ترك برس
وصف النائب في حزب العدالة والتنمية "أمر الله إيشلار"، التنظيم الموازي (منظمة فتح الله غولن) بأنه أكثر خطرا من حزب العمال الكردستاني (بي كي كي) ومن تنظيم الدولة (داعش)، إذ إنه سيطر على طائرات واستخدمها ضد الشعب وقصف البرلمان والشوارع، وهو أمر لم يحدث في الانقلابات السابقة.
جاء ذلك خلال مشاركته في حلقة خاصة على قناة الجزيرة القطرية بعنوان "تركيا.. الشعب ينتصر" والتي ناقشت دلالات الموقف الغربي من بحث تركيا إعادة عقوبة الإعدام للتعامل مع الانقلابيين، بجانب تفاصيل أخرى عقب الانقلاب الفاشل الذي قتل وجرح فيه المئات.
وقال إيشلار إن تركيا تواجه تنظيما موازيا للدولة له أذرع في القوات المسلحة وقوات الأمن والجامعات والقضاء وغير ذلك من المؤسسات، وهذا ما يفسر عدد المعتقلين الكبير، مشيرًا أن الديمقراطية التركية لم تتعامل معهم في السابق، ولكن بعد ما جرى يوم 15 يوليو/تموز الجاري أصبح هناك مبرر لتصفيتهم من كوادر الدولة، وأنه لا أحد يستطيع أن يوجه انتقادا لتركيا.
وحول أسباب فشل الانقلاب، قال إيشلار إن الشعب التركي عرف انقلابات ما بعد منتصف الليل، ولكنها المرة الأولى التي يواجه فيها انقلابا في الساعة العاشرة مساء، وذلك لأن الدولة اكتشفت الأمر فجرى تقديم ساعة البدء، مما أربك خطة الانقلابيين، وفق ما أوردت الجزيرة نت.
السبب الثاني للفشل -وفقا للبريماني التركي- كان عدم وجود مساندة للقوات البرية، ورفض الشعب للانقلابات التي خبروها وخبروا مراراتها، وظهور أردوغان الذي كان عاملا حاسما ودعوته الشعب للنزول إلى الشوارع.
من جانبه، قال عضو مجلس الشيوخ الفرنسي والبرلماني بمجلس أوروبا "إِيف بودزو دي بورغو"، إن الغرب يطالب أنقرة بعدم إعادة عقوبة الإعدام لأنها جزء من مجلس أوروبا، وعليها أن تحترم القانون والديمقراطية.
وأضاف بورغو أن ثمة وقائع مدانة كالقتل، ولكنها يجب أن تحاكم بموجب القانون لا بموجب شريعة الغاب، مذكرا أن تركيا وقعت على اتفاقية حقوق الإنسان والبروتوكول الخاص بمنع عقوبة الإعدام.
وبما أن أميركا -وهي تطبق عقوبة الإعدام- لم تتردد في مطالبة تركيا بعكس ما تفعله، قال بورغو إن أميركا لم توقع على الاتفاقية، "ونحن لا نعتبر أميركا نموذجا للديمقراطية"، مبينًا أن توقيع تركيا على الاتفاقية يلزمها بتطبيقها كجزء من العملية الديمقراطية، وإذا أعادت هذه العقوبة فإن عليها أن تغادر المجلس الأوروبي.
من ناحيته رد أستاذ العلاقات الدولية في جامعة إسطنبول بكر غوناي بأن أوروبا تكيل بمكيالين، فهي تستقبل عبد الفتاح السيسي بالأحضان وتعتبره بطل الديمقراطية "وهو أمر مضحك"، ومضى يقول إن الأوروبيين يريدون من تركيا التمسك بالمعاهدات التي لا يحافظون هم عليها، وعليه فإن ثمة لغتين للعدالة في أوروبا: واحدة تخصها، والثانية تخص الدول الأخرى.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!