سيفيل نوريفا - ستار - ترجمة وتحرير ترك برس
تصاعدت أصوات من داخل الإدارة التي من المتوقع أن تكون ضمن طاقم ترامب لقيادة أمريكا، تقول بأنّ "على أمريكا مواجهة روسيا"، وهذه التصريحات تأتي بصورة مغايرة تماما لما تحدث عنه ترامب حول نيته تصحيح العلاقات مع روسيا، وهذا يعني أنّ المرحلة المقبلة لن تكون سهلة، وأننا سنتابع ضغط وتأثير وكالة الاستخبارات الامريكية على الإدارة الجديدة.
يزداد شعورنا برياح حرب باردة تلوح في الأفق، في الوقت الذي نشاهد فيه تنافسا في القوى داخل الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا التنافس ينعكس بدوره على العالم، وانتصار قوة داخلية على قوة أخرى داخل الولايات المتحدة سيؤثر على مستقبل معادلات القوى في العالم.
لكن أمريكا ليست وحدها من يُحدد معادلات القوى، وليست هي العامل الوحيد، بل إنّ هناك قوى جديدة تطفو على السطح، ولا يُمكن لأمريكا بعد اليوم إهمال وتجاهل دول مثل تركيا وروسيا على سبيل المثال.
واليوم نلاحظ التنافس بين روسيا وأمريكا في دول شرق أوروبا، حيث تريد روسيا فرض سيطرتها هناك، والوصول إلى حدود حلف الناتو، فيما تسعى أمريكا للوصول إلى الحدود الروسية، وهذا كله يثير زوبعة حرب باردة، وهذا ما تريده أمريكا بالتحديد، لأنها تعتقد بأنها ستخرج رابحة من أي حرب. بينما في المقابل روسيا لا تُحبذ هذا الأمر، وليست جاهزة لحرب باردة ولا حتى لحرب عالمية ثالثة، لكن في حال إصرار أمريكا على ذلك فإنّ روسيا لن تقف مكتوفة الأيدي.
أمريكا تسعى إلى إعادة سيطرة نظام القطب الواحد، ولكن هناك اليوم قوى جديدة، فتركيا على سبيل المثال مُصرة على إعادة اكتساب قوتها التي كانت عليها قبل 150 عاما، والتي أصبحت اليوم قوة لا يُمكن تجاهلها في المنطقة. ولا شك أنّ الهجمات الإرهابية واغتيال السفير الروسي وغيرها من الأحداث سببها عزم تركيا نحو المضي قدما في طريق استعادة أمجادها.
تعيش تركيا مرحلة تاريخية، ولهذا السبب تواجه اليوم حلمة اقتصادية شرسة، تأتي من ضمن الخطوات الهادفة إلى النيل من تركيا ومحاولة إيقافها، وهي حملة من أجل إقصاء تركيا عن الطاولة، لكن تركيا لن تتخلى عن دورها، لأنها تدرك بأنها ستواجه مثل هذه الصعوبات والحملات المضادة الهادفة إلى الحيلولة دون وصلها إلى موقعها الذي سيرسم ملامحها لمائة عام قادمة. وبناء عليه تعمل تركيا على تعديل الدستور ليتوافق مع تطورها ومسيرتها نحو أهدافها واستعادة موقعها الطبيعي.
علينا الإيمان بأنّ العالم يتشكل من جديد، وأنّ القوى ترسم مواضعها من جديد، وأنّ القوى في العالم تتغير، واليوم تركيا هي الدولة التي ترفع لواء العالم الإسلامي، وتضع لذلك روحها ودمها وشهدائها، وهذا هو السبب الوحيد الذي يجعلها عرضة للهجمات الداخلية والخارجية، واذا نجحت تركيا في تجاوز ذلك، فستكون نبراسا يضيء للأمة على مدار قرن قادم.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس