ترك برس

قالت صحيفة التايمز البريطانية إنه يجب على الغرب أن يوضح للرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه لا يمكن أن يجعل لنفسه عضوية مميزة في الناتو تسمح لصديقه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن يكون له صوتا في الحلف.

واعتبرت الصحيفة أنه إذا تعاونت تركيا وروسيا معا فسيكون بوسعهما إعادة تغيير قواعد الحرب في الشرق الأوسط والإخلال بنظام ما بعد الحرب في أوروبا، مشيرة أن ذلك هو سبب الذعر الهائل في التحالف الغربي بسبب اجتماع أردوغان وبوتين، حسبما أوردت الجزيرة نت.

وتابعت الصحيفة إن هذا التقارب يكتنفه مشاكل في تفاصيل التفاهم بين البلدين وفي نوايا الرئيسين لما يشتهر به كل منهما "بالانتهازية"، مضيفة أن أردوغان يبدو أنه يتصرف من موقع ضعف، وأنه كان يدرك حاجته لتأمين جوانب تركيا حتى قبل محاولة الانقلاب الفاشلة، ولذلك قرر الاعتذار لبوتين عن حادث إسقاط المقاتلة الروسية وفتح الطريق لاستئناف العلاقات الطبيعية بين البلدين.

وأشارت الصحيفة إلى مسارعة بوتين بإظهار دعمه للرئيس التركي بعد محاولة الانقلاب، وأنه يقدم نفسه الآن بصفته حليفا طبيعيا لأنقرة، ويهدف إلى إحداث وقيعة في حلف الناتو، وأضافت أن الاتفاق الروسي التركي لمحاربة تنظيم الدولة يهدف إلى تعميق الخلاف مع الغرب؛ لأن هذا التعاون سيتطلب تبادل مباشر للمعلومات الاستخبارية.

من جانبها، رأت افتتاحية تلغراف أن الصداقة الجديدة بين روسيا وتركيا أخبار سيئة للغرب، وأنها تشكل تحديا للاتحاد الأوروبي والناتو، وقالت إن أردوغان كان قرر -حتى قبل محاولة الانقلاب الفاشلة- أنه لم يعد قادرا على تحمل الحرب الباردة مع موسكو، وبدأ بمقدمات مع الكرملين، ويبدو أن الانقلاب الفاشل عجّل بذلك، وباتفاق الزعيمين على تطبيع العلاقات بين البلدين في اجتماعهما الأخير.

وأجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء الماضي، زيارة إلى مدينة سانت بطرسبرغ الروسية في أول زيارة له إلى روسيا عقب تدهور العلاقات بين البلدين على خلفية إسقاط مقاتلات تركية، قاذفة روسية اخترقت المجال الجوي التركي في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

جدير بالذكر أن بوادر تطبيع العلاقات التركية الروسية، بدأت عقب إرسال الرئيس التركي رسالة إلى نظيره الروسي، نهاية يونيو/ حزيران الماضي، أعرب فيها عن حزنه حيال إسقاط الطائرة الروسية، وتعاطفه مع أسرة الطيار القتيل.

وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، منتصف يوليو/ تموز الماضي، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لمنظمة "فتح الله غولن"، حاولوا خلالها السيطرة على مفاصل الدولة ومؤسساتها الأمنية والإعلامية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!