ترك برس
تباينت آراء المحللين والمراقبين بشأن خيارات تركيا للتعامل مع رفض القوات الأمريكية مغادرة منطقة منبج في الشمال السوري، التي تُسيطر عليها ميليشيات "حزب الاتحاد الديمقراطي" (PYD)، وجناحه العسكري "وحدات حماية الشعب" (YPG)، وهما امتداد لمنظمة "حزب العمال الكردستاني" (PKK).
وقبل يومين، قال أردوغان في البرلمان التركي إن بلاده ستُعيد منبج إلى أصحابها الأصليين، مضيفًا: "قلنا للأمريكيين أن لا يعملوا مع المنظمة الإرهابية (PKK)، وقالوا لنا أنهم سيخرجون من منبج، ومن ثم أحضروا لها (YPG) Ö و(PYD) و(PKK)، مع أنه في الأصل يشكل العرب 90% من سكان المدينة".
وأكد قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال جوزيف فوتيل قبل أيام أن الولايات المتحدة "لا تخطط لسحب قواتها المتمركزة قرب مدينة منبج شمالي سوريا رغم التحذيرات الصادرة من تركيا لنقلهم فورا".
وأشارت تقارير إعلامية إلى أنّ التحركات التي تتمّ دراستها الآن في تركيا بشكل رئيسي، هي التحرك في محاكم الولايات المتحدة ضد الإدارة الأمريكية، لمخالفتها الدستور والقوانين الأمريكية، ودعم الجناح السوري للعمال الكردستاني.
وفي هذا الصدد نقلت صحيفة "العربي الجديد"، عن مصدر تركي مطلع قوله: "ما زالت المشاورات والمباحثات مستمرة مع واشنطن، ولكن لا توجد أي استجابة حقيقية ومرضية، وعلى الرغم من عدم وجود اعتراف أميركي رسمي بأن الاتحاد الديمقراطي يمثل الجناح السوري للعمال الكردستاني الموضوع على قائمة الإرهاب الأميركية".
وأضاف المصدر: "إلّا أن تصريحات بعض المسؤولين الأميركيين، ومن بينهم وزير الدفاع الأميركي السابق، أشتون كارتر، خلال أحد الاستجوابات في الكونغرس، وكذلك بعض القادة العسكريين، تعدّ أكثر من كافية لتصعيد الضغط على الإدارة".
من جهته يرى الباحث في "مركز جسور للدراسات" عبد الوهاب عاصي، أن تصريحات الولايات المتحدة حول منبج تحمل أكثر من تفسير، فمن جهة تحمل في طياتها رغبة أمريكية باحتواء ردة فعل المليشيات الكردية الغاضبة مما يجري في عفرين، خشية من انسحاب هذه المليشيات من الجبهات مع تنظيم الدولة.
ويشير عاصي إلى تفسير آخر، وهو أن الولايات المتحدة لن تتنازل لتركيا عن منبج بهذه السهولة، ولذلك تحاول الضغط على أنقرة للموافقة على اتفاق لوقف عمليات عفرين مقابل التوصل إلى صيغة مرضية، وفق ما نقلت صحيفة "عربي21".
بدوره اعتبر الكاتب الصحفي إياد الجعفري، أنه من غير المعروف مدى تمسك الولايات المتحدة بمدينة منبج، وأن على تركيا إن أرادت التأكد مما ما إذا كانت المدينة مصلحة استراتيجية أمريكية، التحرك نحوها.
وأشار إلى أنه من المحتمل أن تتراجع الولايات المتحدة في حال حسمت أنقرة أمرها من التحرك نحو منبج، وقال: "كما حسم الروس أمرهم بتسليم عفرين لتركيا، قد تفعل الولايات المتحدة الأمر ذاته في منبج، مقابل التعاون في ملفات أخرى".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!