ترك برس
في الوقت الذي تتجاهل فيه الولايات المتحدة الأمريكية دعوات تركيا لوقف علاقاتها مع المجموعات السورية المرتبطة بتنظيم بي كي كي، عزّزت الحكومة البريطانية دعمها القوي لسياسة أنقرة في سوريا وقتالها إرهاب بي كي كي.
لجنة العلاقات الخارجية في مجلس العموم البريطاني قالت في تقرير لها بداية شهر آذار/ مارس الماضي إن على الحكومة البريطانية أن تضغط على تركيا لتكفّ عن اتخاذ مزيد من الخطوات ضد حزب الاتحاد الديمقراطي (بي يي دي)، الفرع السوري لبي كي كي. تجاهل التقرير كذلك الاستراتيجية الجديدة لبي كي كي لنقل إرهابه من الجبال إلى مناطق حضرية، واتّهم التقرير سلوك تركيا بالعدائي.
وفي رد مكتوب على دعوات لجنة العلاقات الخارجية في مجلس العموم في التقرير، قالت الحكومة البريطانية في 8 حزيران/ يونيو إن تركيا تخوض حربًا شرعيةً على الإرهاب، واعترفت بوجود روابط بين بي كي كي والجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي، وحدات حماية الشعب بي يي دي.
وقالت الحكومة في بيانها: "لا تعترف الحكومة بوصف اللجنة لسياسة تركيا تجاه الأكراد. إننا نعتقد أن تركيا تخوض حربًا شرعية للدفاع عن نفسها ضد بي كي كي، التنظيم المصنف إرهابيًا في المملكة المتحدة والذي يواصل قتل الأبرياء في هجمات إرهابية".
وأضاف البيان: "أعلن فرع بي كي كي، صقور حرية كردستان (TAK)، مسؤوليته عن عدد من الهجمات مؤخرًا، بما في ذلك هجوم بسيارة مفخخة على مدنيين في وسط أنقرة في 13 آذار/ مارس أسفر عن مقتل 37 شخصًا. إننا نعتقد أن على بي كي كي أن يوقف فورًا هجماته الإرهابية في تركيا".
أما فيما يتعلق بالسياسات التوسعية للمجموعات المرتبطة بتنظيم بي كي كي في شمالي سوريا، فقد صرحت الحكومة البريطانية بأنها تشارك تركيا "مخاوفها المتعلقة بالروابط بين بي كي كي ويي بي غي، وبدور يي بي غي في سوريا. إننا قلقون من أنماط التنسيق بين القوات الكردية السورية وبين النظام السوري وسلاح الجو الروسي، ومن التعارض المباشر لذلك مع عناصر من المعارضة المسلحة المعتدلة. إننا نواصل دعمنا لوحدة أراضي سوريا. ولذلك لا نعترف بدعوات حزب الاتحاد الديمقراطي إلى منطقة حكم ذاتي كردية".
وتابع البيان قائلًا: "إن الحكومة (البريطانية) ملتزمة بحماية الأمن القومي للمملكة المتحدة. ولتحقيق ذلك، إننا نرحّب بمساهمة تركيا في هدفنا المشترك: هزيمة داعش، وذلك من خلال منع المتطرفين من الوصول إلى العراق وسوريا، والسماح باستخدام مجالها الجوي وقواعدها الجوية لقتال داعش. تركيا نفسها كانت ضحية لهجمات داعش الوحشية، في أنقرة وإسطنبول وسوروج وأماكن أخرى. وتعرضت مدينة كيليس الحدودية لقصف متكرر، أدى إلى خسائر كبيرة في الأرواح".
الحكومة البريطانية صرحت كذلك بأن تركيا شريك رئيسي للاتحاد الأوروبي في معالجة أزمة الهجرة وأنها تعترف "بكرم تركيا في استضافة أكثر من 2.7 ملايين لاجئ من سوريا وحوالي 300 ألف آخرين من جنسيات أخرى".
العلاقات بين واشنطن وأنقرة تعرضت في الفترة الأخيرة إلى توتر حول مسألة حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب، إذ تُصِرّ الولايات المتحدة على أنها شريك فعال في القتال ضد تنظيم داعش. في حين تواصل تركيا التأكيد على أنه لا يمكن التفريق بين منظمات إرهابية جيدة وأخرى سيئة، وأن حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب تنتمي إلى بي كي كي، المدرج على لائحة الإرهاب في تركيا والاتحاد الأووبي والولايات المتحدة الأمريكية. وقد دفع هذا التوتر إلى إعادة النظر في إتاحة قاعدة إنجرليك الجوية في أضنة جنوب تركيا للاستخدام من قبل طائرات التحالف المضاد لداعش.
وقد انتقد مسؤولون أتراك في تصريحات لهم مؤخرًا صور جنود مشاة أمريكان يرتدون شعارات وحدات حماية الشعب خلال عملية ضد مدينة الرقة السورية التي يتحصن فيها داعش. وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو صرح بأن مثل هذه الصور هي أمر غير مقبول من حليف لتركيا، وقال: "إن نصيحتنا للولايات المتحدة هي أن عليهم أن يرتدوا شعارات داعش والنصرة والقاعدة عندما يذهبون إلى أماكن أخرى في سوريا، ويرتدوا شعارات بوكو حرام عندما يذهبون إلى أفريقيا"، قائلًا إن هذا السلوك يعكس نفاقًا وازدواجية في التعامل.
وفي تعليق له على تصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما ووزير الخارجية جون كيري والرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشأن حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب، قال تشاووش أوغلو إن الولايات المتحدة أبلغتهم بأن هذه المجموعات لا يمكن الوثوق بها وأن أمريكا تقف بجانب تركيا في القتال ضد الإرهاب. وأضاف: "(ولكن الآن) هم يرتدون شعار تنظيم إرهابي، مسؤول على الأقل عن الهجمتين الأخيرتين في أنقرة".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!