رسول طوصون - صحيفة ستار - ترجمة وتحرير ترك برس
نشر قاسم الطائي، رجل الدين الشيعي في العراق، فتوى تفيد بضرورة الجهاد ضد الجيش التركي، وقد ناقشنا هذا الموضوع على قناة الجزيرة يوم أمس، بمشاركة ضيوف من العرب والأمريكان.
يوجد في العراق جنود من مختلف الدول غير الإسلامية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وكل الدول الأوروبية، ولا أرى ضرورة للحديث عن الميلشيات الشيعية الإيرانية هناك. لكن رجل الدين هذا منزعج من إمكانية تواجد الجيش التركي المسلم!
من المعلوم أنّ عددا قليلا من الجنود الأتراك يتواجدون في منطقة بعشيقة، وأن تواجد هذه القوة العسكرية كان بناء على طلب المواطنين المحليين هناك، ومدراء المنطقة، وبعلم وزارة الخارجية العراقية، التي لا تسيطر على منطقة بعشيقة، بل كانت تخضع لسيطرة داعش وتحت تهديد حزب العمال الكردستاني، ولذلك ذهبت القوات التركية من أجل تحرير تلك المنطقة من الإرهاب، وتدريب العساكر المحليين على مواجهته.
يشكل تنظيم داعش وحزب العمال الكردستاني دوما خطرا على الأمن القومي التركي، ولهذا تحارب الحكومة التركية الإرهاب في منطقة لا تخضع لسيطرة الدولة العراقية، وفي هذا أيضا دعم للحكومة العراقية العاجزة عن مواجهة إرهاب داعش، لكن الحكومة العراقية تضطر تحت ضغط إيران، للحديث عن أنّ التواجد التركي في تلك المنطقة يعتبر احتلالا أجنبيا.
وتذكرون بأنّ جامعة الدول العربية أيضا قامت بنشر بيان مماثل تحت تأثير النظام الإنقلابي في مصر.
أكثر من يتحمل مسؤولية الفوضى في سوريا والعراق، هي الولايات المتحدة الأمريكية، التي لا ترى شيئا في المنطقة غير المحافظة على أمن إسرائيل، برغم أنّ أمريكا تتدعي بأنها تواجه الإرهاب، لكن سياستها الحقيقية تدعم المنظمات الإرهابية على الأرض. وقد أشار اردوغان إلى ازدواجية المعايير بالنسبة لأمريكا، ومثال ذلك الدعم الأمريكي لحزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي، برغم أنهما منظمتان ارهابيتان. وحديث اردوغان عن أنّ "الموصل لأهلها، ولا يملك أحد حق تغييرها ديموغرافيا" يحمل دلالات لهامة.
ولا شك أنّ عملية درع الفرات التي قادتها تركيا في سوريا، قد أزعجت وأثارت قلق الإيرانيين، حول إمكانية قيام تركيا بعملية مماثلة لتخليص الموصل من يد داعش، بعد عجز الحكومة العراقية عن القيام بذلك. ويزداد قلقهم خصوصا مع تصريحات اردوغان الأخيرة حول اتفاقية لوزان، خوفا من إمكانية إلحاق الموصل بهذه النقاشات، برغم أنّ الموصل الآن تحت سيطرة داعش، ولا تخضع لسيطرة الدولة العراقية!
أكدت تركيا عشرات المرات على موقفها الثابت تجاه وحدة الأراضي السورية ووحدة الأراضي العراقية، بينما تتحدث الولايات المتحدة وتتخذ سياسات أقرب لتقسيم الدولتين، ومع هذا لا تزال الحكومة العراقية تركن إلى الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من تركيا! لكن أصل المشكلة يكمن في من يقف خلف الحكومة العراقية، وينزعج من زيادة نفوذ تركيا في المنطقة.
محاولة رجال الدين الشيعة تفضيل التقارب مع الغرب غير المسلم، على التقارب مع تركيا، هو لعبة خطرة، وعلى إيران أنْ تكون حذرة جدا تجاه هذا الأمر!
كما أنّ على الدولة العراقية أنْ لا تنشغل ولا تخضع للسياسات الطائفية، بل عليها أنْ تعمل جاهدة على حماية ووحدة الأراضي العراقية، وتوحيد العراقيين، لكن اذا فقدت العراق وحدة أراضيها، فحينها ستكون تركيا صاحبة الحق في أنْ يكون لها كلمة، فنحن هنا نتحدث عن حق تاريخي وجغرافي لتركيا!
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس