سيفيل نورييفا اسماعيلوف – صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس
تصف واشنطن مرحلة أستانة بأنها تزيد من صعوبة تنفيذ المخططات الأمريكية تجاه سوريا، بل وسنرى أننا دخلنا في مرحلة جديدة ستدفعنا للمبادرة من أجل إنعاش الاتفاق الرباعي المؤلف من تركيا وروسيا وفرنسا وألمانيا أيضاً، وكذلك من المتوقّع أن انتهاء مرحلة أستانة سيسهّل على أمريكا تأسيس دولة إرهابية جديدة لحزب الاتحاد الديمقراطي وبي كي كي في الساحة السورية.
إن نهاية مرحلة أستانة لا تقتصر على فتح مجال جديد أمام تنفيذ المشروع الأمريكي-الإسرائيلي في سوريا، إنما الهدف الآخر من ذلك هو دفع روسيا وتركيا وإيران نحو الدخول في مرحلة أزمة جديدة أيضاً، ومن الواضح أن أمريكا لم تتخلّ عن بذل مجهودها من أجل تأسيس دولة إرهابية لحزب الاتحاد الديمقراطي وبي كي كي في سوريا، ولهذا السبب تستمر في المبادرة باتخاذ خطوات مستفزة من أجل نزع العلاقات التركية-الروسية والروسية-الإيرانية والتركية-الإيرانية، ويمكننا رؤية أننا سنواجه عوائق أكبر خلال المراحل القادمة.
إن قراءة روسيا لهذه المرحلة بالشكل الصحيح تحمل أهمية كبيرة، ولكن في الوقت نفسه يجب أن لا نتجاهل الجهود التي يبذلها اللوبي الأرمني واليهودي في الداخل الروسي، ولذلك هناك حاجة ماسة لاتخاذ خطوات جديدة لتزيد من توطيد العلاقات القائمة بين روسيا وتركيا، ونحن ندرك أن المسألة لا تقتصر على الكادر الإداري للدول فقط، لأن الإرادة السياسية هي أداة هامّة جداً في الصدد المذكور، ولكنها ليست متطلّعة على كل شيء، ولذلك لا بد من تحليل بعض المفاهيم التي تلعب دوراً هاماً بالنسبة إلى الدول مثل السينما والأدب والتعصب الإعلامي، ويجب علينا المبادرة من أجل تأسيس علاقات واقعية مع المجتمع الروسي أيضاً، وفي السياق الأخير هناك حاجة هامّة للعمل المشترك في مجال التعليم وبالتالي التخطيط بشأن الجيل الجديد على المدى البعيد، وذلك سيؤدي إلى أن تكون العلاقات دائمة وعلى المدى البعيد بدلاً من أن تكون عبارة رؤوس أقلام فقط.
لقد تم خلق مفهوم الاتفاقات بين الشرق والغرب ليكون أداة تستخدمها بعض الجهات في إطار مصالحها الشخصية، لأن الأجهزة التي نراها في عصرنا الحالي توضّح لنا أن كل شيء تغيّر عن السابق، إذ توجد بعض المجموعات الروسية التي ما زالت إلى الآن تؤمن بأنها ستبادر في تجزئة العالم بين روسيا وأمريكا، وإلى الآن يمكننا مصادفة بعض التصريحات التي تشير إلى أن روسيا تستطيع الاتفاق مع أمريكا إذا وافقت الأخيرة على إدارة العالم بالتعاون مع روسيا.
ومن جهة أخرى إن إنتاج استراتيجيات جديدة على المدى الطويل وتوطيد علاقات عميقة مع المجتمع الروسي إلى جانب التأثير التركي على الإرادة السياسية الحالية في روسيا تحمل أهمية كبيرة بالنسبة إلى تركيا، وروسيا لا تستطيع تجاهل أنها ستحدّد مستقبلها بناء على نوع علاقاتها مع أوروبا وتركيا، وإن الفرق الواسع بين رغبات روسيا والواقع المشهود يوضّح أن الأخيرة ستضطر لإنتاج سياسات جديدة ودائمة، وكذلك إن الظروف الأخيرة تشير إلى أن دوام العلاقات التركية-الروسية يحمل أهمية كبيرة في الساحة العالمية والإقليمية، ولكن مع الأسف هناك بعض الجهات في تركيا وروسيا ما تزال ترى أن العلاقات القائمة بين الأخيرتين عبارة عن مبادرة من أجل تحقيق التوازن مع أمريكا، وهذه هي النقطة الهامّة في الصدد المذكور.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس