أحمد طلب الناصر - خاص ترك برس
في إطار خطة الدمج التي بدأت السير بوتيرة متسارعة يوماً بعد يوم، أصدرت وزارة التعليم الوطني التركي العديد من القرارات والتعميمات المتعلقة بمراكز التعليم السورية المؤقتة خلال اليومين الأخيرين كان أولها قرار إغلاق المراكز في مدينة "مرسين" وتحويل طلابها إلى المدارس التركية التي سيتم تحديدها وإبلاغ الطلاب للالتحاق بها لاحقاً، وكذلك الأمر بالنسبة للمعلمين، حيث يُنتظر التواصل معهم من قبل دائرة تعليم "مدى الحياة" لإبلاغهم بتعييناتهم الجديدة حسب ما نصّ القرار. وجاء سبب إغلاقها لتمويلها وإدارتها من قبل منظمات خاصة محلية ودولية وممارسة العمل التعليمي في أبنية خاصة لا تحقق الشروط المطلوب توفره في المدارس الرسمية.
أما باقي الولايات فقد بقيت الأمور في المراكز المؤقتة كما هي عليه، مع احتمالية اختصار أعدادها، بعد تدنّي أعداد الطلاب فيها، نتيجة دمج طلاب الصف الثاني ضمن المدارس التركية في العام القادم، وإمكانية استيعاب المدارس التركية لأعداد كبيرة من الطلاب السوريين.
وبالنسبة لما يتعلّق ببرنامج الدوام الصيفي، فقد أكّدت التربية على استمرار دوام الطلاب والمعلمين في المدارس التركية وذلك للاستفادة من تعلّم اللغة التركية التي طالما يوصي المسؤولون الأتراك بالتمكّن منها لزيادة فرصة التعيين بالنسبة للمعلمين في حال كانت شرطاً لاستمرار عملهم، وللتقوية والاستعداد للالتحاق بالمنهاج التركي مستقبلاً بالنسبة للطلاب، وذلك بعد استلام الجلاءات الذي سيكون في يوم 9 حزيران/ يونيو الجاري.
وقد بدأت التربية فعلياً بإرسال نسخ لكتب الاختصاص باللغة التركية للصفوف من الصف الخامس حتى الصف الثامن إلى بعض مدارس إسطنبول على أن يتم تعيين مدرّسين أتراك اختصاصيين لتدريس المواد للصفوف المذكورة.
وستبلغ عدد ساعات المواد المعطاة باللغة التركية 20 ساعة أسبوعياً، 8 ساعات للغة التركية الأساسية، و6 ساعات لمادة الرياضيات، و4 ساعات للعلوم والبيلوجيا، واثنتان للعلوم الاجتماعية. أما صفوف الثاني والثالث والرابع والتاسع فسيتابعون برنامج التقوية في اللغة التركية ابتداءً من 12 حزيران/ يونيو الجاري، وتقسّم ساعات التقوية كذلك على 20 ساعة أسبوعياً، 3 ساعات يومياً للتقوية في اللغة التركية وساعة واحدة للنشاطات الأخرى كالرياضة مثلاً.
كما منح البرنامج فرصة للأهالي للالتحاق بحصص تعلّم اللغة التركية ضمن دورة خاصة لهم يتم افتتاحها في حال رغبة الأهالي بذلك.
هذا ولم تأتِ التعليمات على مستقبل ومصير المعلمين السوريين بعد توزيع كتب الاختصاص التركية وقرار تعليمها من قبل المختصين الأتراك، ما أثار لدى الجميع حالة من الجدل في أوساط المراكز المؤقتة ومجموعات التعليم الافتراضية التي راحت تبث فرضيات وتحليلات ما أنزل الله بها من سلطان، مبتعدة بذلك عن تصريحات مسؤولي التربية والحكومة التركية الذين أكدوا وفي أكثر من مناسبة أن الحكومة التركية تسعى لتأمين العمل المستدام للمعلمين من خلال التعاون مع منظمة اليونسيف وبناء المدارس الخاصة بالسوريين والاستفادة من خبراتهم في تعليم الطلاب الأتراك اللغة العربية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!