محمد حامد - خاص ترك برس
قالت مراسلة صحيفة نيويورك تايمز في تركيا إن تركز معظم العمليات الإرهابية التي ضربت تركيا أخيرا في العاصمة أنقرة يجسد التهديدات التي تواجهها الحكومة التركية، كما يوضح أن موقع تركيا المتميز في منطقة الشرق الأوسط يجعلها معرضة لتهديدات داخلية وخارجية أكثر تعقيدا.
وفي تقرير خاص أعدته سيبنام أرسو للقناة الإسرائيلية الثانية بعد التفجير الإرهابي الذي وقع مساء أمس في أنقرة رأت أرسو أن الصراعات الداخلية والخارجية التي عاشتها تركيا منذ قيام الجمهورية الحديثة، ولا سيما الصراع مع الجماعات الكردية الانفصالية، اشتدت مع ظهور تنظيم داعش الإرهابي، ولذلك فإن على حكومة الرئيس أردوغان أن تقدم حلولا لهذه الصراعات على ضوء الضغط الشعبي المتزايد.
ولفت التقرير إلى أن من غير المستبعد أن يكون حزب الاتحاد الديمقراطي (بي يي دي) الكردي السوري هو من يقف وراء تفجير الأمس في أنقرة، حيث سبق أن أعلن الحزب مسؤوليته عن التفجير الذي وقع قبل شهر في العاصمة أيضا، وأودى بحياة 37 شخصا، ورغم ذلك ترفض الولايات المتحدة مطالب الحكومة التركية بإدراج الحزب ضمن قائمة التنظيمات الإرهابية.
وبحسب التقرير فسواء كان حزب (بي يي دي) هو من نفذ التفجير الإرهابي أو تنظيم آخر، فإن الضغط الشعبي ستزايد على حكومة الرئيس أردوغان، فخلال ستة أشهر وقعت سلسلة من العمليات الإرهابية قتل فيها 27 شخصا وجرح ما يزيد عن 70، وهو ما أوجد حالة من الخوف والضغوط الثقيلة على المواطنين الأتراك الذين سيوجهون هذا الضغط إلى الحكومة التركية.
واستعرض التقرير أبرز التهديدات التي تواجهها تركيا في الوقت الراهن، وأولها تنظيم داعش،" فأنقرة عضو في التحالف الدولي ضد داعش، وهي تؤيد وتشارك بفاعلية في الهجمات ضد التنظيم الذي ينشط في سوريا التي تقع على حدود تركيا الجنوبية، ولهذا السبب تحولت تركيا إلى هدف لأعضاء التنظيم الإرهابي".
أما التهديد الثاني فهو تهديد داخلي من الأقلية الكردية التي يعيش معظمها في جنوب شرق البلاد. وقد أحيت التطورات السياسية خلال السنوات الأخيرة الصراع النائم بين الحكومة وبين المجموعة التي يمثلها حزب العمال الكردستاني الب كي كي، وهو الصراع الذي راح ضحيته 40 ألف شخص منذ اندلاعه في ثمانينيات القرن الماضي.
وأضاف التقرير أن ما يعقد المعادلة أكثر هو أن التنظيمات الكردية التي تعدها أنقرة جماعات إرهابية تشكل جزءا مهما في الحرب ضد داعش، حيث يحظى حزب بي يي دي بدعم وتأييد دول الغرب والائتلاف الدولي ضد داعش.
وخلص التقرير إلى أن الحكومة التركية وجدت نفسها داخل موجة جديدة من الصراعات الداخلية، وتعاظم التهديدات الخارجية التي لم يسبق لها مثيل، ولذلك فإن عليها أن تعمل على معالجة هذه القضايا في أقصر وقت ممكن.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!