بكر هازار – صحيفة تقويم - ترجمة وتحرير ترك برس
الاستخبارات الإنجليزية تنشر تقريرًا تقول فيه "صدام حسين يمتلك السلاح الكيماوي" وبناء على هذا التقرير تقوم الولايات المتحدة باحتلال العراق ولسان حالها يقول "واااو سلاح كيماوي إذا". لو خرج أحد رؤساء الوزراء الإنجليز وقال "إن التقرير الذي نشرته المخابرات سابقا عار من الصحة" يكون ما حصل قد حصل وملايين العراقيين الذين قتلوا قد قتلوا!
هذا الأمر الذي شرحه الأكاديمي الأمريكي في جامعة تكساس البروفيسور تيكسي مارس (Texe Marss) في مقابلة إخبارية الأسبوع الفائت، أوضح فيها كيف تحصل الخروقات في النظام وكيف تتم التلاعبات... خطط مدهشة وانسجام عجيب وتوافق فوق الخيال!
البروفيسور مارس الذي انتقل الى الحقل الأكاديمي بعد خدمة أكثر من 20 عاما في قوات سلاح الجو الأمريكي وبرتبة عالية يقول "بعد احتلال العراق كل نفط البلد قد مُنح لعائلة روتشيلد"، فعائلة روتشيلد التي تدفع 2 دولار مقابل برميل النفط العراقي تبيعه للصين بمئة دولار. أنظروا إلى الفقر الذي يحياه أهل تلك البلاد وأصحابها وقارنوه مع الغنى والثروات التي يتمتع فيها مؤسسون النظام! هكذا تكون السرقات والنهب في هذا العصر. على قمة هرم المخابرات الإنجليزي كان يتربع أحد افراد عائلة روتشيلد وعمل في ذلك المقام لسنوات طوال... إن ذلك التقرير الكاذب الذي لفقته المخابرات الإنجليزية ... واحتلال العراق الذي تم بناء على ذلك التقرير... نهب البترول وسرقته كلها أحداث قد بُثت فيها الحياة بفعل عائلة روتشيلد وكلها من تخطيط وتنفيذ سلاطين تلك العائلة.
أصبح النهب يحدث بهذه الطريقة وكل السرقات الحديثة التي تحدث على وجه الأرض تحتاج إلى أرضية عمل مشابهة. بارونات البترول وأسياده وفي سبيل مضاعفة أرباحهم يستخدمون تنظيمات المخابرات وباستخدام جيش الإعلام الخاضع لهم يحرضون الشعوب ويحركون الجيوش ويتسببون بمقتل الملايين من البشر العزل والنساء والأطفال وكل هذا في سبيل الحصول على برميل نفط بقيمة 2 دولار وبيعه بقيمة 100 دولار.
الأمور لم تقف عند هذا الحد بالتأكيد...
إنهم يحاولون ويسعون الى تجزئة وتقسيم العراق من خلال داعش التي صنعوها واعتنوا بها ومن خلال نفس التنظيم يسعون إلى تقسيم سوريا والوصول بها إلى ذات النهاية. عند إمعاننا النظر نجد أن إسرائيل هي المستفيد الأكبر مما يحدث، فكما ورد على لسان الوزراء الإسرائيليين وبتصريحات رسمية فإنهم في غبطة وسرور من داعش إذ إن نشاط هذا التنظيم يساعد في الحفاظ على أمن إسرائيل القومي. كل نشاط تقوم به عائلة روتشيلد ويؤدي إلى تقسيم وتجزئة البلاد الإسلامية يصب في صالح إسرائيل التي أنشأتها ودعمتها بارونات وسلاطين عائلة روتشيلد.
يمكننا النظر إلى الدعم الأمريكي المقدم لحزب العمال الكردستاني من ذات المنطلق. فتقسيم تركيا أو إغراقها بالإرهاب بحيث لا تملك القدرة أو الوقت للاهتمام بشيء سواء الشأن الداخلي هو مشروع طوق يبدأ من نيويورك ويمر بلندن وبرلين وينتهي بتل أبيب. مشروع الطوق هذا يتساءل عن خط أنبوب الغاز القطري والبترول العراقي وعن نشاط تركيا في الصومال وأفريقيا والقوقاز ووسط آسيا ويرغب في إيقاف هذا كله! ومع الأسف إن الذين يقتلون في سبيل مشروع الطوق الغربي هذا هم الشباب الأكراد الذين غُرر بهم أو الذين خطفتهم عصابة جبل قنديل. حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد لحزب العمال الكردستاني الإرهابي يشكو تركيا لألمانيا لتكن النتيجة سوادًا وظلامًا يدفع ألمانيا لأن تبعث رسالة مفادها "لا تأتي" ردنا على طلب رئيس الدولة بزيارة رسمية. أما الأكاديميون الذين عندنا فيختلفون عن البروفيسور تيكسي مارس فهم يهاجمون دولتهم وأمتهم وبشكل مستمر.
التنظيم الموازي بدوره يعمل مع الباشوات الذين يتحدثون الإنجليزية والألمانية وينشر المقابلات مع الخائنين لوطنهم أمثال جيم أوزدمير الذي استقدم كذبة مذابح الأرمن للبرلمان الألماني ساعيا مع بارونات الماسونية لتشويه التاريخ العثماني.
فهؤلاء الباشوات الخائنون للوطن الماسونيون يأتون اليوم ليسألونا عن الفترة التي كانوا فيها هم ذاتهم على رأس الهرم. لكن اليوم تركيا الجديدة تقف أمام هؤلاء العبيد المتعاونون مع العدو وأمام هذا النظام الغاشم بكل ما فيه من انعدام للأخلاق وجشع وقسوة وتعدي على الحقوق. فاليوم نتحدث عن هؤلاء الذين كانوا يهرعون من قصورهم ليشاركوا في أعياد ميلاد الملكة اليزابيث ونناقش كذلك الكيفية التي انتقل فيها رأس مال مضيق البسفور للإنجليز، نتحدث عن ذلك ونناقشه بدون خوف. اليوم نسعى لتحقيق رأسمال محلي يعتمد على الإنتاج الوطني ويتابع التكنولوجيا العالمية جيدا، رأس مال حر وغير تابع أو أسير لإنتاج الغرب وتعبئته. الأكاديميين الأجانب وعلى رأسهم ستارتفوت المعروف بأنه ظل السي أي ايه (CIA) والخبراء والمتخصصين يشيرون إلى أن تركيا ستكون قوة إقليمية وأن نجم تركيا سيلمع ويضيء. فنحن ننتظر جمهورية تركيا يمتد ظلها وانفتاحها على الشرق الأوسط ودول أفريقيا والبلقان والقوقاز ووسط آسيا. لن يستطيع أحد أن يوقف هذه المساعي أو أن يقطع هذا المسير، وكل من يحاول أن يقطع علينا هذه الرحلة فسيكون محكوما أن يداس بعجلة تركيا التي تستعد لأن تصبح القوة العاشرة عالميا. في هذه الفترة سيحاول المتعاونون مع الأعداء أن يظهروا أنفسهم وأن يجعلوا ذواتهم في المقدمة وسيظهرون خيانتهم ويقدمون الدليل تلو الدليل على عقلية الاتحاد والترقي التي يتبعونها. نحن في زمن أصبحت فيه كل الكروت مكشوفة، وأصبح بإمكان شعبنا أن يرى الخائنين ولو تستروا بالظلام، والحمد لله.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس