جورج فريدمان وجاكوب شابيرو - بيزنيس إنسايدر - ترجمة وتحرير ترك برس
حدث شيئان في سوريا أخيرا لم يلحظهما أحد.
أولا، ادعت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة أنها طردت مقاتلي تنظيم الدولة (داعش) من آخر المناطق التي يسيطر عليها التنظيم في مدينة الطبقة. وهي مدينة تقع على بعد 25 ميلا غرب مدينة الرقة عاصمة داعش المزعومة. ووفقا لوكالة أنباء هوار الكردية السورية، فإن مقاتلي التنظيم محاصرون الآن في سد الطبقة خارج البلدة.
وفي الوقت نفسه شن تنظيم الدولة هجمات في الشدادي، على بعد حوالي 125 ميلا شرق مدينة الطبقة.
الولايات المتحدة تريد من تركيا أن تقاتل داعش
بعد تولي الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، منصبه طلب من وزير الدفاع، جيمس ماتيس، وضع خطة لهزيمة تنظيم الدولة في غضون 30 يوما. وقدم ماتيس خطة أولية في فبراير/ شباط، ولكن لم يكشف عن أي من تفاصيلها حتى الآن.
يمكننا أن نخمن أن ماتيس قال لترامب شيئا على النحو التالي: إن الولايات المتحدة لديها مشاكل أكبر من داعش، والجيش الأمريكي يقاتل في داخل العالم الإسلامي منذ 16 عاما. تحتاج المعدات إلى صيانة، وتحتاج القوات إلى تعزيزات، والأسلحة إلى تحديث. ولا يمكن إجراء هذه التغييرات في غضون 30 يوما.
وبالإضافة إلى ذلك تمتلك الولايات المتحدة حليفا للناتو فى تركيا. كما أن الولايات المتحدة لديها مصلحة مشتركة مع إيران في هزيمة داعش. لا يمكن أن يُتوقع من الولايات المتحدة أن تفعل بنفسها كل شيء للجميع. لماذا لا نترك الدول الإسلامية تتعامل مع مشاكلها؟
كانت الحرب على داعش الموضوع الرئيس للمحادثة الهاتفية التي أجراها ترامب لتهنئة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، على فوزه في استفتاء الشهر الماضي.
تريد الولايات المتحدة من تركيا أن تأخذ زمام المبادرة في تدمير داعش في الرقة. وقد أشار أردوغان إلى أن تركيا ستكون مستعدة للعمل مع ائتلاف من القوات الأمريكية والروسية لتحقيق هذا الهدف.
تركيا تريد تنازلات من الولايات المتحدة
لكن الرئيس أردوغان يقول إنه يجب استبعاد "الأكراد السوريين" الذين يشكلون غالبية مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية (وحدات حماية الشعب). وحتى الآن لم تنزل الولايات المتحدة على رغبة تركيا، مشيرة إلى أن قوات سوريا الديمقراطية تحمل العبء الأكبر في قتال داعش.
سيزور أردوغان الولايات المتحدة خلال الأسبوع الحالي. وسيكون الانفصال بين المصالح الأمريكية والتركية موضوعا ساخنا عندما يجتمع مع ترامب.
أشاد ترامب بالمقاتلين الأكراد أثناء حملته الانتخابية، لكنه سيواجه الآن المعضلة نفسها التي واجهها الرئيس باراك أوباما.
لا تريد الولايات المتحدة التخلي عن قوات سوريا الديمقراطية، بيد أنها تحتاج إلى مساعدة تركيا لاستئصال داعش من الرقة. وتستخدم تركيا ذلك في محاولة لحمل الولايات المتحدة على التوافق مع المخاوف التركية بشأن الأكراد.
في المقابل لا يريد أردوغان أن يدخل قلب الصحراء السورية لمحاربة تنظيم الدولة أكثر من الولايات المتحدة. انغمست تركيا في القتال في سوريا، ولكن السير نحو الرقة هو أمر أكثر صعوبة.
تستخدم تركيا موقعها الاستراتيجي وسمعة جيشها في محاولة للحصول على تنازلات من الولايات المتحدة، وإدارة علاقاتها مع روسيا. القوى العظمى تلعب الشطرنج، لكن البيادق فقط هي الموجودة في الساحة في الوقت الحالي.
يتحين داعش اللحظة الملائمة. وقد أثبت تنظيم الدولة أنه يفكر استراتيجيا، ويحارب تكتيكيا، ويمتلك صبرا أكثر من أعدائه، وسواء كان الفضل في ذلك يرجع إلى تفانيه الديني أو عدم وجود بدائل، فمن الأفضل ترك ذلك إلى المحللين النفسيين.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس