بولينت إرانداتش – صحيفة تقويم – ترجمة وتحرير ترك برس
ألقى الرئيس أردوغان في الثالث عشر من شباط/فبراير كلمةً مثيرةً للاهتمام، وأشار خلالها إلى نقاط هامة حيال العلاقات التركية-الأمريكية، إذ قال: "لا شك في أنّ دعم أمريكا المادي واللوجستي لحزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات الحماية الشعبية سيكون ذا تأثير على القرارات التي ستتخذها تركيا".
يجب إدراك أن قوة تركيا تدفع أمريكا إلى القلق، إذ تعرضت أمريكا لصدمة جديدة نتيجة الخطوات التي اتخذتها تركيا مسبقاً في القدس واليوم في عفرين، وأصبحت واشنطن تحت ضغطوطات شديدة نتيجة التحالف الإقليمي الذي تم الوصول إليه بين تركيا وروسيا وإيران، كما نلاحظ أن هذه التطورات قد أدت إلى قلق مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي ترامب، ووزير الخارجية "ريكس تيلّرسون" ووزير الدفاع "ماتّيس" ودفعت بهم إلى القيام بزيارات مكثفة لأنقرة، إذ تلقى مستشار الأمن القومي درسه خلال زياراته، والآن حان دول تيلّرسون.
سيتلقّى تيلّرسون درسه أيضاً، وستدرك أمريكا أن المشاريع التي تخطط لها في الجغرافيا الإسلامية من خلال إعاقة تركيا ستنتهي بالفشل المحتوم، إذ سيتم تحذير تيلّرسون للمرة الأخيرة خلال زيارته، ويتم إبلاغه بأن عدم توقف دولته عن دعم بي كي كي ووحدات الحماية الشعبية سيدفع أنقرة إلى إعادة النظر في تفاصيل التحالف الاستراتيجي بين الدولتين التركية-الأمريكية، إضافةً إلى زيادة احتمال إغلاق مواقع إنجيرليك وكوريجيك العسكرية أيضاً.
تركيا هي الدولة الوحيدة المتمسكة بأقوالها وأفعالها وأطروحاتها فيما يخص القضية السورية، وفي هذا السياق تثبت أمريكا وجودها في جميع الأنشطة القذرة المنفذة في سوريا، إذ قامت مؤخراً بتحويل المناطق التي تقع بين الفرات ودجلة وشرق الفرات إلى محطات فضائية إرهابية بعد احتلال بي كي كي لهذه المناطق، وذلك فضلاً عن الدعم اللوجستي الذي تقدمه للمنظمات الإرهابية الموجودة في المنطقة، وفي الوقت نفسه تستمر تركيا في إفشال جميع المشاريع الأمريكية، وبذلك تقضي على محاولة تأسيس اتفاقية "سايكس بيكو" جديدة في المنطقة.
أعلنت تركيا منذ البداية عن نوايها في التقدم إلى منبج وشرق الفرات بعد الانتهاء من عفرين، لكن ترد أمريكا وأوروبا على ذلك بتصرفات تشير إلى الخوف، إذ طالبت الأخيرتان بتوقف الحكومة التركية عن تنفيذ عملية عفرين العسكرية، وفي الوقت نفسه تعقتد أنها تستطيع تحويل شرق الفرات إلى محطة فضائية تابعة لتنظيم بي كي كي الإرهابي.
هناك تزامن وتنسيق واضح بين وزراة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" وزعيم حزب الشعب الجمهوري "كمال كليجدار أوغلو"، إذ تصرف كليجدار أوغلو تجاه الجيش السوري الحر على أنه تنظيم إرهابي، وجاءت بعدها تصريحات البنتاغون في السياق ذاته، كما عارض كليجدار أوغلو دخول القوات التركية إلى عفرين، وفيما بعد شارك البنتاغون كليجدار أوغلو في الرأي، وبدأوا بتوجيه رسالة "لا تتقدموا أكثر من ذلك" إلى الحكومة التركية.
انطلاقاً من ذلك يمكن القول إن حزب الشعب الجمهوري يحتوي في بنيته على أسماء جاهزة لتنظيم مظاهرات معارضة وتشكيل أزمات مدبّرة، وإن كليجدار أوغلو هو شخص بعيد تماماً عن المواقف الوطنية ولا يظهر أي احترام لآراء الأغلبية الساحقة من المجتمع التركي، إذ نلاحظ أنه وضع أسماء عديدة في المواقع الإدارية لحزبه، أي أنهى اختيار فريقه الأساسي، ويتضمن هذا الفريق أشخاصاً يتوضّح من خلالهم أن كليجدار أوغلو فقد أمل الوصول للسطلة من خلال الانتخابات وبدأ بخدمة المشاريع التي تنفذها القوى الخارجية للتسبب في قلق الشعب التركي.
وأخيراً سنتوجه للرسالة التي وجهها وزير الخارجية التركي "مولود جاويش أوغلو" لأمريكا، إذ قال: "نحن نحذر أمريكا، إما أن يتم ترميم العلاقات بين الدولتين وإما أن تنقطع نهائياً".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس