ترك برس
قال الخبير والمحلل السياسي التركي محمد زاهد جول، إن توثيق التعاون العسكري بين دول الخليج وتركيا أمر ضروري ولكن للدفاع عن النفس وصد العدوان الإيراني، "لعل إيران تتحرر من أحلامها السوداء"، مشيرًا إلى أن التقارب التركي الخليج أفزع طهران وقادتها.
وخلال حديثه لموقع "الخليج العرب"، أوضح جول أن التقارب التركي الخليجي أصبح رسالة إلى أمريكا وروسيا بأن الأتراك والعرب لا يوافقون على النفوذ الإيراني الخطير، وأنهم مضطرون لإعادة موازنة علاقاتهم البينة أولاً، ومع أمريكا وروسيا ثانياً، سواء في المجالات السياسية والاقتصادية وحتى العسكرية.
وشدّد على أن التقارب التركي الخليجي يقلق إيران، لأن السياسة الإيرانية تأمل أن لا يقف أحد من الدول العربية أو تركيا في طريقها في توسيع نفوذها الطائفي والسياسي خارج إيران، مشيراً إلى أنها أخذت الضوء الأخضر الأمريكي للتوغل في البلاد العربية، وبالأخص التي فيها أقليات شيعية تعتبرها إيران تحمل التابعية الإيرانية الخامنئية.
ولفت إلى أن أمريكا تشجعها على ذلك، لأن الرؤية الأمريكية الجديدة أن لإيران حقاً معنوياً في الرعاية المذهبية الكنسية لأتباعها في البلاد العربية، وهذا بلا شك يخدم الاستراتيجية الأمريكية لإعادة تقسيم منطقة الشرق الوسط، وهذا أمر يضر بالأمن القومي العربي والتركي معاً.
كما أشار الخبير التركي إلى أن إسرائيل أخذت ضمانات أمنية من أمريكا لحمايتها من إيران، أو أن الرؤية الأمريكية للتوسع الإيراني هي مرحلية فقط، ولكن وبعد أن فشلت إيران في محاولة فرض سيطرتها على المنطقة، وجاءت روسيا لتساعدها لا لتنتحر من أجلها.
وأكد جول أن إيران وأمريكا وروسيا تدرك أن هذه البلاد لأهلها الحقيقيين، وهم ليسوا من الإيرانيين ولا من الروس ولا من الأمريكيين ولا من الأوروبيين، فأهلها الحقيقيون هم العرب السوريون المسلمون، والعراقيون واليمنون، ومن يملك هذا القاسم المشترك هي الدول العربية وتركيا فقط.
وألمح إلى أن انكشاف فضائح الاتفاقيات الأمريكية مع إيران في عهد خامنئي، وتورط أمريكا بالانقلاب الفاشل في تركيا، وضع دول الخليج وتركيا أمام حقيقة قائمة لا مفر منها، وأنهما أمام عدوان مشترك على مناطق نفوذهما الوطنية والقومية، وأن تحالفهما هو واجب لصد العدوان الإيراني، وهو ما أفزع إيران وقادتها.
وبين جول أن الخطة التركية في ذلك إعلانها أنها لن تقاتل أحداً على أسس طائفية، ولن تقف إلى جانب دولة طائفية شيعية ضد دولة سنية، ولا العكس على فرض وجودها، وتراهن تركيا على وعي الشعوب العربية والإيرانية أن تتوقف عن خوض معارك خاسرة، وأن إنهاء هذه الحروب وعودة كل ميليشيات الاحتلال إلى دولتها هو الطريق الصحيح لإنهاء هذا الصراع.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!