رابح بوكريش - خاص ترك برس

أشار الرئيس التركي في محادثته الهاتفية مع نتنياهو إلى قدم العلاقات التاريخية بين الشعبين التركي واليهودي، وقال إن توتر العلاقات بين البلدين كان أمرا محزنا، وإن تركيا كانت ولا تزال تبذل جهودا كبيرة على الصعيدين الإقليمي والدولي من أجل حل الخلافات الإسرائيلية الفلسطينية والوصول إلى حل دائم وشامل. وكان نتنياهو قد اعتذر الجمعة لتركيا عن الأخطاء التي يمكن أن تكون قد أفضت إلى مقتل تسعة ناشطين أتراك خلال غارة نفذتها قوات البحرية الإسرائيلية على سفينة تركية قرب ساحل قطاع غزة.

يقال إن أردوغان وحكومته مهتمون الآن بتسطير برنامج خاص بقطاع غزة يستلزم إنجازه أمدا لا يقل عن عشرة عاما. هذا البرنامج الذي لو تم لخوّل أروغان بإمساك قطاع غزة بيد من حديد، يرمي إلى جعل قطاع غزة المحور الأساسي في المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية وبصورة أدق يجعل من قطاع غزة صورة أقرب ما تكون شبها في كل جزيئاتها بشكل الضفة الغربية.

في اعتقادي إن هذه المسألة ستساهم في توسيع الفجوة بين حماس والسلطة الفلسطينية، وسيزيد من صعوبة التوصل الى اتفاق مصالحة بين الطرفين. فهل يطمح أردوغان إلى النجاح في نفس القضية التي أخفق فيها الرئيس الفلسطيني الحالي؟ نعم، بلا ريب.

إن تعطش أردوغان إلى عملية السلام في الشرق الأوسط وإصراره على تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين مهما كانت التكاليف لهو علامة على تعلق هذا الأخير بالقضية الفلسطينية.

في كل الأحوال الرجل على حق إذ أنه كلما برزت محاولة لتسوية القضية الفلسطينية قامت شخصيات داخلية وخارجية لها اتصال وثيق بالدولة العبرية وعرضت تلك المحاولة بدعوى أن ذلك "يهدد الأمن الاسرائيلي". وإذا صح أن هذا ما يهدف إليه أردوغان فإنه يمكننا أن نجزم بأن هذا الأخير عدل عن أفكاره المتعلقة بالقضية الفلسطينية.

ومعنى ذلك أن إسرائيل قد تكون راضية عن خطوات أردوغان نظرا إلى أنه ليس في إمكان إسرائيل أن تنتصر على الشعب الفلسطيني عسكريا. في هذا الصدد وحسب بعض كبار الأمنيين الإسرائيليين فإن الكثير من الجنود ملوا من المجهود والزمان الناتجين عن استمرار الحرب ضد الفلسطينيين كما أن السياسيين الإسرائيليين متخوفون من حلفائهم "توقيف المساعدات بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية" كما وقع في بعض البلدان.

يجب على الفلسطينيين أن يعترفوا لأردوغان بحكمته وخصاله النادرة، وهي أنه لا يخفي نواياه في مسألة الدفاع عن القضية الفلسطينية. في كل الأحوال فإن الرئيس التركي سوف يستمر في دعمه للقضية الفلسطينية رغم إعادة العلاقات، بينما العرب لم يقدموا لشعب غزة إلا الشعارات والكلام الفارغ الذي يقتصر الهدف منه على المتاجرة بالقضية الفلسطينية.

عن الكاتب

رابح بوكريش

كاتب جزائري


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس