أكرم كيزيلتاش - صحيفة تقويم - ترجمة وتحرير ترك برس
يُقال أنّ "أصل الفضيلة، ما يشهد به العدو لك"، ولذلك فإنّ وجود أشخاص حريصين على مصلحة أمريكا ويقولون "هذا شخص خطر على المصالح الأمريكية"، يدفعنا إلى دعم هذا الشخص والوقوف إلى جانبه. وقد تابعنا مقالة نُشرت في مجلة فورين بوليسي إحدى أهم المجلات الأمريكية، يقولون فيها إن رئيس الجمهورية أردوغان "الشخص الأخطر بالنسبة لأمريكا".
وهذا يعني أنّ الأمريكان يقرون بأنّ أردوغان يعمل لمصلحة تركيا بكل ما أوتي من قوة، وهذه فضيلة يشهد بها العدو لرئيس جمهوريتنا. وقد كتب هذه المقالة "جون حنا" مستشار نائب الرئيس الأمريكي السابق، والأمر الملفت للانتباه، هو بعض التعليقات التي صدرت من تركيا تعليقا على مقالته التي كتبها تحت عنوان "كيف سنحل مشكلة مثل أردوغان؟".
حرص الكاتب على عدم الكتابة بصريح العبارة أنّ "أردوغان خطر بالنسبة لأمريكا"، وكذلك ربما كي تستفيد امتداداته داخل تركيا، ولذلك تحدث بأنّ أردوغان "خطر على أمريكا والشرق الأوسط وأوروبا وعلى تركيا أيضا". نحن قد نتفهم بأنّ الرجل الذي يكون خطرا على أمريكا يكون خطرا على أوروبا أيضا، لكن كيف له أنْ يكون خطرا أيضا على الشرق الأوسط وعلى بلده التي يرأسها في نفس الوقت؟
أصل الخطر...
لا يوجد حاجة لبذل المزيد من الجهد لمعرفة الغاية الأساسية التي يسعى إليها الكاتب، حيث كتب بانّ "مشكلة أردوغان تزداد سوءا مع الوقت، وتنتشر أكثر، وتحمل مخاطر كبيرة ضد المصالح الأمريكية"، وبهذا نفهم ماذا يريد بكل سهولة، حيث أنّه يتحدث بأنّ أردوغان يشكل خطرا على مصالح أمريكا وأوروبا. بينما ينبع خطره على الشرق الأوسط وتركيا والمنطقة، من خلال الوقوف في وجه المصالح الأمريكية والأوروبية فيها.
وقد علّق المتحدث باسم رئاسة الجمهورية إبراهيم كالن على هذه المقالة، وذلك في تغريدة على حسابه في تويتر، قال فيها "أحد ممثلي المحافظين الجدد المتلطخة أيديهم بالدماء كتب: "أردوغان خطر بالنسبة لنا"، هذا صحيح، الحمد لله".
لكن هناك من أصحاب العيون المسودة، من يرى أنّ كون أردوغان خطر على المصالح الأمريكية، يعني بالضرورة أنه خطر على تركيا، ويستخدمون بذلك مقالة "حنا" كدليل على ما يقولون، بمعنى أنهم يعملون على الترويج بأنّ أردوغان خطر على تركيا والمنطقة، باستخدام مقالة يتحدث فيها الكاتب ويشهد بها المحافظون الجدد بأنّ رئيس الجمهورية اردوغان يعمل للمصالح التركية ويقف في وجه المصالح الأمريكية.
والجميل في الموضوع، أنّ الأغلبية الساحقة من شعبنا يتابعون ما يُقال وما يحدث، ويحمدون الله أنّ لديهم رجلا يُعد خطرًا بالنسبة لأمريكا، ولذلك فإنّ الخطر الحقيقي على دولتنا هم أولئك الذين يعتبرون أنفسهم من بيننا لكنهم يفكرون كما يفكر الأمريكان.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس