الجزيرة نت
تصدرت الأحداث التي تشهدها سوريا والعراق وتوسع نفوذ تنظيم الدولة الإسلامية في البلدين قضايا البحث والنقاش في المؤتمر الدولي الثالث للبترول والغاز الطبيعي، الذي عقد في مدينة إسطنبول التركية على مدار الأيام الثلاثة الماضية.
وتداعى خبراء اقتصاديون وسياسيون ومستثمرون لدراسة أهم التحديات التي تواجه صناعات الطاقة في المؤتمر الذي حمل عنوان "تشكيل خريطة المستقبل للطاقة في تركيا وأوروبا"، الذي نظمه مركز الأبحاث التقنية والإستراتيجية والاقتصادية التركي "ستيم".
وقدم في المؤتمر عدد من الدراسات والأبحاث عن واقع إنتاج الطاقة وتحديات نقلها إلى دول الاستهلاك لا سيما في تركيا وأوروبا والولايات المتحدة الأميركية وعدد من دول شرق البحر الأبيض المتوسط.
اهتمام متزايد
وبيّن الناطق الرسمي باسم المؤتمر شيتنر شيتن أن الحضور الرسمي الكبير لشخصيات حكومية وأكاديمية من دول عدة يعكس حجم الاهتمام المتزايد بتحقيق الأمن لقطاع الطاقة، مشيراً إلى أن من أهداف المؤتمر الأساسية بحث كيفية التعامل مع التحديات الأمنية الجديدة التي طرأت على المنطقة.
وفي رده على سؤال للجزيرة نت، أكد شيتن أن استبعاد إيران من الدعوة لحضور المؤتمر رغم موقعها المؤثر في خريطة إنتاج ونقل الطاقة تم بهدف الحفاظ على تماسك العلاقة بين الأقطاب المشاركة في المؤتمر.
وأشار شيتن إلى أن الحضور الحكومي لهذا المؤتمر يرمي إلى تعزيز الرؤية لدى الحكومات ذات العلاقة بشأن التحديات المحدقة بقطاع الطاقة خاصة في مجال الأمن بغية إقرار ما يتم طرحه في المؤتمر من أفكار واقتراحات.
وتعقيبا على تقارير صحفية غربية تحدثت عن شراء تركيا النفط من تنظيم الدولة الإسلامية، قال شيتن للجزيرة نت إن هذا غير ممكن لأسباب عدة من بينها وحدة موازنة شراء النفط في تركيا مما يعني أن قائمة المشتريات تشمل جميع الجهات المزودة للنفط، وأيضا لعدم وجود أي بوابة حدودية بين تركيا والمناطق التي يسيطر عليها التنظيم.
كما شكك شيتن في قدرة تنظيم الدولة على إنتاج النفط بكميات وبجودة مناسبة لمواصفات التصدير والاستيراد.
أجندة متعددة
من جهته، قال الرئيس التنفيذي لشركة خليج كيستون للطاقة جون غريستينلور إن الاستفادة من تعدد الخبرات وتنوعها عنواني رئيسي للمباحثات التي شهدها المؤتمر، مؤكداً على ملامسة أجندته لمختلف التطورات التي شهدها قطاع الطاقة في المنطقة مؤخراً.
وأوضح الخبير الأميركي للجزيرة نت أن أجندة المؤتمر اشتملت على بحث القدرات الاقتصادية لمنطقة كردستان العراق، ودور حالة الاستقرار الأمني والسياسي، فضلا عن العلاقة مع تركيا في تعزيز هذه القدرات.
كما أشار إلى نقاط القوة التي تمتلكها تركيا لتكون موزعا رئيسيا للغاز بين مناطق الإنتاج، مؤكدا على ضرورة تواصل العمل لتجاوز مختلف التحديات والعقبات التي تواجه قطاع إنتاج الطاقة ونقلها في المنطقة.
النفط الكردي
أما الباحث الأكاديمي الأميركي المتخصص في شؤون منطقة القوقاز توماس غولتس، فأكد أن أهمية هذا المؤتمر تكمن في تركيزه على نفط كردستان العراق وأهميته إلى جانب غاز أذربيجان في تحويل تركيا إلى الناقل الرئيسي للغاز نحو الغرب.
وأكد غولتس أن المؤتمر ناقش عدة خيارات لنقل النفط الكردستاني إلى أوروبا من بينها نقله عبر إسرائيل إلى ساحل المتوسط ثم تحويله بالسفن إلى قبرص، لكن هذا الخيار يصطدم كما رأى الباحثون بعقبات الواقع السياسي وتعقيدات العلاقة بين إسرائيل ودول المنطقة.
وأشار غولتس في حديثه للجزيرة نت إلى أن اكتشافات الغاز الإسرائيلي على شواطئ البحر المتوسط كان من الممكن أن يعزز علاقة النقل بين إسرائيل وتركيا، لكن الاعتبارات السياسية باتت تحول دون ذلك في هذه الأثناء.
وأوضح الباحث الأميركي أن المشاركين بالمؤتمر طرحوا من بين الخيارات الممكنة لنقل الغاز تمريره في أنابيب تحت البحر من إسرائيل إلى تركيا، لكنه أضاف أن هذا الأمر يصطدم ببرودة العلاقات التركية الإسرائيلية بسبب اعتداءات الأخيرة على الفلسطينيين وبسبب اعتدائها الشهير على سفينة مرمرة التركية في مايو/أيار 2010.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!