عبد القادر سلفي - حرييت - ترجمة وتحرير ترك برس
اجتمع رئيس الوزراء بن علي يلدرم مع وزراء حكومته على مائدة عشاء للنقاش حول الاستراتيجية الواجب اتباعها للتوجه نحو الاستفتاء، وبرغم أنّ الوزراء كانوا يرتدون البدلات الرسمية، إلا أنّ الاجتماع لم يكن رسميا بقدر ما كان من أجل تبادل الأفكار، وإعمال الفكر.
وكل من شارك تحدث بواقعية حول موضوع الاستفتاء، ولم يبالغ أحد بالقول بأنّ الاستفتاء قد يحظى بدعم 60-70%، وإنما تحدثوا وحللوا الأمور بمنطق وواقعية، بل وتناقشوا بصورة فيها نوع من القلق، وقالوا بأنّ "الاستفتاء ليس مضمونا، علينا التحرك وفق حملة دعائية جيدة جدا".
يرى الوزراء بأنّ عاملين قد يؤثرا في موضوع الاستفتاء سلبيا؛ الاقتصاد والإرهاب.
بعض الوزراء يولي موضوع الإرهاب أهمية أكبر، والبعض الآخر يرى بأنّ الاقتصاد هو الأساس، لكن كلا الطرفين متفقان على أنّ موضوعي الإرهاب والاقتصاد وتحقيق الأمن عنصران فاعلان في قرار المواطن خلال الاستفتاء.
الـمـصـوتـون مـن أجـل الاسـتـقـرار
قلت بأنّ هناك من يتناول موضوع الاستفتاء "بقلق نوعا ما"، وهنا لا بد من توضيح هذا الأمر، فبعضهم يقول:
"اذا كانت نسبة التصويت لحزب العدالة والتنمية هي 49%، فعلينا ان نعتبر نسبة التأييد في الاستفتاء من بين هؤلاء هي 40%، فهناك من صوّت للعدالة والتنمية في انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر من أجل الاستقرار، وتجنب أزمة اقتصادية، هؤلاء نسبتهم تصل 9%، وهؤلاء يقفون ضد النظام الرئاسي".
ولذلك فإنّ الوزراء تحدثوا بأنه كما يتوجب عليهم قيادة حملة من أجل تأييد التعديلات الدستورية لدى العامة، فإنّ عليهم اقناع هذا الجزء من القاعدة الشعبية لحزب العدالة والتنمية من أجل تأييد الانتقال للنظام الرئاسي.
يـتـم تـقـيـيـم الـوضـع لـدى حـزب الـحـركـة الـقـومـيـة أيـضـا
"لا شك أنّ دولت بهشتلي متحكم بأصوات حزب الحركة القومية داخل البرلمان، وهذا ما ظهر من خلال التصويت البرلماني، لكن الأمر مختلف لدى القاعدة الشعبية للحزب، وربما نصف المصوتين والمؤيدين لحزب الحركة القومية، وهم نسبتهم 12%، نصف هذه النسبة ربما تصوت بنعم للتعديلات الدستورية".
قرر حزب العدالة والتنمية قيادة عملية التعديلات الدستورية مع حزب الحركة القومية، لكنه قرر أيضا ان تكون الحملة الدعائية لكلا الحزبين منفصلة، وهذا ما ذكره بن علي يلدرم.
وهذا يعني أنّ الكتلتين في حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية سيكون مجموع نسبة التصويت لديهم هو 46%، وهنا ينصح البعض باعتماد استراتيجية مختلفة من أجل حشد تأييد أصوات المواطنين الأكراد، من خلال أجلب المؤيدين، دون الانتقاص من المعارضين او مهاجمتهم.
الـعـنـصـر الأهـم هـو أردوغـان
يتفق الجميع على ضرورة ان تُقاد الحملة بناء على عنصر اردوغان، والذي طلب من الحكومة ان تمسك بيد حزب الحركة القومية، كونه شريك استراتيجي وليس شريك من أجل تكملة العدد، وقال اذا نجحتم بذلك فأنا باستطاعتي ان احضر لكم تأييد 70% من الشعب للنظام الرئاسي. ولذلك فإنّ 70% هو الهدف، لكن الأساس هو 50+1.
نحن لم ندخل أجواء تصويت او استفتاء حتى الآن، ولم ينزل اردوغان إلى الميادين حتى الآن، ولا أحد يشك بأنّ نزول اردوغان إلى الميادين سيغير قناعات الكثيرين. والبعض أيضا اقترح ان ينزل أحمد داود أوغلو، وعبد الله غول إلى الميادين من أجل حشد التأييد أيضا، ولا أحد يعلم حتى الآن رأيهم بذلك.
والسؤال الذي يدور هنا، حول استمرار حالة الطوارئ من عدمها قبل التوجه إلى الاستفتاء، يقولون بأنّ اردوغان يؤيد استمرار حالة الطوارئ بسبب الأوضاع التي تعيشها تركيا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس