سيفيل نوريفا – صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس
عند النظر إلى ماضي تركيا وحاضرها نرى أنها تستطيع تحمل أعباء ثقيلة جداً، ويمكن القول إنها تمتلك وجهة نظر تمكنّها من تحويل هذه الأعباء إلى مهام يجب عليها تنفيذها، لكن نرى أيضاً وجود فريق لا يستطيع إدراك هذه الميزة الموجودة لدى تركيا.
وجهة النظر المذكورة ليست خاصة بالوقت الحاضر، إنما كانت موجودة منذ بداية التاريخ التركي، كما يمكننا رؤية الوجه الحقيقي للمسألة من خلال دعم القوى العالمية للفريق الذي لا يرغب بتقدّم تركيا وعودتها إلى مجالات التأثير والاهتمام التي كانت تسعى للوصول إليها منذ 200 عام.
تركيا تعتبر أن الإنسان والعدالة هما أساس جميع المسائل، وتزيد صعوبة الأمر في عالم بعيد عن العدالة والإنسانية ويهتم بالمال والمكاسب فقط، لكن في الوقت نفسه من الشرف أن تكون الدول الأخرى مثل تركيا في عالم معدوم من حب الإنسان.
ويمكن إدراك المسؤوليات التي تحملها تركيا من خلال النظر إلى دعمها لأفريقيا التي تعاني من الظلم والفقر وانعدام الإنسانية، كما أن مرحلة توحّد تركيا وتجديدها لنفسها مرة أخرى ووقوفها إلى جانب كل من يطلب مساعدتها تعكس صورةً تبدي تركيا أكثر ثراءً من القوى التي تتباهى بأموالها.
يمكننا رؤية محاولات الوقوف في وجه نهوض تركيا من جديد، لكن في الوقت نفسه إن الذكاء الذي يشكل أساس الدولة التركية وقراراتها التي تفرض عدم التراجع عن الطريق الذي تراه صحيحاً على الرغم من العوائق التي تظهر أمامها هو أمر هام أيضاً.
أفريقيا تُظهر المعنى الحقيقي للمهام التي تنفذها تركيا في الإطار العالمي، لأن أفريقيا شهدت على تدخل جميع القوى، لكنها تدرك جيداً أن جميع هذه القوى تهتم بالذهب والثروات الباطنية ما عدا تركيا، أفريقيا تعرف الماضي التركي لذلك تشعر بالفرح عند رؤية الجهات التركية، تدرك أن الوجود التركي في أفريقيا هو لغايات إنسانية فقط، وفي الوقت نفسه تدرك الظلم الذي تمارسه القوى الأخرى أيضاً، لكن المشكلة هي رؤية الجميع لفرحة أهالي أفريقيا بالوجود التركي، لذلك إن الجهات التي تعتقد أن أفريقيا هي ملكها الخاص ستسعى لاستغلال جميع الفرص للوقوف في وجه الوجود التركي في الأراضي الأفريقية.
إن النجاح المحقق والنظام الجديد في سوريا سيزيد من حاكمية تركيا في مجالات التأثير والاهتمام، لذلك سيهدفون إلى خلق صراع بين تركيا ووحدات الحماية الشعبية في محطات الطاقة التي تقع في مناطق البحر الأبيض المتوسط من أجل إبقاء تركيا خارج طاولة المفاوضات، كما أن الجهات التي تدّعي صداقة تركيا مثل أمريكا وغيرها، دخلت في تحالف مع المنظمات الإرهابية ضد تركيا، لكن مع ذلك تستمر تركيا بالبقاء في الطاولة والساحة، تقضي على الإرهاب من خلال عملية غصن الزيتون من جهة، وتزيد وجودها في أفريقيا من جهة أخرى، إضافةً إلى أنها تبحث عن طريقة لأخذ مكانها في مسار التجارة الجديد، وبذلك تدفع الجميع في أفريقيا ودول البلقان وروسيا والشرق الأقصى والشرق الأوسط وآسيا الوسطى وأمريكا الجنوبية للتحدث عن الدولة التركية، وهذا هو السبب في تأكيد وجود تركيا في النظام العالمي الجديد.
إن أصوات النساء السوريات التي تتعرض للظلم في سجون النظام السوري تتردد على ألسنة الجهات التركية، وكذلك تتردد معاناة أهالي أفريقيا من الفقر الموجود في بلادهم على الألسنة التركية أيضاً، هذا هو قدر تركيا، أن تكون ممثلاً للعدل والإنسانية، إن القوة الحقيقية لا تتمثل في الأسلحة النووية أو كثرة المال، إنما القوة تكون لدى من يدافع عن العدل والإنسانية، مثل تركيا تماماً.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس