محمد بارلاص – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس
في اجتماع لرئيس الجمهورية الطيب أردوغان والمخاتير تحدث عن كثير من التحذيرات وكان مما قاله: "يا أمريكا هل أنت معنا ام مع حزب العمال الكردستاني؟ ما هذه الازدواجية؟ كيف يستقيم هذا؟ إذا كنت لا تعلمن من هو حزب العمال الكردستاني فنحن نعلمه جيدا، دعوكم من هذه الازدواجية المقيتة قبل أن نغرق في بحور دم هذا الإرهاب".
لا يليق بكم عقد الاتفاقات بناءً على مبدأ "عدو عدوي صديقي"، ولا يجوز أن تدعموا تنظيمًا إرهابيًا لأن ذلك يوافق مصالحكم، بل يجب أن نتعامل مع الأمور على قدر مسمياتها، فنعامل حزب العمال الكردستاني الإرهابي على أنه تنظيم إرهابي كما نعامل تنظيم داعش الإرهابي، يجب أن تكونوا أصحاب مبادئ!
تقول الأمم المتحدة لنا "خذوهم عندكم" ولا ترى حرجا فيما تقول وهي لم تقدم لهم شيئا يُذكر، فبينما نستضيف في بيوتنا 3 ملايين لاجئ ماذا استضافت هذه الأمم المتحدة؟ ثم يقولون لنا إنهم قدموا 455 مليون دولار لدعمنا! ألا يعلمون أننا صرفنا أكثر من 10 مليار دولار فقط كميزانية غير المصاريف الأخرى؟ فإن كان عندكم ما تقدمونه فتفضلوا بدعمكم وخططكم ومشاريعكم... أو دعوا هذه التفاهات ولا تسخروا منا.
لقد كانت تعبيرات رئيس الجمهورية أردوغان التي وصف بها الولايات المتحدة الأمريكية والأمم المتحدة صادقة ومعبرة عن حقائق الواقع المرير الذي أظهرته سياسات واشنطن، فاستحقت أمريكا وصف "قوة عظمى لكن خرقاء". نعم إنها دولة عظمى غريبة، ففيها تتواجد أفضل الجامعات وأكثر مراكز البحث والعلاج والأدوات التكنولوجية تطورًا، كما ولا يخلوا بيت من أفلام ومسلسلات الدراما الأمريكية.
لكن في المقابل لا تعدو تفارق الفشل في تدخلاتها بالشرق الأوسط، فمن التراجيديا الفلسطينية التي تحمل كثيرا من أوزارها إلى الفشل العراقي الذي أخرج داعش وأحضر روسيا إلى قلب سوريا. لم يتوقف هذا الإخفاق عند هذا القدر بل امتد ليطال الديمقراطية التي ادعوا بأنهم سيحضرونها للشرق الأوسط، فدعموا الإرهاب والأطراف المعادية لهذه الديمقراطية مثل ما حصل في تركيا. ومع استمرار سياساتهم الخرقاء لم أعد أملك أي فضول لما ستخرجه صناديقهم "أكان ترامب أم كلينتون أم ساندرس" لأنهم كلهم متشابهون في قلوبهم حتى وإن اختلفت وجوههم وأسماؤهم كما تشابه من قبل بوش وأوباما.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس