ترك برس - ديلي صباح
واصلت تركيا دعمها لمقاتلي البشمركة الذين سمحت لهم بالعبور عبر تركيا إلى سوريا لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، من خلال توفير تدريب عسكري لمقاتليهم الموجودين في مدينة عين العرب (كوباني) شمال سوريا، وسط انتقادات أفادت بأنّ تركيا فشلت في دعم القتال ضد داعش.
دخلت مجموعة من مقاتلي البشمركة العراقيين الأكراد مدينة كوباني يوم الخميس. ومع شعور الحكومة التركية بتنامي تهديد داعش لحكومة إقليم كردستان العراق، اتّخذت أنقرة مزيداً من الإجراءات لزيادة مساهمتها في محاربة التنظيم بتعيين قوات خاصة لتدريب مقاتلي البشمركة، الذي يفتقرون للخبرة القتالية على الأرض المستوية. وتسمّى هذه القوات "قوات القُبّعات الحُمر".
منذ بداية صعود تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في إقليم كوباني، وحيث أنّها تسيطر أصلاً على أجزاء من سوريا والعراق كجزء من طموحها لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط، فإنّ تركيا تواجه هجمات من دوائر مختلفة بسبب مزاعم أنّها لا تدعم قتال التنظيم بشكل كافٍ. وردّاً على هذه الاتهامات، بدأت تركيا بزيادة دعمها لمقاتلي البشمركة، الذين عبروا مؤخراً إلى سوريا عبر تركيا لمساعدة إخوانهم الأكراد في قتال داعش.
تلقّت أنقرة انتقادات من قبل كلّ من حزب الشعوب الديمقراطي HDP وقوات التحالف لتردّدها في توفير الدّعم لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني PKK الذي تعده تركيا "إرهابياً". وصرّح مسؤولون أتراك بأنّهم لا يمكن أن يظهروا دعمهم لمنظمة إرهابية. وبدلاً من ذلك، قدّمت أنقرة خطّة أخرى لحل الأزمة بسماحها لقوات رسمية، معترف بها قانونياً بالانضمام إلى القتال ضد داعش. وقد قبلت الولايات المتحدة هذه الخطّة، على الرغم من معارضة PYD، كما أوقفت الولايات المتحدة انتقاداتها التي كانت توجهها إلى تركيا والتي وصلت إلى درجة اتهامها بالوقوف إلى جانب داعش.
لم تكتفِ تركيا بالسماح لمقاتلي البشمركة بالدخول عبر الأراضي التركية إلى سوريا كدليل على صدق نواياها في المساهمة في التحالف، لكنّها زوّدتهم كذلك بتدريبات عسكرية. تغطّي هذه التدريبات تعاليم المعركة مثل القتال في أماكن قريبة، واستغلال ميدان المعركة بكفاءة، ونشر مدافع الهاوتزر في أماكن مناسبة وإخفاء الأسلحة بحكمة. وقد أفادت تقارير بأنّ مقاتلي البشمركة الذين يقاتلون الآن تنظيم داعش تمّ اختيارهم من أولئك الذين تلقوا تدريبات من الجنود الأتراك.
كما تمّ توفير إمدادات عسكرية لقوات البشمركة في قتالهم ضد داعش، تماشياً مع اتفاقية تم التوصل إليها بين الحكومة التركية ووزارة البشمركة.
وقد صرح المتحدث باسم الوزارة بأنّ تمّ تزويد القوات المنتشرة في كوباني بأسلحة وذخائر جديدة، كما سيتم مواصلة تزويدهم بالأسلحة عبر تركيا في حال لزوم ذلك، وفقاً للاتفاقية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!