ترك برس
سبق وصول الرئيس التركي رجب طيب أدروغان إلى نواكشوط، توقعات الخبراء والباحثين الموريتانيين من هذه الزيارة، آملين في أن تحول زيارة أردوغان بلادهم إلى جسر لعبور البضائع التركية إلى القارة الأفريقية.
في هذا السياق تناول تقرير لصحيفة "عربي 21" آراء وأقوال باحثين وإعلاميين موريتانيين، حول زيارة الرئيس التركي أردوغان إلى بلادهم، وتداعيات هذه الزيارة وتوقعاتهم منها، حيث أكّدوا على أن الزيارة التي تأتي ضمن جولة إفريقية لأردوغان، ستعطي بلا شك زخما لعلاقات البلدين، وتدفع بها خطوات كبيرة إلى الأمام.
وفي وقت سابق أعلن المتحدث باسم الحكومة الموريتانية، وزير الثقافة محمد الأمين ولد الشيخ، عن اتخاذ سلطات بلاده لكافة الترتيبات لإنجاح الزيارة التي وصفها الباحث المتخصص في العلاقات الموريتانية التركية، محمد الحافظ ولد الغابد، بـ"التاريخية".
وأوضح ولد الغابد، أن هذه الزيارة يتابعها الشارع الموريتاني "بشكل كبير، نظرا للاحترام الذي يحظى به أردوغان في الأوساط الشعبية والرسمية بموريتانيا"، مبيناً أن التعاون بين أنقرة ونواكشوط راسخ منذ ستينات وسبعينيات القرن الماضي، "إذ أن تركيا من الدول التي اعترفت بموريتانيا منذ وقت مبكر".
وأشار ولد الغابد إلى أن الزيارة ستعمق التواصل بين البلدين، "خاصة أن موريتانيا تعتبر دولة مفصلية وهمزة وصل بين العالم العربي من جانب، وإفريقيا من جانب آخر".
ولفت إلى تطلّع الشارع الموريتاني لأن تسفر الزيارة عن شراكة إستراتيجية تتحول بموجبها موريتانيا إلى جسر عبور للبضائع التركية إلى جميع بلدان القارة السمراء، مؤكداً أن موقع موريتانيا الاستراتيجي يسمح لها بذلك، وأنها مؤهلة لتكون شريكا رئيسيا لتركيا في سياق تطوير العلاقات التركية الإفريقية.
كما أعرب الباحث الموريتاني عن أمله بأن تسهم الزيارة في إلغاء التأشيرات بين البلدين، وترسيخ التعاون العلمي والثقافي والتبادل التجاري للتطور نحو آفاق أرحب، موضحاً أن ثمة آفاقا واعدة بالنسبة للمستثمرين الأتراك، وفرصا للموريتانيين لتطوير التنمية المحلية والاستفادة من التجربة التركية في العديد من المجالات، نظرا لما تزخر به نواكشوط من موارد غير مستغلة.
ونوّه ولد الغابد إلى أن النشاط التجاري بين البلدين بدأ يزدهر خلال السنوات الأخيرة، على يد شركات التوريد والمقاولات التجارية المتوسطة والصغيرة، مؤكداً أن العديد من رجال الأعمال الموريتانيين زاروا تركيا في السنوات الأخيرة، "وبدؤوا ينشئون مكاتب تجارية في اسطنبول".
وبحسب الباحث الموريتاني فإنه لأول مرة غزت الأسواق الموريتانية البضائع والصناعات التركية، كما بدأت بعض مكاتب التوريد الموريتانية تساهم في تنشيط تصدير المنتجات التركية نحو العديد من بلدان غرب إفريقيا، منوهاً إلى مجال التعاون الثقافي والعلمي، وأن تركيا استقبلت خلال الفترة الأخيرة عددا كبيرا من الطلبة الموريتانيين الذين درسوا في جامعاتها وتعلموا لغتها.
ورأى ولد الغابد أن الزيارة تدخل ضمن اهتمام تركي واسع خلال السنوات الأخيرة بتطوير علاقات تركيا بإفريقيا التي تشكل سوقا للقوة التركية الناهضة عالميا، معتبراً أن الدبلوماسية التركية سعت لأن تكون في خدمة التنمية، وأن تفتح آفاقا جديدة في تسهيل الإجراءات أمام المستثمرين الأفارقة في زيارة تركيا، وإقامة شراكة معها.
من جهة أخرى اعتبر الإعلامي محمد فال الشيخ، أن أهمية الزيارة تمكن في كونها أول زيارة لرئيس تركي لموريتانيا، موضحاً أن نواكشوط تلعب دورا كبيرا على صعيد إفريقيا، ومؤكداً أنها نشطة جدا على الصعيد الدبلوماسي في القارة السمراء، وإحدى الدول الفاعلة في مجموعة الساحل.
وأشار الإعلامي الموريتاني في تصريح إلى أنه يمكن لتركيا استغلال الحضور القوي لموريتانيا في إفريقيا لتطوير علاقتها وحضورها في دول القارة السمراء، معتبراً أنه يمكن أيضا لموريتانيا أن تستفيد من الحضور التركي على الصعيد العالمي، بما في ذلك حضورها واستثماراتها القوية أيضا في إفريقيا.
واختتم فال الشيخ قوله بالإشارة إلى أن الشق الاقتصادي سيكون الأهم في هذه الزيارة؛ "لأن موريتانيا مليئة بالثروات وبحاجة لاستثمارات خارجية، وتركيا تمتلك من الخبرات والموارد البشرية ما يمكنها من مساعدة موريتانيا في هذا الجانب"، وفقاً لقوله.
وفي وقت سابق من اليوم الأربعاء، وصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى موريتانيا قادماً من الجزائر، ضمن إطار جولة أفريقية يقوم بها أردوغان، ويرافقه فيها إلى جانب عقيلته، كل من وزراء الخارجية، والاقتصاد، والثقافة والسياحة، والغذاء والثروة الحيوانية، والجمارك والتجارة،إضافة إلى عدد من البرلمانيين ورجال الأعمال والمسؤولين الأتراك.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!