زهير سالم - مركز الشرق العربي
نقلت وسائل الإعلام عن الرئيس أردوغان قوله: إن أهمية إدلب بأهمية الشراكة مع الروس.
وحين يرفع الرئيس أردوغان أهمية إدلب إلى مستوى أهمية الشراكة التركية - الروسية فهو يعبر عن موقف أصيل ويبعث رسائل إلى أطراف عديدة أهمها يتامى المعارضة السوري الذين أرهقهم الخذلان الدولي والعالمي والإقليمي... وكذا إلى المحتل الجزار بوتين الذي لم يحترم حتى الآن أي اتفاق تم التوصل إليه عبر الشراكة التركية - الروسية - الإيرانية في سورية
وإذا كان ما عرف بمناطق خفض التصعيد هي أبرز منجزات هذه الشراكة التي تمت على حساب الثورة السورية؛ فإن الرئيس أردوغان يرى ببصيرته الثاقبة أن هذا المنجز لم يكن في فيما آلِ إليه إلا إعطاء الفرصة لأطراف الشر لتنفرد بالثورة على طريقة الخطوة خطوة. وها هم الأشرار يستعدون اليوم لنسف آخر قلاع هذا المنجز وبالتالي نسف كل الجهد الإيجابي التركي في التحالف الثلاثي الذي ضم شركاء متشاكسين على الأقل في الملف السوري.
لقد كان من مقتضى التوافق على ما سمي "خفض التصعيد" وضع حد لسياسة الأرض المحروقة التي كان يتبعها بوتين منذ احتلاله لسورية في 2015 والتي توجت باحتلال الروس لمدينة حلب؛ ومن ثم الذهاب بعد خفض التصعيد إلى ما سمي الحل السياسي عبر جنيف أو أستانة؛ ولكن الروس والايرانيين جعلوا من هذا الاتفاق فرصة للانفراد بالجبهات السورية جبهة بعد جبهة موظفين الاتفاق لإرادتهم الشريرة في فرض إعادة سيطرة عسكرية وأمنية على كل الأرض السورية..
أهمية تصريح الرئيس أردوغان الجديد "أهمية إدلب من أهمية الشراكة مع الروس" ترسل رسالتها لبوتين أن كفى!!
والأهمية الثانية لهذا التصريح هي أنه معياري وحدي بحيث لا يمكن أن تسقط إدلب وكل مناطق الشمال وتبقى الشراكة التركية الروسية قائمة...
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس