محمد بارلاص - صحيفة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس

استهدفت القنبلة التي انفجرت في السلطان أحمد، وحدة تركيا واستقرارها وأمنها، ولتقول لنا هل هناك فرق بين إسطنبول وديار بكر، عند الحديث عن التهديدات التي تواجه تركيا؟ وقد حدثت مثل هذه الأعمال التفجيرية في سوروج، ثم في أنقرة.

تسبب الانفجار الذي حصل في مدينة سوروج، بتاريخ 20 تموز/ يوليو 2015، بمقتل 34 شخصا، وإصابة أكثر من 100 آخرين، وفي يوم 10 تشرين الأول/ أكتوبر 2015، تسبب الانفجار الذي حصل في أنقرة، بمقتل 97 شخصا، وإصابة 160 آخرين، أما التفجير الأخير في السلطان أحمد، فتسبب بمقتل 10 أشخاص، وإصابة 15 من الذين تواجدوا في المكان.

الانتقال من الخداع إلى الغضب

لا شك أنّ هذه التفجيرات ستنعكس على الحالة النفسية للمجتمع، وستسبب حالة من "الغضب"، حتى الذين لم يكونوا يُطلقوا على هذه الأعمال وصف الأعمال "الإرهابية"، تحركت ضمائرهم وخرجوا يوم أمس ليقولوا أنهم "خُدعوا"، واستنتجوا أنّ هؤلاء "فعلا خائنين للوطن"، ولهذا يقف الشعب التركي بأغلبيته إلى جانب الدولة في مواجهة من يقوم بأعمال تخريبية، ويستخدم العنف بدلا عن السياسة.

وتدرك الدولة التركية حجم التهديدات التي تتعرض لها، ولهذا فهي جاهزة وواعية ضد هذه التهديدات، ومن يحاول تشبيه تركيا بالعراق وسوريا، عليه أنْ ينظر إلى التجارب السابقة، والخبرات التي اكتسبتها قوى الأمن، ولن يستطيع أولئك الذين يستخدمون العنف، والإرهاب، والتفجيرات، لتحقيق أهداف سياسية، لن يستطيعوا أنْ يخرجوا من غفلتهم وهامشيتهم.

هم أيضا يدركون ذلك

أكثر شيء صادم في هذه الأحداث، هو أنّ العناصر الخارجية تدرك أبعاد ما يجري في تركيا من أحداث، أكثر من المغفلين الذين لا يعرفون إلى أين تسير الأمور، على سبيل المثال ما قالته ميركل، حيث قالت "بأنّ الإرهاب الدولي كشف لنا عن وجهه في إسطنبول، وباريس، وأنقرة، وتونس، ولهذا سنبقى عازمين على مواجهته"، وتحدث الأمين العام لحلف الناتو بأنّ "لا يمكن اعتبار هذه الهجمات مشروعة بأي شكل من الأشكال، وكل حلفاء الناتو عازمون على الاستمرار في مواجهة الإرهاب".

وهذه أيضا ستمضي

لن يكون لمثل هذه الهجمات تأثيرات كبيرة على تركيا، فهذا الأمر حدث في الماضي، وتجاوزت تركيا مثل هذه الأحداث، لكن من يدعم الإرهاب، ويدّعي بأنه يمارس حقه الديمقراطي، هؤلاء لن يكون لهم مستقبل في تركيا، فالانتحاري سوري الجنسية، وكذلك الانتحاريين بالكتابة والكلام أصحاب الجنسية التركية، لن يقفوا أمام مسيرة تركيا نحو مستقبلها.

عن الكاتب

محمد بارلاص

كاتب وصحفي تركي