الأناضول
أشاد مشاركون في ندوة أقيمت في العاصمة القطرية الدوحة، بـ"الدور التركي الداعم للسوريين في ثورتهم المندلعة منذ عام 2011 ضد نظام بشار الأسد، بعد احتضانها اللاجئين واستيعابها لقادة المعارضة"، مشيرين في الوقت ذاته أن "تركيا استطاعت بعد محاولة الانقلاب الفاشلة منتصف يوليو/ تموز الماضي، أن تتحول من منطقة الدفاع إلى منطقة الهجوم في القضية السورية".
جاء ذلك في ندوة نظمها "منتدى العلاقات العربية والدولية" (مؤسسة فكرية مقرها قطر)، اليوم السبت، في الدوحة؛ تهدف إلى بحث تطورات الثورة والانقلاب في الجانبين السوري والتركي - حسب الترتيب - ومناقشة المحاور المتعلقة بهما في الداخل والخارج بمشاركة عدد من الباحثين والأكاديميين.
وقال محمد حامد الأحمري، مدير منتدى العلاقات العربية والدولية، في كلمته الافتتاحية "نعيش هذه الأيام محاولة استعادة استعباد الناس حتى أصبحت الحرية عند بعض الشعوب حلماً يراودهم"، في إشارة إلى الثورة السورية التي اندلعت في مارس/آذار عام 2011 قبل أن تتحول إلى أحداث دامية على يد نظام الرئيس بشار الأسد.
وأضاف أن "ما يجري في سوريا، هو سعي شعب لنيل حريته، ولا يمكن وصفه نزاعا أو حرباً أهلية أو طائفية أو قومية أو حربا على الإرهاب أو صراع سني شيعي".
وأشار الأحمري أنه "من الواجب عند الحديث عن سوريا، الحديث عن تركيا ودورها في استقبال اللاجئين واستيعاب قادة المعارضة السورية"، موضحا أن "المعركة التي تجري في سوريا ليست للسوريين فقط، بل معركة كل العرب والمسلمين لأنه إذا تحرر جزء من هذه الأرض فسوف يشجع الأجزاء المجاورة على التحرك"، دون إبداء مزيد من التوضيحات.
وتستضيف تركيا بجانب كيانات المعارضة المعتدلة، نحو 2.7 مليون لاجئ سوري يتوزعون على مدن عدة، بحسب أرقام رسمية.
من جانبه قال خالد خوجة، الرئيس السابق لائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية، إن "ذكر تركيا في القضية السورية أصبح واقعاً ويعكس الدور التركي في القضية السورية"، مشيرا أن "هناك أكثر من مليوني سوري متاح لهم التعليم، وهناك جهود بالسماح للسوريين باكتساب الجنسية التركية مع بقاء جنسيتهم السورية".
ولفت خوجة إلى أن "التعاطف التركي مع السوريين ملحوظ على المستويين الرسمي والشعبي وما زال مستمراً".
وتتصدر تركيا دول العالم من حيث عدد اللاجئين، إذ تستقبل قرابة 3 ملايين لاجئ، بينهم 2.7 مليون سوري، يشكلون 15% من مجموع سكان سوريا قبل الحرب، بحسب بيانات رسمية تركية.
وأوضح أن هناك "عدة أهداف للتدخل التركي من عملية درع الفرات، وهي تطهير الحدود؛ والعمق الجغرافي الذي يبلغ 45 كم داخل سوريا؛ وإعادة التوازن الديموغرافي؛ وإيجاد معادلة سياسية جديدة."
ودعمًا لقوات "الجيش السوري الحر"، أطلقت وحدات من القوات الخاصة في الجيش التركي، بالتنسيق مع القوات الجوية للتحالف الدولي، فجر 24 أغسطس/آب الماضي، حملة عسكرية في مدينة جرابلس تحت اسم "درع الفرات"، تهدف إلى تطهير المدينة والمنطقة الحدودية من المنظمات الإرهابية، وخاصة تنظيم "داعش" الذي يستهدف الدولة التركية ومواطنيها الأبرياء.
من جهته، قال محمد الشنقيطي، المفكر الإسلامي، أستاذ الأخلاق السياسية وتاريخ الأديان بجامعة "حمَد بن خليفة" في قطر، إن "تركيا استطاعت بعد محاولة الانقلاب لأول مرة أن تكون قادرة على التحول من منطقة الدفاع إلى منطقة الهجوم في القضية السورية، وبدأت في التعاون مع الملف السوري باستراتيجية وليس بشكل إنساني مثل كل مرة".
وأشار أن "ما يحدث في تركيا اليوم ما بعد محاولة الانقلاب، هي استئصال للقوة الحاكمة الغربية داخل تركيا، لأن الأخيرة حتى بقيادتها الحالية لا تريد أن تكون دمية في أيدي القوى الغربية (...) وإنما تركيا من خانة المفعول به إلى خانة الفاعل".
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، منتصف يوليو/تموز الماضي، محاولة انقلاب نفذتها عناصر محدودة من الجيش تتبع منظمة "فتح الله غولن"، وتصدى لها المواطنون في الشوارع، ولاقت رفضاً من كافة الأحزاب السياسية؛ ما أدى إلى إفشالها.
جدير بالذكر أن عناصر "فتح الله غولن" المقيم في الولايات المتحدة منذ عام 1999، قاموا منذ أعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية، بهدف السيطرة على مفاصل الدولة، الأمر الذي برز بشكل واضح من خلال محاولتهم الأخيرة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!