محمد بارلاص - صحيفة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس
كانت حادثة إسقاط الطائرة الروسية بعد تجاوزها الأجواء التركية حدث خير ومصلحة لتركيا للأسباب التالية:
1- لقد رأينا حقيقة الإدارة الروسية وفهنا كم هي بعيدة عن الاحترام الدبلوماسي، فحتى القواعد الأساسية في العلاقات بين الدول لم تحترمها، وعلمنا حقيقة غرور رئيس الفدرالية الروسية بوتين.
2- الحسابات الخاطئة: لم يراعي بوتين الحكومة الديمقراطية ومنصب الرئاسة الذي اختاره الشعب التركي، ولا حتى طبيعة العلاقات الجيدة مع تركيا قبل الأزمة السورية في سبيل الإبقاء على الأسد. الم تكن تصرفات روسيا في أوكرانيا ومن بعدها سوريا هي السبب في فسخ العلاقات بين البلدين؟ فالعلاقات بين البلاد لا تُبنى على أساس الغرور والفخر السياسي وانما تُبنى على أساس المصلحة المتبادلة بين البلدين.
ستتسع الفجوة بين البلدين إذا استمرت الازمة، فقد أظهرت الأزمة أن حاجة روسيا لتركيا أكبر بكثير من حاجة تركيا لروسيا، إذ أن روسيا عوضت خسائرها الاقتصادية الناتجة عن الحصار الأوروبي لها إثر أزمة أوكرانيا بارتباطها بالمصالح والاقتصاد التركي، فبعد الانفصال عن تركيا هل ستكون إيران البديل أم ستكون سوريا؟ لو أنهم أنهوا الأزمة على أنها خطأ طيّار لما وصلت هذه الأزمة إلى هذا البعد، لكن حسابات بوتين في سوريا لم ترى هذا.
سيدفع الشعب الروسي تبعات المغامرة الروسية في سوريا كما يدفعها الآن بسبب مغامرته في أوكرانيا، وسيستمر الشعب الروسي في مأساته وتدني أوضاعه المعيشية بسبب الحرب التي أعلنها بوتين على داعش وهي في الحقيقة حرب من أجل الإبقاء على الأسد، وستسقط روسيا في نهاية المطاف بمعمعة الحروب الطائفية في الشرق الأوسط. ولهذا على بوتين أن يفهم حقيقة أن روسيا هي من تحتاج تركيا وأن مصير روسيا هو المربوط بتركيا، فتركيا لا تحتاج من قريب ولا من بعيد لروسيا ومغامراتها البهلوانية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس