ترك برس
منذ عام 1920م، تسير وكالة الأناضول للأنباء بخطى واثقة نحو العالمية، لتصبح إحدى أهم وكالات الأنباء العالمية، والتي ينتشر مراسلوها في بقاع المعمورة، لينقلوا الأحداث والقضايا الساخنة أولًا بأول، لتصل إلى القارئ والمشاهد بسرعة فائقة، ودقة عالية.
وقد تزامن تاريخ تأسيس وكالة الأناضول للأنباء مع تأسيس الجمهورية التركية، إذ تأسست الوكالة في السادس من نيسان/ أبريل عام 1920، أي قبل 17 يومًا من افتتاح مجلس الأمة التركي الكبير (البرلمان)، وبعد افتتاح البرلمان تولت الوكالة مهمة نشر القوانين التي كان يقرها البرلمان في ذلك الوقت.
كيفية التأسيس
وقد أتت فكرة تأسيس وكالة الأناضول بمحض الصدفة، حينما تقابلت الصحفية والأديبة خالدة أديب مع يونس نادي (آبالي أوغلو) في إحدى محطات القطارات، وهما في طريقهما إلى مدينة أنقرة للحاق بأتاتورك ورفاقه هناك، إذ اتفقا معًا على ضرورة أن يكون أول شيء يقومون به هو تأسيس "وكالة أنباء" تركية.
وفي ذلك الوقت، طُرِحَت عدة أسماء لإطلاقها على الوكالة المزمع إنشاؤها، ومن تلك الأسماء المقترحة "الوكالة التركية" و"وكالة أنقرة" و"وكالة الأناضول"، وقد تم الاتفاق بعد مشاورات عدة على اسم "وكالة الأناضول" الذي ما زال مستخدمًا إلى وقتنا الحالي.
وطرح الصحفيون موضوع تأسيس الوكالة على أتاتورك في مقر إقامته في أنقرة، وأدرج في جدول أعماله، وبالفعل تم تأسيس الوكالة في 6 نيسان عام 1920 بعد اتخاذ القرار النهائي في الشأن، ليكون الفضل لطاقم الوكالة، في توثيق كافة مراحل حرب الاستقلال التركية، بل ومتابعة كافة الأحداث التي أعقبت تأسيس الجمهورية.
أهم الأحداث
ونقلت وكالة الأناضول على مدار العقود الماضي أحداثًا كبيرة، كان لها الأثر البالغ على الحياة التركية، إذ نقلت أحداث حرب الاستقلال التركية وقامت الوكالة بأداء مهام بالغة الصعوبة، إذ كان عليها إبلاغ أخبار تركيا والعالم للجنود الأتراك في الجبهة الذين باتوا مقطوعين عن العالم الخارجي.
وبالإضافة إلى ذلك، قامت الوكالة بإسماع صوت مناضلي الحركة الوطنية التركية بالخارج لتعريف الرأي العام العالمي بحقوق تركيا المشروعة في كفاحها للاحتلال الأجنبي، وإحباط الدسائس التي كانت تحيكها بعض الجهات المعارضة لمشروع الاستقلال.
وبذلك تكون الوكالة ساهمت في مكافحة مواقف الانقياد والخنوع التي كانت تتبناها بعض الصحف العالمية وبعض صحف إسطنبول بضغط من سلطات الاحتلال في ذاك الوقت، والمساعدة في إعلان أول تشريع من البرلمان التركي وإحياء جميع مراحل النضال الوطني، وحرب التحرير والإصلاحات المختلفة التي عاشتها الجمهورية.
الأناضول حديثًا
وتنشر الوكالة الآن الأخبار باللغة التركية إلى جانب الإنكليزية والعربية والفرنسية والبوسنية (البوسنية والكرواتية والصربية) والروسية والكردية، وتواصل العمل دون توقف، في إطار رؤيتها المئوية، بهدف الحلول بين أقوى خمس وكالات أنباء عالمية، من خلال نشر الأخبار بـ 11 لغة، فضلًا عن هدفها بأن تكون "وكالة قوية لتركيا قوية".
وينتشر للوكالة مكاتب إخبارية إقليمية ودولية، في معظم دول العالم، خاصة الدول التي تعيش أحداثاً ساخنة، لتقرب الحدث للجمهور المهتم، عدا عن تعدد الاهتمام بالأخبار الرياضية والاقتصادية وغيرها من المجالات.
وتعتبر الوكالة نفسها بمنأى عن نشر كافة الأخبار والمواقف التي تؤدي إلى خلق مشاعر الكراهية بين الناس ونشر الخوف والفوضى والعداوة والقلق والفزع والإحباط.
وتراعي الوكالة ألا تكون أخبارها في صيغ وأساليب تحرض على العنف أو تبث الرعب أو تؤدي للصدمة أو تنتهك مبادئ المساواة أو العدالة أو تحط من كرامة الإنسان أو تحث على التمييز.
وتنشر الوكالة الأخبار المتعلقة بالحرب والاشتباكات والهجمات الإرهابية وأحداث العنف دون تهويل، وبناء على معلومات موضوعية، مع إسنادها إلى مصدر مسؤول كلما كان ذلك ممكنا. وتلتزم بحظر النشر، الذي تفرضه الجهات المسؤولة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!