ترك برس
أكّدت مصادر أمنية مطلعة قيام مهندسين من القوات الجوية الروسية ببناء قاعدة جوية جديدة نهاية شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي في بلدة "أخترين" شمال شرق محافظة حلب السورية.
وبحسب تقرير نشره "المرصد الاستراتيجي"، فإن بناء القاعدة الجديدة يتم في منشأة تستخدم حاليًا من قبل مظليين روس، وهذه هي القاعدة لروسيا الثانية بعد القاعدة الجوية الأولى في حميميم جنوب شرقي محافظة اللاذقية غرب سوريا.
وقالت المصادر نفسها، إن وحدات صغيرة من القوات الخاصة والمخابرات التركية وصلت بعد فترة وجيزة إلى أخترين ف أول تعاون عسكري روسي تركي في شمال سوريا، وشوهدت فرق العمل الروسية وهي تضع مدارس جديدة لمقاتلات القوات الجوية والقاذفات وبناء مرابض لبطاريات الصواريخ المتقدمة المضادة للطائرات.
وكان عضو مجلس الشيوخ الروسي، فيكتور اوزيروف، قد أكّد يوم الاثنين 21 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أن قاعدة حميميم ستخضع لتطوير كبير مع بنية تحتية جديدة لاستيعاب الاستخدام غير المحدود، والمدرج الثاني، كما تحدث أوزيروف سيضاف لدعم كثافة عالية من النشاط نتيجة العمليات التي تنطلق من المطار.
لكن هذه الخطط تغيرت بعد أن تبن لموسكو أن الطراد الأميرال كوزنيتسوف الحامل للطائرات الراسية قبالة الساحل السوري لا يمكنه أن يؤدي مهمة القاعدة الجوية البحرية لروسيا في عمليات المقاتلات والقاذفات في سوريا، فقررت إنشاء قاعدة جوية ثانية في شمال شرق سوريا في 13 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وذلك قب تحطم مقاتلة (MiG29) بعد عودتها من مهمة استطلاعية فوق حلب عقب نفاد الوقود.
ولم تكون حاملة طائرات "كوزنيتسوف" قد عادت إلى وضع التشغيل الكامل بحلول نهاية الأسبوع، وليس بإمكان أكثر من طائرة أو طائرتين الإقلاع من على سطح السفينة، وفقًا لتقرير "المرصد الاستراتيجي".
تأتي هذا الأنباء عقب حديث موقع "ميدل إيست آي" عن تقارب تركي - روسي أثار تكهنات بوجود صفقة سرية حول سوريا بين تركيا وروسيا، لكن قصف قوات النظام السوري للقوات التركية قد أعاد إلى الواجهة احتمالات رفض موسكو سيطرة فصائل المعارضة على مدينة الباب، لأن موسكو تخشى أن تركيا وحلفاءها من الثوار السوريين قد يكونوا قادرين على تهديد العملية ضد حلب.
وتصاعد التوتر عقب ذلك عندما قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في 29 نوفمبر/تشرين الثاني للمرة الأولى إن تدخل بلاده في سوريا كان من أجل إنهاء حكم الأسد الوحشي الذي نشر إرهاب دولة.
ومع ذلك، وفي تحول مفاجئ، بدأت تركيا في استخدام لغة أكثر دبلوماسية تجاه النظام السوري. فبعد ثلاثة أيام من هجومه على نظام الأسد، قال أردوغان إن الهدف من تدخل تركيا في سويا هو محاربة المنظمات الإرهابية.
في اليوم نفسه، غيّر وزير الخارجية التركي بيبانًا سابقًا كان قد أصدره وأورد فه أن روسيا أكّدت مسؤولية النظام السوري عن الهجوم. ليستدرك قائلًا إن نظيره الروسي قال إنه لا روسيا ولا النظام يتحملان المسؤولية على الهجوم، وأن خطأ في الترجمة عكس معنى البيان، وذلك بالتزامن مع الوساطة التي تبذلها تركيا في محادثات بين روسيا والثوار السوريين في أنقرة لإنها القتال في حلب، وهو ما قد يفسر التحول المفاجئ ويشير إلى أن حادث الهجوم عُولج.
وكان تنظيم "داعش" قد انسحب في خطوة غير متوقعة في 25 نوفمبر/تشرين الثاني من مواقع كان يسيطر عليها مال البلاد، مفسحا المجال أما تقدم قوات النظام السوري للدخول على خطة الصراع للسيطرة على مدينة الباب، شرقي محافظة حلب، ونتيجة لذلك فقد أحكمت قوات النظام سيطرتها على أربعة قرى واقعة غرب المدينة، في حين خرجت "قوات سوريا الديمقراطية" من معادلة الصراع لأنها وُضعت وجها لوجه أمام النظام من الجهة الجنوبية، وأصبحت على تماس مع فصائل "درع الفرات" من الجهة الشمالية.
في الوقت الذي احتفظ فيه تنظيم الدولة لنفسه بقريتي زوبان والدوير الصغيرتين ليشكلا خط فصل بين قوات النظام وقوات سوريا الديمقراطية، وذلك رغبة من التنظيم في تعقيد جبهات الاشتباك ومناطق النفوذ في منطقة الباب وهو الأسلوب ذاته الذي اتبه التنظيم عندما انسحب من "جرابلس" من دون مقاومة أما فصائل "درع الفرات" ليجرها إلى مواجهة مع "قوات سوريا الديمقراطية".
ويبدو أن قصف النظام السوري للقوات التركية في قديران شمالي الباب والذي تزامن مع يوم إسقاط الطائرة الروسية قد دفع أنقرة إلى إعادة حساباتها ومراجعة تفاهماتها مع موسكو، لأنه بات واضحًا أن أنقرة أُبلغت بالرسالة الروسية بأن أي تقدم باتجاه الباب ممنوع، وأن المدينة هي الهدف المقبل لروسيا والنظام السوري.
على أن تكتفي تركيا بمنظقتها الآمنة شمالي الباب، وبات من الواضح أن التفاهم الروسي التركي، الذي يقضي بسيطرة تركيا على الباب مقابل تخليها عن حلب، قد انقلب على أسوار مدينة الباب منذرًا بإرباكات كبيرة مقبلة في تفاهمات "الحرب على الإرهاب" في كل من سوريا والعراق.
ومع المكاسب التي حققها النظام في حلب بدعم روسي، صارت الباب على ما يبدو خطًا أحمر، خصوصًا وأن المدينة تعتبر بوابة إلى حلب، ولم يعد من مصلحة موسكو السماح بدخول قوات من المعارضة السورية تدعمها تركيا إليها، وفقًا لتقرير "المرصد الاستراتيجي".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!