محمود القاعود - خاص ترك برس
على من يُريد فهم حقيقة الصراع في سوريا أن يعي الموقف الغربي الذي أخذ على عاتقه تدمير سوريا وإبادة شعبها وتقسيم أراضيها ..
لنتأمل في مقال المؤرخ الأميركي الصهيوني دانيال بايبس، الذي يوصف بأنه أحد أقطاب "المحافظين الجدد" في الولايات المتحدة ، والذي نشره في موقع "ذا جويش برس" الإلكتروني اليهودي عام 2013م ، مطالبا بدعم موظف الاستخبارات الأمريكية بشار الأسد بكل الطرق . قراءة هذا المقال تشرح لنا ما يحدث الآن ، وتوضح لماذا يحرقون سوريا ويتحرشون بتركيا
قال بايبس أن"المحللين يتفقون على أن تلاشي قدرات النظام السوري يتسارع وأنه يواصل تراجعه شيئا فشيئا، وأن انتصار الإسلاميين أصبح مرجَّحا بشكل متزايد"، مضيفا: " أن الحكومات الغربية يجب أن تدعم النظام الديكتاتوري الخبيث لبشار الاسد"
وأوضح بايبس أن "المنطق الذي دفعني لتقديم هذا الاقتراح النافر هو أن قوى الشر، عندما تحارب بعضها بعضا، تصبح أقل خطرا علينا، مما يجعلها أولاً تركز على أوضاعها المحلية، ويمنع ثانيا أيا منها من تحقيق انتصار بحيث تشكل خطرا أكبر. القوى الغربية يجب أن تدفع الأعداء إلى طريق مسدود بينهم من خلال دعم الطرف الخاسر لجعل الصراع بينهم يطول أكثر".
وأشار إلى أن "هذه السياسة لها سابقة. فخلال معظم فترة الحرب العالمية الثانية كانت ألمانيا النازية في موقع الهجوم ضد الاتحاد السوفياتي، وكان إبقاء الجنود الألمان منشغلين في الجبهة الشرقية أمرا حاسما لانتصار الحلفاء. لذلك قام فرانكلين دي روزفلت بمساعدة جوزف ستالين من خلال تموين قواته وتنسيق جهود الحرب معه. وإذا استعدنا الأحداث يتضح أن هذه السياسة البغيضة أخلاقيا، ولكنِ الضرورية إستراتيجيا، حققت نجاحا. ستالين كان وحشا اسوأ بكثير من الأسد".
وتابع بايبس: "الحرب العراقية - الإيرانية بين العامين 1980 و1988 أوجدت وضعا مماثلا. فبعد منتصف العام 1982، عندما أصبحت قوات آية الله الخميني في موقع الهجوم ضد قوات صدام حسين، بدأت الحكومات الغربية تدعم العراق. نعم النظام العراقي هو الذي بدأ الأعمال العدائية، وكان أكثر وحشية، لكن النظام الإيراني كان أكثر خطورة من الناحية العقائدية، وكان في موقع الهجوم. الخيار الأفضل كان أن تعيق الأعمال العدائية الطرفين لمنع أي منهما من الخروج منتصرا، أو في التعبير الساخر لهنري كيسنجر: من المثير للشفقة أن أيا منهما لا يستطيع ان يخسر".
وأضاف بايبس: "نعم، بقاء الأسد يفيد طهران، ولكن انتصار المتمردين، تذكروا، سيعزز كثيرا الحكومة التركية، التي تتحول بصورة متزايدة إلى حكومة مارقة، ويقوي الجهاديين، ويستبدل حكومة الأسد بإسلاميين منتصرين وهائجين. استمرار القتال يسبب ضررا أقل للمصالح الغربية من استيلاء الإسلاميين على السلطة. هناك توقعات أسوأ من أن يتصارع الشيعة والسنة، وأن يقتل جهاديو حماس جهاديي حزب الله والعكس. الأفضل ألا يفوز أي من الطرفين".
وقال بايبس إن "إدارة الرئيس باراك أوباما تجرب سياسة طموحة بشكل مبالغ فيه، ودقيقة تقوم على دعم المتمردين الجيدين بأسلحة قاتلة وشملت 114 مليون دولار من المساعدات، في الوقت الذي تستعد فيه لشن هجمات محتملة بطائرات من دون طيار ضد المتمردين السيئين. فكرة جيدة، لكن التلاعب بقوى الثوار من خلال التحكم عن بعد ليس له حظ كبير بالنجاح. في النهاية المساعدات ستقع في أيدي الإسلاميين، والضربات الجوية ستصيب المتمردين الحلفاء. من الأفضل أن يتقبل المرء حدوده وأن يطمح الى ما هو مُجْدٍ: دعم الطرف المتراجع". أ.هـ
هذه باختصار شديد سياسة أمريكا والغرب كشفها دانيال بايبس وهي تقوم على الآتي :
- دعم موظف الاستخبارات الأمريكية بشار الأسد
- إبادة الشعب السوري
- استمرارية الصراع أطول فترة ممكنة
- النظر لتركيا على أنها دولة مارقة يجب زجها في الصراع
- تقسيم سوريا
هذه هي الاستراتيجية الأمريكية ، وهي ما تفسر المحارق التي يقيمها نظام بشار الأسد وروسيا وإيران ضد الشعب السوري ، وإبادة مناطق كاملة كما يحدث في الغوطة الشرقية ومعرة النعمان وإدلب وحلب .
الآن يحاولون الزج بتركيا في أتون الصراع من خلال استهداف عملية غصن الزيتون التركية ضد البي كي كي الإرهابية التى تدعمها الولايات المتحدة الأمريكية ، وبث الدعايات الكاذبة حول استهداف تركيا للمدنيين ، وتهييج الرأي العام ضد تركيا .. وهي ترجمة حرفية للاستراتيجية التي كشفها دانيال بايبس في دعم بشار الأسد ..
إننا أمام عصابة دولية إجرامية صليبية تدهس كل القيم والأخلاقيات والإنسانية من أجل إبادة المسلمين كما أبادت نفس العصابة عشرات الملايين من الهنود الحمر .
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس