سامي كوهين – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس
بعد أسبوع من اندلاع المظاهرات المناهضة للحكومة في إيران، يتضح أن شيئًا كثيرًا لن يتغير بالنسبة لمستقبل النظام.
وبينما بدأ تراجع الاحتجاجات التي انتشرت في الكثير من المدن الإيرانية، وأسفرت عن سقوط 22 شخصًا على الأقل وتوقيف أعداد كبيرة من المحتجين، أخذت الحشود المؤيدة للنظام تسيطر على الشوارع الآن.
ومن المنتظر أن تقوم هذه الحشود الموالية للحكم بعرض عضلات كبير، على الأخص اليوم (بمناسبة صلاة الجمعة).
كان من الواضح أن سير الأحداث سيأخذ هذا المنحى. ففي حديثه مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن "الاحتجاجات ستكون تحت السيطرة خلال بضعة أيام". ولا بد أن روحاني لديه ما يبرر قوله هذا..
بدأت الاحتجاجات بشكل عفوي وانتشرت بسرعة، غير أنها لم تكن بحجم مظاهرات 2009، كما أن النظام لم يتوانَ في التحرك بكل قوته لقمع المظاهرات. وجاء الأمر من أعلى المستويات، الزعيم الديني علي خامنئي فيما استنفرت القوى المدنية التابعة له.
ومن جديد تبين أنه لا يمكن الإطاحة بالنظام عبر تحرك الشارع في إيران. بالنتيجة يمكن للنظام القمعي السيطرة على الوضع باستخدام ما يملكه من أدوات قوة.
وإذا افترضنا أن الشوارع ستهدأ خلال الأيام القادمة، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو "ما الدرس الذي سيتعلمه النظام من هذه الأحداث؟".
هذا يتعلق بكيفية تقييم خامنئي والزعماء الآخرين في الحكم لأسباب محاولة التمرد هذه. من نزلوا إلى الشوارع هذه المرة أعربوا عن استيائهم من السياسات الاقتصادية والاجتماعية للنظام، على عكس مظاهرات 2009.
معظم المتظاهرين من الشباب والعاطلين عن العمل، وكانوا يشتكون من غلاء المعيشة والظلم الاجتماعي وفساد السلطة.. ومن بين شكاواهم أيضًا الكلفة الباهظة لسياسات الحكومة في سوريا واليمن ولبنان، فضلأ عن ممارسات تقييد الحرية داخل البلد.
فهل سيشعر النظام بالحاجة إلى الأخذ بعين الاعتبار استياء ومطالب شريحة واسعة من الشعب؟ أم أنه سيعتبر هذه المظاهرات "تدخل بلدان معادية" ويواصل سياساته السابقة؟
يقول النظام الإيراني إن كل هذه الأحداث افتعلتها بلدان معادية وفي مقدمتها الولايات المتحدة، وما يعزز هذا الطرح تغريدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
بيد أن النظر إلى الأحداث من زاوية "التدخل الأجنبي" فقط، والتعامي عن واقع البلد ومعاناة الشعب سيكون تصرفًا خاطئًا من جانب النظام.
إذا كانت الشوارع ستهدأ فعلًا فيتوجب على النظام الإيراني الإصغاء إلى الطلبات والتطلعات التي نادى بها المتظاهرون، إذا كان لا يريد نزولهم إلى الشوارع مرة أخرى في المستقبل..
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس