ترك برس
تستعد تركيا لمشاركة كبيرة في معرض الصين الدولي للاستيراد، حيث ستسعى الشركات التركية بقوة للحصول على فرص جديدة للتعاون والتجارة في السوق العالمية، ومواجهة الإجراءات الحمائية المتزايدة التي تفرضها إدارة الرئيس الأمريكي ترامب.
وسينظم المعرض للمرة الأولى في مركز المعارض والمؤتمرات الوطني بمدينة شنغهاي في الفترة ما بين 5-10 تشرين الثاني/نوفمبر 2018، وبمنطقة عرض تبلغ مساحتها (240.000 متر مربع). وتعد هذه فرصة تاريخية للشركات عبر العالم لاتخاذ أولى خطواتها لدخول السوق الصيني الهائل. ويتوقع أن يجتذب هذا المعرض نحو 150 ألف مُشترٍ من أكثر من 100 دولة ومنطقة.
ويرى خبراء اقتصاديون أن العلاقات التجارية الصينية التركية شهدت تطورا كبيرا خلال العقد الأخير، حيث تضاعفت الاستثمارات الصينية في تركيا. وفي الآونة الأخيرة أعلن وزير المالية التركي، براءت آلبيرق، أن بلاده حصلت على حزمة قروض من مؤسسات مالية صينية، بقيمة 3.6 مليارات دولار، لصالح القطاع الخاص والمؤسسات العامة والبنوك، للاستثمار في مجالي الطاقة والمواصلات.
ووفقا لما ذكرته جمعية مصدري المواد الكيميائية والمنتجات الكيماوية بإسطنبول (IMMIB) التي تنسق المشاركة التركية في معرض شنغهاي، فإن نحو 40 شركة تركية ستشارك فى المعرض.
وقالت شيماء إنام، الخبيرة في جمعية (IMMIB) لوكالة أنباء شينخوا: "نحن متحمسون للغاية لهذا المعرض، حيث ستشارك قرابة 40 شركة تركية"، مشيرة إلى أن الخطوط الجوية التركية أعلنت أيضًا عن استعدادها للمشاركة في هذا الحدث.
وأضافت إنام: "نحن نستعد لمرحلة الترويج، وقد تم منح جناح للشركات التركية في قاعة المعرض، ونحن على ثقة من أن جميع الشركات المشاركة ستتمكن من الترويج لسلعها هناك"، مضيفة أن العارضين الأتراك يأملون في التوقيع على عقود تصدير جديدة مع نظرائهم الصينيين في المعرض.
ووللدلالة على الأهمية التي تعلقها تركيا على المعرض، تشرف وزيرة التجارة التركية، روهصار بيكجان على الأعمال التحضيرية لتشجيع المستهلكين الصينيين للإقبال على السلع والمنتجات التركية، كما أنها تعتزم المشاركة في المعرض.
وقالت الخبيرة التركية: "إن السوق الصينية كبيرة ومهمة للغاية، وشركاتنا تبدي اهتماما كبيرا بهذه السوق التي تريد أن تعرفها بشكل أفضل".
ويعتقد الخبراء أن معرض الصين الدولي يدل على حسن النية من الجانب الصيني، حيث يعبر عن رغبة الصين في التعاون مع كثير من البلدان التي يميل الميزان التجاري معها لصالح الصين بشكل كبير.
وفي هذا الصدد قال البروفيسور سيلتشوك تشولاك أوغلو، مدير المركز التركي لدراسات آسيا والمحيط الهادئ بأنقرة، وعضو المجلس التركي للعلاقات الدولية، إن تركيا لديها حجم تجارة غير متوازن مع الصين يبلغ سنويا نحو 28 مليار دولار، من بينها 24 مليار دولار تمثل الواردات التركية.
وأشار تشولاك أوغلو إلى أن معرض الورادات الصينية يعد وسيلة لمعالجة هذا الوضع بشكل صريح، وإظهار رغبة الشركات التركية في التعاون، مضيفا أن المعرض يعد منصة مهمة للترويج للسلع والمنتجات من مختلف بلدان العالم، وزيادة أوجه التعاون كوسيلة لربط القطاع الاقتصادي الملموس.
ونوه إلى أنه خلال الأشهر السبعة الماضية تدفق نحو 5 مليارات دولار من الصين إلى تركيا، بما في ذلك حزمة القروض التي قدمها البنك الصناعي والتجاري الصيني، مضيفا أن الأرقام تكشف أن الصين شريك بالغ الأهمية بالنسبة إلى تركيا.
أما عن المنتجات التي ستروج لها تركيا في العرض، فتشمل المنتجات الصناعية والكيميائية وقطع غيار السيارات الميكانيكية وأدوات المطبخ، إلى جانب البندق. كما سيضم الجناح التركي قسما خاصا لماء الورد وزيت الورد العطري الذي يستخدم في صناعة مستحضرات التجميل، خاصة صناعة العطور.
وقال أحمد سينجر مدير مصنع "الوردة الدمشقية" في ولاية إسبارطة شرقي الأناضول: "نحن بحاجة لتقييم نوع الأعمال التي يمكننا القيام به في المعرض. وإذا استطعنا إدخال زيت الورد إلى العلاج الصيني التقليدي لتقويم العمود الفقري والتدليك، فسيكون ذلك نجاحا كبيرا لأن الصين سوق ضخمة واحتياجاتها هائلة".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!