منصور أكجون – صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس
لاحظنا في الأسبوع الماضي أنّ تركيا ناقشت بمستوى رفيع أهم المشاكل التي يعاني منها جيرانها، هي لم تحل المشاكل الحساسة جدا، لكنها تقدمت خطوات جيدة للأمام فيها. نعم، لم تُسد الفجوة بين الموقفين الروسي والتركي تجاه المسألة السورية، ولم تتصالح تركيا إلى الآن مع اليونان على موضوع قبرص.
لكن الوجوه في الاجتماعين كانت مبتسمة، واللقاءات كانت دافئة، وتم اختراق الحواجز النفسية، وفتحوا الطريق أمام العلاقات التجارية، فهم حاولوا إقناع تركيا ليس من خلال القوة، وإنما من خلال المناقشات وتبادل الآراء، وهكذا كان هناك تصالح وتفاهم في عدة مجالات، ومجالات أخرى لم تنته مواضيعها بعد، لكن تلك اللقاءات أسست أرضية صلبة يمكن البناء عليها للاتفاق على ما تبقى من مواضيع ومسائل حساسة.
***
يبدو واضحا تحسن العلاقات الثنائية، بالرغم من المشاكل المعقدة التي نعيشها في هذا العالم، إلا أنّ تركيا اليوم أعادت المياه، ولو نسبيا، إلى مجاريها الطبيعي، فحساسية المواضيع الأخرى وطريقة التعامل معها، لا تتم بصورة صحيحة إلا من خلال زيادة المجالات المشتركة، والمصالح المتبادلة بين الدولتين في مجالات عدة، وتأجيل الحديث في تلك المواضيع التي تشكل نقاط خلاف في وجهات النظر.
هذا هو الحل والطريقة الأمثل، لأنه علينا أن نحمي مصالحنا في مجالات محددة، دون أن نعرض جميع مصالحنا الأخرى للخطر، بمعنى أنه علينا أنْ نتعامل مع كل موضوع على حدة، فنتفق على مواضيع تشكل مصالح لنا، ونختلف على أخرى قد تسبب ضررا لنا، فهذا لا يعني قطع العلاقات كليا، وإنما نحقق من خلال ذلك بعض المصالح التي ستفيد الدولة التركية والشعب التركي.
يجب أن تبقى قنوات التواصل مفتوحة مع الجميع، وعلينا أن لا نتهم الطرف الآخر في حال لم تتحقق أمانينا في موضوع معين، وهذا ما قام به داود أوغلو خلال زيارته لأثينا يومي الجمعة والسبت، فهو يملك الشجاعة التي تجعله يقدم كل الاقتراحات الممكنة للتعاون مع شركائه، ولا شك أنّ عدم الوصول إلى حل مع اليونان تجاه مسألة قبرص سيشكل عائقا كبيرا لتطور العلاقات التجارية ولتحسين العلاقات الثنائية بين البلدين.
وبرغم النظرة السلبية لليونان تجاه هذه المسألة، إلا أنّ تركيا لا تريد أن تبقي العلاقات بينها وبين اليونان تجاه مسألة قبرص عالقة، ولن تسمح بزيادة المشاكل والخلافات تجاه تلك القضية بحيث يصعب حلها، وتركيا تملك الإرادة السياسية الكافية لتحقيق ذلك.
***
تحاول الدولتان جاهدتان لتفعيل "المجلس الأعلى للتعاون بين الدولتين"، والذي تم تأسيسه في العالم 2010، ومن أجل ذلك هناك العديد من الزيارات الثنائية المتبادلة، واللقاءات على مختلف المستويات بين الطرفين تجري كل فترة، وهناك استشارات ثنائية متبادلة بين مستشاري رئاسة الخارجية، وستكون الجولات الاستكشافية قد اكتملت في شهر أيلول / سبتمبر القادم.
أتمنى أن تكون النقطة التي وصلنا إليها على صعيد العلاقات الثنائية، ممهدة من أجل زيادة الخطوات التي سيتخذها كل طرف من أجل الوصول إلى حل للقضية العالقة بين الطرفين وعلى رأسها مسألة قبرص، والخلاف حول منطقة إيجه، ومن المفترض أن الأمور اليوم تسير في هذا الاتجاه، ويتبقى أن يملك الطرفان إرادة سياسية حقيقية لحل نهائي لتلك المسألة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مواضيع أخرى للكاتب
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس