عبد القادر سلفي – صحيفة حرييت - ترجمة و تحرير ترك برس
لم يقتصر تاريخنا السياسي على كونه ممرًا للانقلابات فحسب، فبالطبع هناك في الوقت نفسه ديمقراطيتنا التي هزمت انقلاب 15 تموز/ يوليو أيضًا.
وذلك حين توّجنا في وقفة يوم أمس ذكرى انقلاب 15 من تموز التي صنعت تاريخ الديمقراطية في ميدان يني كابي.
ووفقًا للتصريحات فقد وصل عدد المشاركين إلى 5 ملايين مشارك. في حين بلغ عدد الموجودين في الميادين منذ 15 من تموز وحتى الآن قرابة 5 ملايين أيضًا.
ومثلما وضع الشعب الذي منع الانقلاب بالخروج إلى الشارع يوم 15 من تموز مبدأً جديدًا. كذلك شهد 7 من آب/ أغسطس مبادئ أخرى في ميدان يني كابي.
لأنه للمرة الأولى وقفت المعارضة مع السلطة جنبًا إلى جنب ضد الانقلاب وفي ميدان سياسي واحد. وفي أيدي الملايين الموجودة في الميدان علم واحد.
وللمرة الأولى يشارك رئيس هيئة الأركان العامة بالحضور إلى الميدان والصعود على المنصة أيضًا.
بالإضافة إلى أن رفع العلم التركي بصفتنا أعضاءً في حزب العدالة والتنمية وحزب الشعب الجمهوري وحزب الحركة القومية كان كافيًا بالنسبة لنا. لأنه إلى جانب تواجدنا في الميدان بصفتنا أعضاء بتلك الأحزاب. فقد شاركنا كأتراك، وأكراد، وزازا، وشركس، وعرب، وبوشناق، وبوماك في نفس الوقت.
كما كنا جميعا من العلويين والسنة نمثل الشعب التركي.
وبالتالي كان ميدان يني كابي رسالة في حد ذاته.
علاوة على توجيه المشاركين رسائل بالغة الأهمية في خطاباتهم.
فقد نبه دولت باهتشلي زعيم حزب الحركة القومية إلى حقيقة أن 15 من تموز لم يكن مجرد محاولة انقلاب من خلال وصفه لها "بمحاولة احتلال جديدة".
وبالمقابل شعرت أثناء متابعة خطاب كمال كليتشدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري على المنصة وكأنه يحدث نفسه بالقول "لحسن الحظ أنني أتيت، ولحسن الحظ أيضًا أنني شاركت في هذه اللحظة التاريخية". فقد كان محقًا بالحديث عن إفساح انقلاب 15 من تموز الفرصة أمامنا من أجل مصالحة جديدة. وكم كان دقيقًا بالقول "بإن هناك تركيا جديدة بعد انقلاب 15 من تموز".
أما رئيس الوزراء بن علي يلدريم الذي حيا في سياق الحوار مع المعارضة والجميع، رباطة الجأش منذ ليلة 15 من تموز وحتى المرحلة الراهنة، فقد كان حديثه مهمًا بالقول بإننا "لن نخرب هذه اللوحة المتكاملة في السياسة. كما سنحمي هذه الوحدة كأعيننا".
إفساح المجال أمام حقبة جديدة في السياسة
فتح التجمع في يني كابي المجال أمام حقبة جديدة في السياسة. لأن ملء الميدان بالملايين القائلة بإن "النصر لديمقراطية الشعب في الميدان" دون إحداث انقسام بين المعارضة والسلطة بحد ذاته رسالة. وبناء عليه ينبغي على الجميع بما فيها المعارضة والسلطة استخلاص الدروس من هذا التجمع هنا. لأنها تركيا جديدة كما قلنا سابقًا. بوجود رئيس الجمهورية الذي سعى لذلك طوال حياته وفي 15 من تموز وفي ذلك الميدان. بالإضافة إلى وجود قادة الأحزاب السياسية للمعارضة والسلطة. وحضور رئيس البرلمان الذي تعرض لقصف الانقلابيين والقوات المسلحة التركية الممثلة برئيس هيئة الأركان العامة. وكذلك وجود شعب متماسك حول تركيا في ذلك الميدان. ولهذا يجب على يحاولون تصفية حساباته من خلال تركيا إلى استخلاص الدروس من تلك اللوحة أيضًا.
لأنه للمرة الأولى يتواجد رئيس هيئة أركان على المنصة. بعد أن اعتدنا على خروج القادة العسكريين إلى المنصات عقب القيام بالانقلاب. ولكنها المرة الأولى التي يقف فيها القائد على المنصة جنبًا إلى جنب مع الشعب ضد الإرهاب. في حين لقي رئيس الأركان ترحيبًا من قبل الشعب. وجسد لوحة تشير إلى أن "الشعب والجيش يد واحدة".
وكان حديث رئيس هيئة الأركان أكار بإن القوات المسلحة التركية تحت إمرة شعبنا وخدمته كافيًا لتوضيح كل شيء.
وأخيرًا كان صعود إسماعيل كهرمان بوصفه رئيسًا لبرلمان قاوم الانقلاب في مواجهة القصف.
تجسيد لوحة الديمقراطية من قبل ملايين الأشخاص
ألقى رئيس الجمهورية أردوغان الذي تولى رئاسة قادة المقاومة، خطابًا حض فيه على الإصرار على الكفاح حينًا والتعاطف حينًا آخر من خلال دعوة الشعب للخروج إلى الشوارع ضد الانقلاب. وحيا أولئك "المجتمعين في الميادين من خلال تحديهم الموت". وأضاف مخاطبًا الملايين في الميدان "هذا المشهد قهر وبثّ الحزن في نفوس الأعداء كصبيحة 16 يوليو". وأشار أيضًا إلى حقيقة هامة في سياق حديثه عن محاسبة العديد من المتورطين المنتمين إلى هذا التنظيم الإرهابي، وفشله في عقاب الشعب". ولكن أكثر ما أثار انتباهي في حديثه عندما قال "لو نجح الانقلاب لكانت البلاد ستُقدم على طبق من ذهب، لأطراف يعرفها الجميع".
فيما مضى سأل ناظم حكمت، أبيدين دينو عن قدرته على رسم لوحة السعادة؟ أقول الآن الملايين المجتمعة بالأمس في ميدان يني كابي، استطاعت رسم لوحة الديمقراطية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس