ترك برس
اعتبر الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني "عامر راشد"، أن روسيا باتت مقتنعة بأنه لا يمكن حل المشكلة السورية دون تركيا، وكذلك دون إيران، لكنها تخشى، كما بدا واضحا من اجتماع وزراء دفاع سوريا وإيران وروسيا في طهران، من أن تتحول روسيا إلى خادمة للنفوذ الإيراني في سوريا.
وقال "راشد" في مقال له نشرته "الجزيرة نت"، إنه ليس من قبيل المبالغة القول إن الجوانب الاقتصادية والتجارية تلعب دور المحرك الأول للعلاقات بين تركيا وروسيا، بالإضافة إلى أرضية من المصالح المشتركة في المنطقة، مشيرًا أن التنسيق الروسي التركي ضروري جدا لمنع عودة آلاف المقاتلين من داعش إلى روسيا ودول المجاورة لها.
ولفت الكاتب الفلسطيني في مقاله إلى أن تركيا تبدو بحاجة ماسة للتبادل التجاري والتعاون الاقتصادي مع روسيا، لاسيما بعد أن أجل الاتحاد الأوروبي البت بإلغاء التأشيرة للمواطنين الأتراك، مضيفًا: "باتت أنقرة موقنة بأنه لا يمكن الوصول إلى حل دون مشاركة موسكو، وأنه يمكن الوصول إلى تفاهمات وتقاطعات مع موسكو تضغط على طهران، وكذلك على واشنطن، وتحقيق ذلك ممكن من خلال المزج بين استخدام القوة العسكرية الروسية والتركية في شكل منضبط وتوسيع استخدام القوة الناعمة".
وأوضح "راشد" أن روسيا خسرت أدوات مهمة من عداد قوتها الناعمة في المنطقة نتيجة لتدخلها العسكري في سوريا، وخسارتها لإمكانية لعب دور وساطة بين النظام وفصائل المعارضة الرئيسية، والقطيعة السياسية والاقتصادية مع تركيا، وبرودة علاقاتها مع السعودية، وتحالفها مع إيران والنظام السوري، والعقوبات الاقتصادية التي فرضها عليها الاتحاد الأوروبي، على خلفية شبه جزيرة القرم والأزمة الأوكرانية، مشدّدا على أن بوابة استعادة تلك الأدوات تتمثل في العلاقات الاقتصادية والسياسية مع تركيا.
ورأى الكاتب أن موسكو مضطرة إلى التعامل بعقلانية بعيدا عن ردود الأفعال غير المضبطة، ومما لا شك فيه أن من بين دوافع موسكو لالتقاط اعتذار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والتسريع في إجراءات "تشغيل العلاقات"، الحرص على عدم التفريط بسوق الغاز التركي لصالح الغاز الإسرائيلي، وعلى إحياء المشاريع الجيوسياسية المهمة مع تركيا، مثل مشروع "السيل التركي"، رغم التصريحات الرسمية التي تؤكد أنه من المبكر الحديث عن ذلك.
وأشار إلى قرار موسكو رفع الحظر عن الرحلات السياحية إلى تركيا يعتبر بمثابة إكسير للحياة للسياحة التركية، حيث وصل عدد السياح الروس في تركيا قبل الأزمة الدبلوماسية أكثر من 3 ملايين سائح سنويا.
وأوضح أن من العوامل الأخرى التي دفعت الطرفين للإسراع في تطبيع العلاقات بينهما، تجديد العقوبات الاقتصادية الأوروبية ضد روسيا، مع الإشارة إلى أن تركيا لم تلتزم بفرض تلك العقوبات، رغم خلافاتها مع موسكو حول الملفين السوري والأوكراني. وتعد تركيا خامس أكبر شريك تجاري لروسيا، بما نسبته 4.5% من إجمالي التجارة الخارجية الروسية. وعليه فالعلاقة مع تركيا مهمة من أجل مساعي روسيا لإخراج اقتصادها من حالة الركود.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!