ترك برس
وسط توتر حاد في العلاقات، أجرى وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، زيارة إلى العاصمة التركية أنقرة، يومي الخميس والجمعة الماضيين، في إطار جولة شرق أوسطية شملت أيضًا مصر والكويت والأردن ولبنان.
والتقى تيلرسون كبار المسؤولين الأتراك، في مقدمتهم الرئيس رجب طيب أردوغان، ووزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، لبحث سبل حل الخلافات العالقة، وخاصة حول تسليح واشنطن ميليشيات إرهابية بسوريا.
ويقول كبير الباحثين في المجلس الأميركي للسياسة الخارجية جيمس روبنز إن زيارة تيلرسون الأخيرة للشرق الأوسط تشكل فرصة للإدارة الأميركية لرسم تواجد جديد لها في المنطقة.
ويضيف أنه بعد هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية عسكريا حدث فراغ ملأته روسيا والأكراد والإيرانيون وحتى قوات النظام السوري، وهناك تنافس كبير بين جميع القوى لإثبات وجودها، كما أن هذه الزيارة تصب في صالح تخفيف التوتر مع الحليفة تركيا.
ويرى روبنز أن الإدارة الأميركية الحالية لديها إستراتيجية، وهي تتغير وتتطور مع الزمن، فقد عملت على إسقاط تنظيم الدولة، ونجحت في ذلك، كما أن لها علاقة إستراتيجية مع الأكراد ومع إسرائيل وتركيا، وقام تيلرسون بإعادة التأكيد عليها في هذه الزيارة.
أما مدير دائرة البحوث في المركز العربي في واشنطن عماد حرب فيرفض وصف السياسة الأميركية الحالية بأنها إستراتيجية، معتبرا أن "واشنطن لم تضيع بوصلة الاستقرار في الشرق الأوسط فقط، بل أضاعت حلفاءها أيضا، كما رأينا في قضية القدس مثلاً، وهي لا تمتلك إستراتيجية واضحة في المنطقة، وهذا ما يظهر في سوريا".
ويتابع أن تيلرسون رجل عقلاني، وقد ظهر ذلك في سلوكه وتصريحاته تجاه أزمة الخليج، وكذلك نصيحته لترمب بعدم الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وهو في هذه الزيارة يحاول رأب الصدع مع الحلفاء العرب، ومنها تأتي زيارته للأردن الذي كان مستاء جداً من موضوع القدس".
واستدرك: "كذلك زيارته لمصر، والتي حاول فيها توجيه التعهد بالالتزام باستقرار مصر، لكن هنا لا يمكن إنكار أن تيلرسون تجاهل موضوع الانتخابات وحقوق الإنسان في مصر، وهذا جزء من تخبط الإدارة".
من جهته، لفت يفغيني سيدروف، المحلل السياسي والكاتب والصحفي المختص في العلاقات الروسية العربية إلى أن روسيا استغلت الخلاف التركي الأميركي لصالح تعزيز علاقاتها مع تركيا.
وتابع: "اليوم نرى تعاونا عسكريا مع تركيا، رغم أنها عضو كبير في حلف شمال الأطلسي (ناتو) الذي أنشئ في الأساس ضد روسيا، وها هي تركيا تبتاع الأسلحة الروسية متل صواريخ أس 400 وغيرها".
أما عن التراشق الإعلامي بين موسكو وواشنطن، فاعتبر سيدروف أنه على قيادتي البلدين التعاون لحل الكثير من الأزمات في الشرق الأوسط، وعلى رأسها الأزمة السورية.
بدوره، أقر رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط أحمد أويصال بأن هناك خلافا واضحا بين أميركا وتركيا بخصوص التنظيمات الكردية؛ فقد وعدت واشنطن أنقرة بأنه بعد التخلص من تنظيم الدولة، ستعود القوات الكردية إلى أماكنها، لكن هذا لم يحدث، وهو ما أثار غضب تركيا، ولقاء تيلرسون مع الرئيس رجب طيب أردوغان نجمت عنه إشارات على تفاهمات جديدة يمكن أن تحل هذا الإشكال.
وأوضح أويصال أن سياسة ترمب تختلف عن سياسات باراك أوباما من حيث الظاهر، لكن ترمب استمر فعليا في سياسات سلفه في سوريا، من حيث دعم التنظيمات الكردية، وعدم دعم التنظيمات السورية المعتدلة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!