ترك برس
حذر ألكسندر أكسينينوف، الدبلوماسي الروسي السابق، ونائب رئيس مجلس الشؤون الدولية الروسي، من أن توسيع النظام السوري لنطاق سيطرته في الشمال والشرق بدعم من حلفائه الإيرانيين، سيجر روسيا إلى مواجهة محتملة مع الولايات المتحدة وتركيا اللتين تنتشر قواتهما في عفرين ومحافظة إدلب، وكذلك في عدد من المناطق شرق الفرات، وبالقرب من الحدود مع العراق.
واعتبر أكسينينوف في مقال نشره موقع المركز، أن تصريحات رئيس النظام السوري حول تحرير كل شبر من الأراضي السورية، إذا وضعت في السياق السياسي الأوسع تبدو منعزلة عن الواقع، لأن الوجود العسكري الإيراني وحزب الله والجماعات الشيعية المتشددة التي تسيطر عليها إيران على الحدود الجنوبية لسوريا غير مقبول لدى إسرائيل.
وأضاف أن هذا النهج يهدد بجر روسيا إلى صدامات مسلحة مع الولايات المتحدة وإسرائيل وربما مع تركيا. وقد يحدث هذا عن غير قصد أو نتيجة استفزاز متعمد.
وقال أكسينينوف إنه لا يمكن العودة إلى نظام الحكم القديم شديد المركزية بعد الحرب الأهلية التي دامت سنوات، لأن اللامركزية قد تحققت بالفعل، حيث تم تشكيل هيئات الإدارة الذاتية في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة والتي يمكن أن تصبح أمثلة للمصالحة الوطنية على مستوى القاعدة، إذا تم التوصل إلى تسوية مع الحكومة.
ولفت إلى أن التعديلات التي أدخلها دستور 2012، مثل إلغاء احتكار حزب البعث للسلطة، وإدخال نظام تعدد الأحزاب، والحق في التظاهر وغيرها من التعديلات المهمة، لم تكن كافية مهما كانت ديمقراطية لتخفيف التوتر الاجتماعي في الوضع عندما بدأ التدخل الخارجي ودخل النزاع في المرحلة العسكرية.
وأشار إلى أن هيكل الدولة السورية ما بعد الحرب وشرعيتها الدستورية تبقى من بين القضايا الرئيسية في قلب تداخل المصالح الخارجية والخلافات الداخلية السورية، حيث هناك من يدعو إلى إدخال تعديلات تجميلية على دستور 2012 وهم أتباع النظام، وفريق يدعو إلى دستور مؤقت، وثالث يدعو إلى دستور جديد.
وخلص إلى أنه لا يبدو أن العودة إلى وضع ما قبل عام 2011 هو سيناريو واقعي، ولا التوقعات المنتصرة لمتشددي دمشق بأنه يمكنهم الاقتصار على إصلاحات ظاهرية مع الحفاظ على النظام السياسي السابق" الجبهة الوطنية التقدمية" التي كانت ستارا لمكانة حزب البعث المتميزة في هيكل السلطة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!