محمد قدو أفندي أوغلو - خاص ترك برس
بالرغم من الجهود المبذولة من قبل أطراف عديدة لإيجاد حل للأزمة القائمة بين قطر والدول الخليجية إلا أنها لم تجد طريقها إلى الحل، بل وتبدو بعد أكثر من تسعة شهور على اندلاعها بأنها قد تحولت من نزاع إقليمي أو محلي إلى قضية دولية تترك آثارا سلبية على مجمل النشاطات الإنسانية الاقتصادية والسياسية للكثير من دول المنطقة.
فبعدما كانت الأزمة الخليجية في بدايتها شأنًا خليجيًّا طارئًا وعابرًا أو هكذا تصور معظم المراقبين وحتى المسؤولين في الخليج وبعض الدول الأخرى وما عزَّز هذا التصور، كان التحرك السريع الذي قام به أمير الكويت، والذي لعب دورًا رئيسًا في حل أزمة العلاقات بين قطر والسعودية والإمارات والبحرين في 2013–2014، للوساطة بين قطر ودول الحصار والقطيعة الخليجية الأخرى. ومما زاد من تكهن المراقبين حول فجائية الأزمة وترقب حلها السريع كونها ليست الأزمة الأولى في العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي الست، التي لم تتسم العلاقات بين دولها دائمًا بالصفاء والحميمية والدفء، منذ تأسيس مجلس التعاون الخليجي في ثمانينيات القرن الماضي.
سعت تركيا وعلى أعلى المستويات لتطويق الأزمة ومنع تطورها نحو الاصطدام العسكري الذي سيؤدي إلى نشوء صراعات واصطفافات دولية تحول المنطقة برمتها إلى برميل بارود قابل للانفجار في أي وقت، وسعت أيضا إلى توضيح التأثيرات المباشرة والجانبية الناتجة عن استمرار تلك الأزمة من خلال تنظيم الدراسات والبحوث والحلقات الدراسية في الجامعات والمراكز.
وقد نظمت جامعة أنقرة للعلوم الاجتماعية ASBÜ بالتعاون مع مركز دراسات الشرق الأوسط ORSAM يوم الثلاثاء في الثالث عشر من آذار/ مارس 2018 حلقة نقاشية بعنوان (أزمة الخليج ومستقبل المنطقة). انعقدت هذه الحلقة النقاشية في إحدى قاعات حرم جامعة أنقرة للعلوم الاجتماعية، وكانت الحلقة النقاشية برئاسة الأستاذ الدكتور أحمد أويصال رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط، وتمت فيها استضافة متحدثين رئيسين هما الأستاذ الدكتور محي الدين أتامان من جامعة أنقرة للعلوم الاجتماعية والسيد جورجيو كافييرو مؤسس ومدير مؤسسة (تحليلات أوضاع الخليج) البحثية في واشنطن العاصمة، كما حضر الحلقة النقاشية مجموعة من الأكاديميين والباحثين وطلبة الدراسات العليا والمهتمين بالشأن الخليجي والصحفيين.
ابتدأت الحلقة النقاشية باستعراض موجز للأستاذ الدكتور أحمد أويصال عن خصوصيات منطقة الخليج والعوامل السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية التي تتفاعل في تلك المنطقة من الشرق الأوسط. ومن ثم فسح الأستاذ الدكتور أويصال المجال للمتحدثين الرئيسين، فقام الأستاذ الدكتور أتامان بتسليط الأضواء على المراحل والمحطات التاريخية المهمة للعلاقات الخليجية-الخليجية منذ تأسيس مجلس التعاون الخليجي في العام 1982 ولغاية حدوث الأزمة الخليجية وفرض المقاطعة والحصار على قطر من بعض الدول الخليجية. ووضح الأستاذ الدكتور أتامان التأثير الكبير للعوامل الدولية والإقليمية بشكل عام ولثورات الربيع العربي بشكل خاص في إيصال العلاقات الخليجية-الخليجية إلى هذه الدرجة من التوتر، كما بيّن الأستاذ الدكتور أتامان انعكاس هواجس وتهديدات الأوضاع الداخلية لكل بلد خليجي على سياسته الخارجية.
ثم بدأ الجزء الثاني من الحلقة النقاشية والذي قدم فيها السيد جورجيو كافييرو رؤية استشرافية لتطورات الأزمة الخليجية والآفاق المستقبلية للعلاقات الخليجية-الخليجية في إطار تحولات الأوضاع العالمية والإقليمية، وأوضح السيد كافييرو مدى التباين والاختلاف بين الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي في المواقف والسياسات الخارجية والتعامل مع قضايا المنطقة الرئيسة، كما وضح السيد كافييرو الرؤيات المختلفة لكل دولة خليجية تجاه الأزمة مع قطر، (السعودية والإمارات والبحرين) من جهة، و(الكويت وعمان) من جهة أخرى، وأشار السيد كافييرو إلى الاختلافات الموجودة بشأن التعامل مع هذه الأزمة حتى داخل معسكر الدول الخليجية المقاطعة لقطر.
وأعقب تلك الحلقة البعض من المداخلات للحضور من الأكاديميين وأيضا بعض الاستفسارات والأسئلة التي طرحها البعض من الحاضرين في الحلقة الدراسية وتولى الإجابة على الاسئلة الدكتور أحمد أويصال رئيس الندوة إضافة إلى إجابات الأستاذين المحاضرين في الحلقة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!