ترك برس
رأى المحلل السياسي التركي محمد زاهد غل أن فرضية وقوف جهة منظمة وراء حادثة اغتيال السفير الروسي أقرب إلى المنطق من كونه حادثا معزولا، وفقًا للجزيرة نت.
وقال غل: "حسب المعطيات ووفق عقيدة الشرطة في تركيا وطرق التدريس بها، فإن ذلك كله يشير إلى أنه من الصعوبة أن يخرج شرطي ينفذ عملية هي الأولى من نوعها في تاريخ تركيا وهو يعرف أنها ستؤثر على مصالح بلاده قبل أن تؤثر عليه".
وأضاف أن المعطيات التي أوردتها بعض وسائل الإعلام لا تستبعد أن يكون الرجل قد دخل إلى مسرح الجريمة بأوراق مزورة، وهو مؤشر آخر على ترجيح العمل المنظم في هذه الحادثة.
وذهب غل إلى أن فرضية وقوف جماعة فتح الله غولن وراء الحادثة تبقى هي الأخرى واردة، خاصة بعدما صرح بوتين بأنها تستهدف المس بالعلاقات التركية الروسية، بجانب إسراعه إلى عدم لوم أنقرة، وهي تصريحات -يؤكد غل- أنها قد تكون مستندة إلى معلومات تسلمتها روسيا من تركيا أو معطيات أخرى تتوفر لدى موسكو نفسها.
وبالمقابل، قال المحلل السياسي السوري المعارض بسام جعارة، إنه لم يتفاجأ بحادثة اغتيال السفير الروسي في أنقرة أندريه كارلوف الاثنين الماضي لكونه كان يتوقع أن تتعرض موسكو لضربات موجعة سواء في الداخل الروسي أو ضد مصالحها في الخارج كرد فعل على فظاعة الجرائم التي تقوم بها موسكو في سوريا، خاصة في حلب.
وخلال حديثه لقناة "الجزيرة"، لم يستبعد جعارة أن تتلقى موسكو عاجلا أم آجلا ضربات أخرى في مناطق متعددة، يكون من شأنها إسقاط أوراق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وإنهاء غطرسته، خاصة أن الوضع الاقتصادي الداخلي لا يتحمل أي تأثيرات خارجية عليه.
وأكد أنه إذا كانت روسيا قد لمحت إلى إمكانية وقوف جهات خارجية وراء عملية الاغتيال انتقاما من محاولات موسكو إبعادها عن الحرب في سوريا، في إشارة إلى الولايات المتحدة، إلا أن بسام جعارة استبعد نظرية المؤامرة، وبدا مقتنعا بأن آلاف الأتراك يرغبون في دخول سوريا للدفاع عنها.
وعبر جعارة عن اعتقاده بأن العلاقات الروسية التركية لن تتأثر بهذا الحادث لحاجة كل طرف منهما إلى الآخر، فموسكو -بحسب جعارة- تحتاج إلى أنقرة لمواجهة العقوبات المفروضة عليها من قبل الغرب عبر مزيد من دعم العلاقات الاقتصادية والتجارية، بينما تحتاج تركيا إلى روسيا للتخفيف من عزلتها ومواجهة التأثيرات التي أعقبت محاولة الانقلاب الفاشل في يوليو/تموز الماضي.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!