جدا ضد داعش في جرابلس.
ستشارك 60 طائرة
وهنا لا بد من ذكر حجم التحضيرات لشن هجمات جوية، حيث من المتوقع وصول طائرات عسكرية أمريكية متطورة إلى قاعدة انجيرليك، للبدء بعمليات جوية بالمشاركة مع الطائرات التركية، حيث ستشارك القوات المسلحة التركية بطائرات F16 من قواعد ملاطيا وديار بكر، ومن باتمان ستخرج الطائرات بدون طيار، وبالتالي ستشارك في هذه العمليات أكثر من 60 طائرة حربية مقاتلة وطائرات بدون طيار.
حالة تأهب على الحدود
هناك اعتراضات تركية على أنّ العمليات يتم تحديدها من قبل طائرات الاستطلاع وتذهب المعلومات لمركز القيادة في قطر، ثم يتم إقرار شن الهجمات الجوية، وهذه الأمر يجعل من الصعب متابعة الأهداف بصورة سريعة، ولهذا قررت تركيا، أنْ تزيد من حالة الترقب والحذر على حدودها، وسترسل قوات برية عسكرية على الحدود لمواجهة أي هجوم أو عملية لداعش قد تحدث.
وستبقى تركيا بعيدة عن الدخول في صدام مع الحراك الروسي في سوريا، ومتحفظة على دعم الولايات المتحدة الأمريكية لحزب الاتحاد الديمقراطي، وفي نفس الوقت ستستمر في سياستها المتعلقة بمكافحة الارهاب خلف حدودها.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس