بولانت إيرانداتش – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس
ما زلنا ندرس تفاصيل وحيثيات انقلاب 15 تموز/ يوليو، وهنا نرى رسائل رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان للولايات المتحدة الأمريكية فيما يتعلق بفتح الله غولن، فقد خيّرها بأحد أمرين وهما:
1) تسليمه لتركيا.
2) فتح الباب الخلفي له حتى يهرب إلى بلد آخر.
كتب مدير النشر في صحيفتنا إرغون ديلار مقالة مهمة بعنوان "العرس الأحمر" قال بين ثناياها إن لعبة التنظيم الموازي قد انتهت وإن الخاتمة ستكون بيد أردوغان ومن حوله، لكن ولكي تستفيد أمريكا حتى آخر عظمة من غولن وجماعته ستعمل على تهريبه لدولة أخرى.
لنعد إلى عام 1999... في هذا العام قامت أمريكا بتسليم عبد الله أوجلان لتركيا واستقدمت مكانه فتح الله غولن، فلماذا يا ترى فعلت ذلك؟ لماذا سلمت عبد الله أوجلان؟ ولماذا استقدمت فتح الله غولن؟ الحقيقة هنا أن أمريكا أرادت بتسليمها لأوجلان تحقيق مشروع شمال العراق الجديد، وأرادت أيضا التمهيد لمشروع الإسلام المعتدل باستقدام فتح الله غولن، واللافت في الأمر هنا أن كلا المشروعين كانا برعاية وتخطيط وتدبير عقل السي آي إيه غرهام فولار.
كما رأينا.... فقد قامت أمريكا بتسليم اوجلان من اجل البدء بمشروع "العراق الجديد" وفي نفس الوقت ابقت اتصالاتها مع الرؤوس الاخرى في حزب العمال الكردستاني حتى تستخدمهم من جديد متى أرادت، فبتسليم أوجلان كسرت واشنطن شوكة شريكه جلال طالباني حينها ورفعت في الوقت نفسه من برزاني، كما قامت بنقل ثقل حزب العمال الكردستاني إلى جبال قنديل في شمال العراق.
السؤال هنا: هل ستسلّم أمريكا غولن كما سلّمت أوجلان عندما انتهت مهمته؟ لا أعتقد ذلك، لأن أمريكا تريد الاستفادة من بقايا الخون في تركيا عبر فتح الله غولن، لذلك أظن أن واشنطن ستنقله إلى أحد دولها الأخرى كندا أو أستراليا أو نيوزيلندا أو جنوب أفريقيا...
استراتيجية أردوغان: استطاع أردوغان إيقاف حملة أمريكا (البنتاغون - السي آي إيه) وإنجلترا (ام16-غاثوم هاوس) التي شنتها عليه بسبب غضبهما منه من كثرة معارضته لهما. هذا وقد سطر رئيس الجمهورية صفحة جديدة في التاريخ السياسي لتركيا الحديثة بالقرارات التي تم اتخاذها في مجلس الأمن القومي الأربعاء الماضي، وكان من بين تلك القرارات المهمة والمصيرية حل قوات الحرس الرئاسي الذي شارك في الانقلاب وكان سبب دخول الانقلابين لمجلس البرلمان.
في الخُلاصة أقول: إن الله حمى تركيا وشعبها بفشل الانقلاب وتحطمه على صخرة صوت شعبنا الحُر، كما وأظهرت هذه اللحظات الصعبة براعة القيادة عند رئيس الجمهورية أردوغان الذي أبحر بتركيا ليعبر بها عباب البحار والمحيطات غير آبه بظلمات البحر يحمل على سفينته 80 مليون نفس تأبى الضيم وترنو لحلم الغد المشرق...
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس