ترك برس
استبعد محللون أتراك أن يؤدي تعيين مايك بومبيو وزيرا للخارجية الأمريكية إلى إحداث تغيير في العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا، ورأوا أن التناقضات الجوهرية بين واشنطن وأنقرة ستبقى كما هي، بما في ذلك استمرار الدعم الأمريكي للميليشيا الكردية.
وقال الدكتور حسين باغجي، رئيس قسم العلاقات الدولية في جامعة الشرق الأوسط التقنية لإذاعة "سبوتنيك تورك": "إن تغيير وزير الخارجية الأمريكي لن يترجم إلى تغييرات في السياسة الخارجية الأمريكية تجاه تركيا، ولكن في سياق العامل البشري فربما يتبنى الرئيس الجديد للدبلوماسية الأمريكية موقفا أكثر صرامة".
ورجح الأكاديمي التركي أن تستمر التناقضات الرئيسية بين البلدين حول السياسة الإقليمية كما هي، مشيرا إلى الدعم المستمر الذي تقدمه الولايات المتحدة لميليشيات وحدات حماية الشعب الكردي التي تعد الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني الإرهابي.
وأضاف باغجي "سيكون من السذاجة تماما الاعتقاد بأن الولايات المتحدة ستتخلى عن حماية الميليشيا الكردية في المنطقة في المستقبل المنظور، وتعيين بومبيو منفصل تماما عن ذلك، ولكن تركيا ستراقب استمرار الدعم الأمريكي."
لكن باغجي لم يستبعد أن يؤثر التعديل الأخير في إدارة ترامب بشكل خطير في استراتيجية أمريكا بشكل عام، في ضوء نهج بومبيو الحازم تجاه الشؤون الخارجية للولايات المتحدة، مشيرا إلى أن إقالة تيلرسون ستؤثر في العلاقات الأمريكية ليس مع تركيا فقط، بل مع كوريا الشمالية وأوروبا وروسيا.
ويتفق أستاذ العلوم السياسية، محمد ياغين، مع الرأي السابق، لكنه يلفت إلى أن الخط العام في العلاقات الأمريكية التركية سيبقى دون تغيير، ومن المحتمل أن يصبح خطاب واشنطن أكثر تشددا عندما يتولى بومبيو منصبه الجديد.
ووفقا لياغين فإن الاتفاق الحالي بين تركيا والولايات المتحدة حول الوضع في منبج، لن يتغير مع تعيين بومبيو، ولكن في المستقبل، من المرجح أن يؤثر الاختلاف في لغة تيلرسون وبومبيو في العلاقات الثنائية التركية الأمريكية.
ورأى المحلل التركي أن عملية التفاوض بين الولايات المتحدة وتركيا لن تتحرك بنفس الوتيرة، وسوف يستغرق الأمر المزيد من الوقت والجهد لاتخاذ قرارات مشتركة عندما يتولى بومبيو مهام منصبه.
وقال ياغين إن الجانب المشرق في اختيار بومبيو هو أنه رجل يستمع إليه ترامب. وعندما كانت تجري المحادثات مع تيلرسون لم يكن واضحا متى ستنفذ الاتفاقات، ولكن مع بومبيو ستكون هناك ثقة في إن ما تم الاتفاق عليه سيتم انجازه.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!