ولاء خضير - خاص ترك برس
يُعد حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري "بي يي دي"، امتدادًا لتنظيم حزب العمال الكردستاني "بي كي كي" في سوريا، والذي تعده تركيا "تنظيمًا إرهابيًا"، وتوجه له اتهامات بتنفيذ التفجيرات في الداخل التركي. تأسست "بي يي دي" بتعليمات من زعيم تنظيم "بي كي كي" الكردي في تركيا، عبد الله أوجلان.
ويُعد بي يي دي، الذي تأسس في 17 أكتوبر/ تشرين أول عام 2003، وريثًا لأنشطة بي كي كي في سوريا، حيث كان يأوي عناصر التنظيم بقيادة أوجلان، بين عامي 1979 و1998.
حزب الاتحاد الديمقراطي الذي يتزعمه الآن صالح مسلم، هو حركة سياسية كردية في سوريا، والجناح المسلح لهذه الحركة، هو وحدات الحماية الشعبية، وكلاهما يقومان بنشاطاتهما تحت سقف تنظيم بي كي كي. تتبنى وحدات الحماية الشعبية آراء وأفكار عبد الله أوجلان، ولا تستطيع القيام بأي حركة، من دون الرجوع إلى تنظيم بي كي كي!.
علاقات الحزب متوتّرة مع الحكومة الإقليمية الكردية في العراق، بزعامة مسعود البرزاني، حيث قام حزب بي يي دي بتهجير الأكراد الموالين لرئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني، كما قامت عناصر التنظيم باغتيال وأسر العديد من المفكرين، ووجهاء الأعيان، المقربين من البرزاني، أو المناصرين له، لذا إن ادّعاءات الحزب بأنه يحارب من أجل الدفاع عن الشعب الكردي، الذي يقطن مناطق الشمال السوري، مجرد افتراءات مضلّلة!
ويتهم المجلس الوطني الكردي، حزب الاتحاد الديمقراطي، بمهاجمة المتظاهرين الأكراد، واختطاف أعضاء في أحزاب معارضة كردية أخرى، وإقامة نقاط تفتيش مسلحة على طول الحدود مع تركيا، واتُّهِمَ حزب الاتحاد الديمقراطي بالتعاون ضمنيًا مع النظام السوري، وبأن أعضاءه عملوا (بلطجيّة) ضد المتظاهرين الأكراد!.
رئاسة الأركان العامة في تركيا، نشرت معلومات أخرى تثبت تآخي وحدات الحماية الشعبية والاتحاد الديمقراطي مع بي كي كي الإرهابيين، وأعلنت أنه جرى في حدود محافظة كيليس، الواقعة على الحدود التركية - السورية، ضبط أفراد في أثناء محاولتهم التسلل من سوريا إلى تركيا، وتبيّن أن بحوزتهم بطاقة هوية، صادرة عن وحدات الحماية الشعبية والاتحاد الديمقراطي.
واشنطن كانت قد صرحت في أيلول/ سبتمبر لعام 2015م أن أمريكا لا تعدُّ وحدات الحماية الشعبية، مجموعة إرهابية!.
وعلى الرغم من ثبوت تورط حزب الاتحاد الديمقراطي في التفجير الإرهابي، الذي وقع في العاصمة أنقرة الشهر المنصرم، بتاريخ 17 فبراير/ شباط، إلا أن أمريكا حافظت على مواقفها، وصرحت بأن حزب الاتحاد الديمقراطي، الذي تقوم بدعمه، ليس الحزب نفسه الذي وقف خلف التفجير، وأن هناك فرقا بينهما!، الأمر الذي أدى بالصحف التركية، إلى وصف التصريحات الأمريكية بأنها "مدعاة للسخرية".
بينما أن السفير البريطاني في أنقرة، ريتشارد مور، أكد أن من الغباء إنكار وجود علاقة، بين تنظيم بي كي كي، وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا.
كما ألمح السفير البريطاني إلى أن تركيا كانت محقة، في عدم قبولها انضمام حزب الاتحاد الديمقراطي، ووحدات حماية الشعب الكردية، إلى صفوف المعارضة السورية في محادثات السلام في جنيف، لأنه ثبت تعاون حزب الاتحاد الديمقراطي، ووحدات حماية الشعب الكردي، مع النظام السوري، والقوات الروسية، للسيطرة على مواقع، تُسيطر عليها قوات المعارضة السورية!.
وقد كان المقر التدريبي الفعلي والتأسيسي لحزب الاتحاد الديمقراطي في جبل قنديل، إلا أن المعسكر المذكور لم يعد نشطًا، بسبب نقل الحزب مقره الفعلي إلى موقع قرب قرية "مالكية"، التابعة لمدينة أعزاز، في ريف حلب شمالي سورية، والتي سيطر عليها التنظيم في ديسمبر/ كانون الأول 2015.
ويركز بي يي دي على التواصل والاتفاق مع الولايات المتحدة الأمريكية، وروسيا، ونظام الأسد، حيث يركزعلى مصالحه الخاصة، بدل الانخراط كطرف مباشر في الحرب التي تشهدها سوريا، ممّا شكل فرصة كبيرة لرئيس النظام السوري بشار الأسد، لتجنّبه قتال النظام وبالتالي اعتماد نسبيًا كحليف موثوق لنظام الأسد!.
يرفض بي يي دي فكرة إنشاء أنقرة لمنطقة آمنة شمال سوريا، حيث جاء ذلك على لسان زعيم الحزب صالح سالم، الذي رأى أن تركيا تتدخل في الشأن السوري، وهو ما يرفضه على حد قوله، متهمًا تركيا بأن لها مخططات لفرض سيطرتها على مناطق عازلة في سوريا، وفي المقابل لم يصدر عن الحزب أي بيان يدين ما يقوم به النظام السوري!.
أسهم تمدد "تنظيم داعش" كذلك في منح فرص جديدة لتنظيم بي يي دي، حيث تحول انخراط التنظيم في قتال "تنظيم الدولة"، إلى وسيلة لتلقي الدعم وكسب المشروعية على الساحة الدولية، وفي هذا الإطار، تكونت علاقة خاصة بين الولايات المتحدة الأمريكية وبي يي دي، وبات الأخير حليفًا هامًا للولايات المتحدة في الحرب السورية، باسم مكافحة "تنظيم الدولة".
ولم يكتف التنظيم بذلك، حيث استفاد من التنافس المتصاعد بين الولايات المتحدة وروسيا في سوريا، إذ بدأ منذ أكتوبر/ تشرين أول 2015، بتأسيس علاقات وثيقة مع المسؤولين الروس، فضلًا عن تلقيه عتادًا عسكريًا من موسكو، واستفادته من غطائها الجوي في عملياته، التي يقودها ضد المعارضة السورية والتركمان في سوريا.
تقارير أمنية نشرتها صحيفة "صباح" التركية، كشفت فيها أن قوات الأمن التركية، قد قضت مؤخرًا على 27 قناصًا من جنسيات أجنبية، كانوا يعملون لصالح حزب الاتحاد الديمقراطي، في بلدة سور، التابعة لولاية ديار بكر، جنوب شرقي تركيا.
وبحسب التقرير، فإن مقتل قناصي فريق الاغتيالات، التابع لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري في تركيا، يُظهر حجم التعاون المشترك بين حزب العمال الكردستاني "بي كي كي"، وحزب الاتحاد الديمقراطي، المصنفين في لائحة الإرهاب في تركيا.
وأشارت صحيفة صباح، إلى أن القناصة الأجانب، أُرسلوا إلى الأراضي التركية، بهدف تدريب عناصر من تنظيم "بي كي كي"، و تأهيلهم لمواجهة قوات الأمن التركية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس