جانداش طولغا اشق – صحيفة بوسطا – ترجمة وتحرير ترك برس
في وثيقة استراتيجية الأمن القومي الأمريكية، التي نُشرت آواخر العام الماضي، اعتُبرت إيران "دولة معادية". (الوثيقة ذاتها تقول إن تركيا دولة مشتبه بوضعها).
وفي الواقع، تكمن مكافحة هذه "الدولة المعادية" وراء رغبة الولايات المتحدة في السيطرة على سوريا، وهي الدافع الأكبر المحرك لهذه الرغبة.
يوجد في المنطقة أربعة مخزونات كبرى للغاز الطبيعي، وهي روسيا، قطر- إيران، إسرائيل- غزة، وقبرص.
تجري إيران الجزء الأكبر من تجارة الطاقة عن طريق البحر.
أكبر أمل ومشروع بالنسبة للدولة الإيرانية هي القدرة على نقل الغاز الطبيعي إلى أوروبا عبر مسارات بديلة.
وتعمل وزارة الطاقة الإيرانية منذ فترة طويلة على خط أنابيب يصل إلى البحر الأبيض المتوسط عبر العراق وسوريا، دون المرور بتركيا. هذا واحد من أهم الأسباب التي تقف وراء سعي الولايات المتحدة لتثبيت وجودها في سوريا.
وتعمل واشنطن على الحيلولة دون جعل سوريا طريقًا بديلًا من أجل تصدير الغاز الإيراني إلى الخارج، وحبسه داخل البلد.
ينبغي عدم الاستخفاف باحتياطي حوض قطر- إيران من الغاز الطبيعي! فالخبراء أثبتوا أنه يوجد في هذه المنطقة اختياطي يكفي لـ 473 عامًا.
وليس من الصعب أن نتخيل مدى إسهام هذا الاحتياطي في الاقتصاد الإيراني.
لكن هذا الحلم الذي تسعى إيران إلى تحقيقه، يشكل في المقابل كابوسًا يقض مضجع الولايات المتحدة.
نعلم مدى الانزعاج الذي تشعر به الولايات المتحدة إزاء التقارب بين تركيا وإيران. ولنستذكر أن العلاقات التركية الإيرانية كانت هدف المكيدة التي حاكتها الولايات المتحدة بنفسها واستخدمت فيها منظمة "غولن" في 17 و25 ديسمبر!
الملف كما هو أُحيل إلى القضاء الأمريكي في وقت لاحق، ليستهدف من جديد العلاقات التركية الإيرانية عبر "رضا زراب وهاكان أتيلا وبنك خلق".
وعلى الرغم من ذلك فإن الإدارة الأمريكية لم تتمكن من الحيلولة دون أي خطوة أ تقارب بين البلدين بما في ذلك مشروع خط أنابيب الغاز الطبيعي الممتد من إيران إلى أوروبا عبر تركيا.
وبالنتيجة، ينبغي علينا أن نعلم أن الساحة السورية تعد بالنسبة للولايات المتحدة، التي بدأت الأحاديث عن فقدانها النفوذ تدريجيًّا في العالم، هي سبيل من أجل إثبات نفسها من جديد.
وفوق ذلك، فإن الولايات المتحدة لا يمكنها تقبل فتح باب سوريا الذي سيربط إيران بالبحر المتوسط، وعن طريق تركيا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس